اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين اليوم الأحد باحات المسجد للأقصى المبارك للمرة الرابعة على التوالي. وأكد المتحدث باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في القدس محمود ابو العطا في تصريح صحفي اليوم " ان عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من قوات الشرطة الإسرائيلية.. موضحا ،ان الشرطة حاولت منع دخول الفلسطينيين لباحات المسجد الأقصى، تمهيداً لدخول المستوطنين المتطرفين من باب المغاربة ". ودعا ابو العطا العالمين العربي والإسلامي بالتدخل العاجل لإنقاذ المقدسات الإسلامية، من مخططات الاحتلال ومستوطنيه. وكان مئات المستوطنين وعلى مدار الأيام الماضية اقتحموا المسجد الأقصى وقاموا بأداء صلوات تلمودية خاصة، فيما دارت مواجهات عنيفة مع شبان فلسطينيين أسفرت عن إصابة بعضهم وأعتقال آخرين على يد الشرطة الإسرائيلية. من جهة اخرى اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية وسط اطلاق كثيف للنيران واعتقلت مواطنين من المدينة وسط اطلاق نار كثيف . فى غضون ذلك قال الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني، ان الاحتلال الاسرائيلي يشن حرباً متصاعدة الوتيرة ضد الأطفال المقدسيين في خرق واضح للقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية. وأضاف، في بيان أصدره اليوم الأحد، عقب اجتماعه بالقدس مع رجال دين مسيحيين ونشطاء أجانب، أن هذه الحرب تتركز في بلدة سلوان المجاورة للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة والشيخ جراح ومخيم شعفاط والعيساوية، وتتفاوت في شراستها في المناطق الأخرى من القدس وفقاً للمخططات التهويدية التوسعية في العاصمة الفلسطينية المحتلة، أي كلما زادت الأطماع الاستيطانية في منطقة معينة تزداد انتهاكات حقوق الإنسان ومن ضمنها كثافة الحرب الشرسة التي يقودها الاحتلال ضد الأطفال المقدسيين. وأشار دلياني إلى أن حرب الاحتلال ضد الأطفال المقدسيين تأخذ أشكالاً مختلفة أكثرها وضوحاً هو الاعتقال وتوابعه، ..موضحاً 'أنه في سلوان مثلاً، وفي ظل الهجمة التهويدية التي تشهدها أقرب البلدات المقدسية على المسجد الأقصى المبارك، تم اعتقال أكثر من الف وخمسمائة طفل خلال الاثني عشر شهراً الماضية تراوحت أعمارهم بين السادسة والسادسة عشر وفقاً لتنظيم حركة فتح في البلدة.' وأكد أنه في معظم جرائم اعتقال الأطفال يتم ممارسة ضغوطات نفسية وجسدية عليهم ولا يتم الإفراج عنهم إلا بكفالات مالية عالية تزيد من الأعباء المادية المفروضة على العائلات التي تكافح أصلاً للصمود أمام ما تطالب به مؤسسات الاحتلال المختلفة من ضرائب وغرامات تحت مسميات متنوعة. واضاف دليانى أن هناك أعداد كبيرة من الأطفال ضحايا هذه الجريمة يعانون من تبعات الاعتقال طويلة المدى مثل الحبس المنزلي الذي يمنعهم من التعليم ويُجبر أحد الأبوين أن يترك عمله للبقاء مع الطفل في المنزل، ولذلك تبعات مادية ومهنية إضافية، أو الإبعاد عن البلدة وما ينتج عنه من آثار نفسية واجتماعية على العائلة بشكل عام. وشدد دلياني على أن محيط المسجد الأقصى في البلدة القديمة ومنطقة الشيخ جراح تشهدان ايضاً تصاعداً في جريمة اعتقال الأطفال. وقال: إن الحرمان من التعليم والتقاعس المدروس الذي يتبناه ذراع الاحتلال التهويدي المسمى 'بلدية' في مجال التعليم يشكل جانباً آخراً من الحرب التي تفرضها المؤسسة الاحتلالية على الطفل المقدسي. فالقدس بحاجة الى الف غرفة تدريسية الآن، وتزداد الحاجة بازدياد الكثافة السكانية في ظل سياسة تجهيل معتمدة من قبل الاحتلال في انتهاك واضح لمسئولية دولة اسرائيل كجهة تحتل أرض الغير وفق القوانين الدولية. وبين دلياني: إن سياسة تقييد حركة المعلمين والطلاب من خلال الحواجز العسكرية وتشديدها مثل ما حصل مؤخراً عند مخيم شعفاط وضاحية السلام ورأس خميس لا يخرج عن نطاق الحرب ضد الطفل المقدسي. وأضاف أن الوضع العام في القدسالمحتلة الناتج عن ممارسات الاحتلال لا سيما حربها على الأطفال يدعو إلى طلب حماية دولية الى حين دحر الاحتلال عن عاصمة الدولة الفلسطينية، ويستدعي تدخلاً أكبر من المؤسسات الدولية للكشف عن الآثار المدمرة للاحتلال على المجتمع المقدسي وخاصة الأطفال.