أكد السفير التركي بصنعاء فضلي تشور مان ضرورة الاهتمام بالتراث الإسلامي وبالتاريخ المشترك الذي يربط اليمن وتركيا، والعمل على تعزيز هذه العلاقة التاريخية من خلال الاهتمام بالمخطوطات التاريخية وخدمة التراث الإسلامي. ولفت السفير تشور مان خلال زيارته اليوم دار المخطوطات بصنعاء إلى اهتمامات العلماء والباحثين الاتراك حاليا بما نشر مؤخرا ً حول العثور على مخطوطات اسلامية وروق قرآنية قديمة في الجامع الكبير بصنعاء..مؤكدا استعداد بلاده للتعاون مع اليمن من اجل الحفاظ على المكنوز التاريخي الإرث الإسلامي باعتباره مسؤولية الجميع من عرب ومسلمين. وأشار السفير التركي إلى إمكانية العمل على مشاريع مشتركة في الحفاظ على المخطوطات التاريخية وصيانتها ،منوها بالدور اليمني في الحضارة الإسلامية ،وما تحتويه من ثقافة وتراث إسلامي كبير،وخاصة وأن هناك بعض المصاحف المكتوبة بخط بعض الصحابة رضوان الله عليهم، وهو ما يستوجب التعاون على حفظه وصيانته بالشكل المطلوب والجيد. بدوره استعرض وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب الدكتور مقبل التام الأحمدي طبيعة ونشاط الدار وما تكتنزه من 20 الف مخطوطة تاريخية نفيسة وكنوز نادرة واكثر من 22 الف من رقوق قرآنية يرجع بعضها إلى القرون الهجرية الأولى ،وغيرها من مخطوطات ونسخ نادرة يتيمة لا أخت لها ولا بنت عم في أماكن أخرى في العالم ،وهو ما يشكل سر جودة هذا الدار ،مؤكداً أن كل ما يحتويه اليمن من هذا الإرث الإنساني هو مسؤولية الجميع عرب ومسلمين. ونوه الوكيل الأحمدي بعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وجهود الجانب التركي في الجانب الثقافي وخاصة دورها في طباعة مصحف الإمام علي كرم الله وجهه وإخراجه في حلةٍ قشيبة، لافتا إلى ما تطمح اليه قيادة الوزارة وقطاع المخطوطات في تعاون الجانب التركي في عمل مشروع ترميم وحفظ الرقوق الإسلامية ،وجعله مشروعا إسلاميا في إطار سعيها للحفاظ على هذا الإرث العربي والإسلامي ،وأن يكون بادرة خيرة للتعاطي وفقا للشأن الثقافي والتعاون بين اليمن وتركيا. واطلع السفير التركي ومعه القاضي علي أبو الرجال ورئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني على اقسام دار المخطوطات. واستمعوا من الوكيل الأحمدي والقائمين على الدار الى شرح حول آلية العمل في توثيق وترميم المخطوطات التاريخية والرقوق القرآنية وصيانتها وحفظها وأرشفتها بالطرق العلمية وبما يمكن تسهيل عملية البحث على الدارسين والباحثين والمهتمين.