يوم واحد يفصل الأميركيين عن موعد انطلاق السباق للبيت الأبيض ليدخل مراحله الأخيرة حيث يحاول كلا من المرشحين الديمقراطي الرئيس باراك اوباما والجمهوري ميت رومنى الوصول الى كرسي الرئاسة . وأجرى المرشحان جولات انتخابية أمام عدد كبير من الأمريكيين في عدد من الولايات المتأرجحة ، وتقاربت المنافسة بين الرجلين الأسابيع الماضيه وحاول كلاهما القيام بالمحاولات الأخيرة لاجتذاب الناخبين الذين لم يحسموا بعد اختيارهم ولتشجيع أنصارهما على الذهاب للتصويت. وأظهرت استطلاعات للرأي تقدم أوباما بفارق بسيط جداً على رومني في ولاية أوهايو، وهي واحدة من أكبر كتل التصويت، بنسبة 46 في المائة مقابل 45 في المائة لرومني بين الناخبين المحتملين. أما على مستوى الولاياتالمتحدة كلها فما زال الناخبون منقسمين، فقد قال 47 في المائة من الناخبين المحتملين الذين شملتهم استطلاعات الرأي إنهم سيعطون أصواتهم لأوباما بينما قال 46 في المائة إنهم سيدعمون رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس. ورغم ان المحللين السياسيين يقولون منذ فترة طويلة ان انتخابات 2012 ستكون متقاربة، إلا ان البعض ما زالت تعتريه الدهشة ازاء تدهور شعبية الرئيس بارك اوباما الذى كان يتقدم على منافسه الجمهورى ميت رومنى فى أواخر سبتمبر بحوالى سبع نقاط مئوية وسرعان ما اصبح الآن فى وضع متعادل معه، وفقا لاخر استطلاع لمؤسسة ((غالوب)). وبينما يعزو البعض سبب تراجع زخم اوباما إلى أدائه الضعيف فى أول مناظرة رئاسية أمام خصمه، إلا أن جون مارك هانسن، البروفيسور بجامعة شيكاغو، يرى التقارب فى استطلاعات الرأى نتيجة طبيعية مع قرب الحملة الانتخابية من نهايتها. وقال هانسن فى مقابلة مع وكالة ((شينخوا)) " لا اعتقد ان هناك احتمال عن أى وقت مضى بأن باراك اوباما سيفوز بالانتخابات ب 5 الى 8نقاط مئوية"، مضيفا ان " الأجواء تشير الى ان الانتخابات ستكون محتدمة جدا". ويرى هانسن أن اجواء سباق 2012 تشبه الى حد كبير أجواء انتخابات 2004، التي تمتع فيها الرئيس الامريكى السابق جورج بوش بكل قوة ومزايا الرئيس فى المنصب، بيد أنه لم يظهر كخيار مرجح للفوز. فى الوقت نفسه، يواجه رومنى تحدى تجاوز اوباما فى الولايات الحاسمة والترجيحية مثل اوهايو وفلوريدا. واظهر استطلاع اجرته محطة (( ان بى سى نيوز)) وصحيفة ((وول ستريت جورنال)) ومعهد ((ماريست)) فى3 نوفمبر ان اوباما يتقدم على رومنى بفارق6 نقاط مئوية فى ولاية اوهايو ونقطتين فى فلوريدا. وتشكل بيانات اوهايو مصدرا للقلق بصفة خاصة لمعسكر رومنى، إذ لم يعبر أى مرشح جمهوري الى البيت الأبيض من قبل دون الفوز فى الولاية.وبدون اوهايو، سيصبح طريق رومنى الى البيت الأبيض صعب جدا، حيث سيكون امامه الفوز فى ولايات ترجيحية أخرى اقل اهمية من حيث ورق اللعب مثل ويسكنسن وبنسلفانيا . وركز المتنافسان الرئيس اوباما وميت رومني حملاتهما الانتخابية اليوم الاثنين, ومن المتوقع يوم غد أيضاً في التسع ولايات التي لازالت متأرجحة بينهما مع تقدم طفيف في معظمها للرئيس اوباما والتي وفقا لغالبية المحللين ستحدد نتائج الانتخابات وهي ولايات نيفادا 6 أصوات انتخابية وكولورادو 9 وايوا 6 وويسكونسن 10 واوهايو 18 ونيوهامبشير 4 وفرجينيا 13 ونورث كارولاينا 15 وفلوريدا 29 صوتاً انتخابياً. ومن المعروف وفقا للنظام الانتخابي الأمريكي أن الفائز هو الذي سيحصل على 270 صوتا انتخابياً من مجموع الأصوات الانتخابية البالغ عددها 538 صوتا هي مجموع عدد أعضاء مجلسي النواب 435 عضوا والشيوخ 100 عضواً بالإضافة إلى ثلاثة أصوات انتخابية للعاصمة واشنطن التي ليس لها تمثيل في الكونجرس الأمريكي. ويحدد عدد سكان كل ولاية عدد الأصوات الانتخابية الخاصة بها فكلما زاد عدد سكان الولاية زاد عدد أصواتها الانتخابية فيما يعرف بالمجمع الانتخابي الذي عادة ما يمنح جميع الأصوات إلى الفائز بالولاية حتى ولو كان ذلك الفوز بفارق ضئيل عن المنافس. ووفقا لأخر التوقعات فان الرئيس اوباما ضمن الفوز بنحو 189 صوتا انتخابيا هي مجموع أصوات المجمعات الانتخابية في الولايات المعروفة تأريخياً بتصويتها للديمقراطيين فيما ضمن رومني الفوز بنحو 170 صوتا في الولايات المعروفة تاريخيا بتصويتها للجمهوريين كما يتوقع حصول الرئيس اوباما على 57 صوتا إضافيا من ولايات تميل عادة إلى الحزب الديمقراطي فيما يتوقع حصول رومني على 36 صوتاً إضافياً من ولايات تميل عادة إلى الحزب الجمهوري . ووفقا لتلك الحسابات التي يقوم بها محللون متخصصون في الانتخابات الأمريكية ومؤسسات ومنظمات دراسات توجهات الناخبين الأمريكيين فانه يتبقى 89 صوتا انتخابيا هي التي ستكون ولاياتها ما يسمى بأرض المعركة بين الجانبين.. حيث أن نتائجها ستحدد فوز أيا من المتنافسين بمنصب الرئيس الأمريكي القادم حيث يحتاج الرئيس اوباما للفوز بأربع وعشرين صوتا منها للبقاء في منصبه فيما يحتاج رومني إلى 64 صوتا منها للفوز بالمنصب.