بالرغم من الدعوات المتكررة إلى إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية لكن لا تزال العديد من الأسباب والمبررات والحجج تعيد الأمور إلى مربعها الأول " وتقف حجر عثرة في طريق إتمامها وسط تبادل للاتهامات من حين إلى آخر بين حركتي "فتح" و"حماس" بالمسؤولية عن تعطيل المصالحة. وهناك قناعة بين الأوساط الفلسطينية بأن الانقسام الفلسطيني شكل كارثة على القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني والشعب الفلسطيني، واعتبر البعض الاخر أن المصالحة بحد ذاتها وبغض النظر عن محتواها هي دواء لكل داء فلسطيني، وهي المخرج من كل أزمة وتأزيم. وكثيرا ما تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ببذل كافة الجهود للإسراع في إنجاز المصالحة بين حركتي فتح وحماس المتعثرة منذ توقيعها في أبريل من العام الماضي. وفي بيان صحفي أكدت القوى الوطنية والإسلامية على أهمية معالجة الوضع الداخلي بشكل سريع بعد استقالة الحكومة والمضي قدما في تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، من أجل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، خاصة تنفيذ الآليات المتفق عليها. وشددّت القوى في البيان الصحفي اليوم الثلاثاء، على ضرورة تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة برئاسة الرئيس، وإصدار مرسوم بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية، والتشريعية، وللمجلس الوطني الفلسطيني. وطالبت بالإسراع في اقرار قانون انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وتشكيل لجنة الانتخابات في الخارج في اطار اللجنة المركزية للانتخابات، كلجنة مسؤولة عن الانتخابات في الداخل والخارج. وحمّلت القوى حكومة الاحتلال مسؤولية انغلاق الأفق السياسي، خاصة استمرار عدوانها وجرائمها ضد شعبنا، مستمدة الضوء الأخضر من موقف الإدارة الأميركية المنحاز لهذه الحكومة الأكثر تطرفا ويمينية، الأمر الذي يتطلب التأكيد والتمسك بالموقف الفلسطيني بعدم العودة إلى المفاوضات إلا بوقف كامل للاستيطان، بما فيه في عاصمة دولتنا القدس، ومرجعية العملية السياسية التي يتعين أن تكون قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الأبطال . كما طالبت بضرورة استكمال الانتخابات التكميلية للهيئات المحلية، والبدء باجراء انتخابات المنظمات الشعبية والاتحادات، وخاصة التي لم تجرِ انتخاباتها منذ فترة طويلة. ومع اعلان الرئاسة الفلسطينية ان الرئيس عباس قبل استقالة فياض ، رسميا مساء السبت الماضي في اجتماع لم يدم اكثر من 30 دقيقة.أكدت "حماس" موقفها من استقالة حكومة فياض وأعتبر سامي ابو زهري الناطق الرسمي باسم حماس ، ان استقالة فياض "شأن يخص الأوضاع في الضفة الغربية والعلاقات بين عباس وفياض وحركة فتح ، وليس للاستقالة أي علاقة بالمصالحة ، أو بالتوافقات التي تمت بين حركتي فتح وحماس '. من جهته قال صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية ل"فتح"، إن استقالة فياض من رئاسة الحكومة مسألة فلسطينية بامتياز ولا يسمح الرئيس محمود عباس أو فياض بتدخلات أمريكية فيها. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطاً على الرئيس عباس لحثه على رفض استقالة فياض. وأضاف عريقات "نأمل أن تشرع حركة حماس فى تنفيذ بنود المصالحة الوطنية والبدء فى مشاورات تشكيل حكومة مستقلين من التكنوقراط، تمهيداً لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال 60 يوماً"، مضيفاً: "فياض الآن يقوم بأعمال تسيير الحكومة لحين تشكيل حكومة جديدة". وفي 16 نوفمبر عام 2012 قال عباس في خطاب القاه يوم الأربعاء بمناسبة الذكرى ال 23 لإعلان استقلال فلسطين والذكرى السابعة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات "سنستمر في بذل كل الجهود للإسراع في حل القضايا العالقة كافة وفي المقدمة منها قضيتا الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وتشكيل الحكومة من شخصيات مستقلة تشرف على الانتخابات"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح عباس في خطابه أن لقاءه مع مشعل سيجري في "23 من الشهر الجاري في القاهرة". ووقعت حركتا حماس وفتح مع فصائل فلسطينية اخرى في 27 ابريل من العام 2012 في القاهرة اتفاق مصالحة انهى اربع سنوات من الانقسام والقطيعة بين الجانبين. وينص الاتفاق اضافة الى انهاء ملف المعتقلين السياسيين، على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات مستقلة وتكلف الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا يصعد مؤشر التفاؤل في الساحة الفلسطينية بشأن إمكانية تحقيق المصالحة تارة، وتارة أخرى يتراجع هذا المؤشر لدرجة تثير الإحباط والقنوط.