تراجعت مبيعات مصانع شركة "تويوتا" اليابانية الموجودة بالصين بمقدار النصف خلال شهر سبتمبر الماضي بالمقارنة بشهر أغسطس وذلك لتصاعد التوترات بين الصين واليابان حول الجزر المتنازع عليها بينهما والتي يطلق عليها الصينيون اسم "دياويو" واليابانيون اسم "سينكاكو". وكان اقدام اليابان على تأميم تلك الجزر قد أثار احتجاجات حادة في الصين على المستويين الرسمي والشعبي حيث نزل المواطنون للشوارع لابداء استيائهم وأطلقوا حملات لمقاطعة المنتجات اليابانية. وكانت مبيعات تويوتا في الصين خلال شهر أغسطس قد بلغت 75 ألف وحدة لكنها هبطت بنسبة 50 بالمائة في الشهر التالي وهو ما أجبر الشركة على تخفيض انتاج مصانعها بالصين لشهر أكتوبر. وتشكل مبيعات هذه المصانع بالصين 10 بالمائة من مجموع مبيعات تويوتا العالمي مما يعني أن ذلك يمثل ضربة قوية للشركة. ويتوقع المراقبون أن تخلف التوترات السائدة بين بكين وطوكيو تداعيات سلبية على علاقاتهما الاقتصادية والتجارية . وتعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري بالنسبة لليابان منذ 2007 في حين تعد اليابان رابع أكبر شريك تجاري للصين بعد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والآسيان وفى الوقت نفسه تعد الصين اكبر مقصد للصادرات اليابانية واكبر مصدر للواردات. وبلغت قيمة التجارة بين البلدين في العام الماضي أكثر من 340 مليار دولار أما العام الجاري فقد بلغ اجمالي قيمة صادرات اليابان الى الصين خلال النصف الأول منه 54ر73 مليار دولار امريكي بانخفاض نسبته2ر6 بالمائة على أساس سنوي في حين بلغت قيمة واراداتها من الصين خلال الفترة نفسها 29ر91 مليار دولار بزيادة نسبتها 7 بالمائة . كما استأثرت التجارة المتبادلة بين البلدين في العام الماضي بنسبة 21 بالمائة من اجمالي التجارة الخارجية لليابان لذلك العام في حين مثلت 4ر9 بالمائة من مجموع تجارة الصين الخارجية. إلا أن هذه العلاقات المتنامية أصبحت الآن في مفترق الطرق وتعترف الصين بأن تدهورها سيكون ضد مصلحة كلا البلدين لكنها تقول أن اليابان ستكون الخاسر الأكبر وأنها مستعدة للتضحيات لتعلق الأمر بالسيادة الوطنية.