يُفتتح مساء بعد غد الخميس الموافق 18 أكتوبر الجاري في النادي الثقافي العربي بالشارقة، المعرض التشكيلي الشخصي الثاني تحت عنوان (تحولات المدينة)للشاعر والفنان العراقي يحيى البطاط . يضم المعرض أكثر من ستين لوحة صغيرة الحجم تدور بجملتها حول ثيمة المدينة. في هذه الأعمال الفنية .. يقول الشاعر والفنان يحيى البطاط في بيان صحفي: حاولت أن التقط شيئا من ملامح المدن التي زرتها ومشيت في شوارعها وتحدثت إلى إنسانها، والمدن التي سمعت بها، وتلك التي قرأت عنها أو حلمت بها، أو توهمتها.. ويوضح : ليس بالضرورة أن تكون لمدني التي رسمتها ولونتها تفاصيل وملامح تشبه تفاصيل تلك المدن الحقيقية، إن ما يعنيني كفنان وشاعر وكاتب أن أمسك بملمح أو إشارة تقودني إلى تلك المدينة التي تشكلت في مخيلتي لتتعانقا معا على قماشة اللوحة.. كما يهمني في الوقت نفسه أن أترك للمتلقي فرصة أن يقرأ صورتي أو رؤيتي عن تلك الأماكن والمدن والبيوت.. كل لوحات هذا المعرض صغيرة الحجم لا يتجاوز أي من أبعادها 60سم، بعضها صغير جدا أبعاده 30 × 20 سم، وأكبرها حجما 60 × 45 سم أو أكثر بقليل.. ويعتقد البطاط : إن للوحة الصغيرة شخصية وروحا مختلفة عن شخصية وروح اللوحة الكبيرة، إنها تشبه إلى حد ما القصة القصيرة مقارنة بالرواية،... أو قصيدة اللقطة أو الشذرة عند مقارنتها بالمطولات الشعرية،.. في اللوحة الصغيرة تختزل التفاصيل وتنكمش المساحات، وتتقلص الأفكار لتصل إلى حد الشذرة،... إن فن رسم اللوحة الصغيرة له جمالياته مثلما للوحة الكبيرة جمالياتها. وفي هذا المعرض محاولة لتقديم لوحة صغيرة أتمنى أن تكون بمستوى طموح المتلقي وقادرة على أن تستفز لديه مشاعرا كامنة وحوارا داخليا. ولفت إلى إن المدينة بكل تحولاتها وتقلباتها، وما يطرأ عليها، وما ينعكس بالضرورة على قاطنيها هي الحاضنة الكبرى والرئيسية للبشر على كوكب الأرض، فقد اقترنت المدنية والحياة المتحضرة بالمدينة منذ (بابل) أول مدينة عالمية وحتى نيويورك وباريس ولندن وبرلين وبكين والقاهرة ودبي... ولولا المدن ما استطاعت البشرية أن توحد صفوفها في إبداع وإنتاج هذا الكم الهائل من الفنون وتطبيقات العلوم، والنظريات والأفكار والفلسفات التي غيرت وما زالت تغير مسارات وآفاق المستقبل. ويرى البطاط إن لكل مدينة ملمح من ملامح إنسانها،.. :"لذا فإن للمدن مزاج ونفس وروح وشخصية لا يختلف عن مزاج ونفسية وروح وشخصية قاطنها.. لقد مررت في حياتي بمدن عربية وأجنبية كثيرة، تركت كل منها انطباعا أو صورة ذهنية لا يمكن أن تمحى،.. ملامح وصور تراودني لتستحضر روح تلك المدن كلما ذكرتها".