وافق الاتحاد الاوروبي على اعادة فتح مفاوضات انضمام تركيا المعلقة منذ فترة طويلة رغم تردد كبير من المانيا ودول اخرى بسبب قمع انقرة العنيف للمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وقد رحبت تركيا اليوم بقرار موافقة الاتحاد الاوروبي على استئناف مفاوضات عملية انضمام انقرة الى التكتل الاوروبي بعد جمود دام ثلاث سنوات. وقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو للصحافيين تعليقا على القرار الاوروبي ان تركيا دولة مهمة بالنسبة للاتحاد الاوروبي داعيا الجانب الاوروبي الى الالتزام بالمفاوضات حتى استكمالها. واضاف اوغلو ان " قرار الاتحاد الاوروبي التفاوض معنا حول الفصل 22 المتعلق بالسياسات الاقليمية يجب ان يشمل باقي الفصول" مؤكدا ان تركيا ستواصل مساعيها لفتح الفصلين 23 و24 قريبا. وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي وافقوا على استئناف المفاوضات مع تركيا حول الفصل 22 لكن بعد صدور تقرير عن المفوضية الاوروبية بشأن تركيا. ويتعين على اي دولة مرشحة لعضوية التكتل الاوروبي الذي يضم 27 دولة ان تلبي المعايير الاوروبية في 35 فصلا تشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والتشريعية والامنية والبيئية والطاقة والثقافة. ولم تلب تركيا من هذه المعايير الا عشرة فصول معظمها في المجال الاقتصادي والسياسي والتشريعي برغم ان المفاوضات استكملت في 13 فصلا. وتخلت المانيا عن معارضتها لإطلاق هذه المفاوضات بعد مناقشات جرت بين وزراء الخارجية الاوروبيين مع نظيرهم الالماني امس الاثنين. وكانت المانيا تستند في معارضتها لاطلاق المفاوضات الى ما اسمته ب" التعامل العنيف" للحكومة التركية مع التظاهرات الاحتجاجية المناهضة لها في الشارع التركي في الاسابيع الثلاثة الماضية. واعلنت ايرلندا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد ان الوزراء الاوروبيين اتفقوا على فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا بعد توقف استمر ثلاث سنوات.. مشيرة الى ان موعد استئناف المفاوضات سيعلن في الخريف. وجاء في بيان الرئاسة الايرلندية ان وزراء الشؤون الاوروبية في دول الاتحاد الاوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ "وافقوا على فتح الفصل 22" المتعلق بالسياسة الاقليمية في اطار عملية المفاوضات، في اشارة الى احد الفصول ال35 الواجب اغلاقها من اجل التمكن من الانضمام الى الاتحاد. وايد وزير خارجية النمسا مايكل سبندليغير فكرة اعطاء تركيا "بعض الوقت الذي سيتسنى لنا خلاله النظر في مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير". واضاف سبندليغير "نحن مجموعة قيم، ولا يمكن التنديد بما يحصل في دول اخرى لكن عدم انتقاد دولة مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي". ومعارضة المانيا المفاجئة الاسبوع الماضي لاعادة فتح مفاوضات انضمام تركيا اثارت توترا بين انقرة وبرلين مع تبادل تصريحات شديدة اللهجة واستدعاء كل من العاصمتين السفيرين المعتمدين لديهما من اجل الحصول على تفسيرات. والمفاوضات التي اطلقت في 2005 تتقدم حتى الان بوتيرة بطيئة جدا حيث تم اغلاق فصل واحد من الفصول ال35. وتتعثر المفاوضات خصوصا بسبب وضع جمهورية قبرص التي لا تعترف بها انقرة ومعارضة عدة دول اوروبية لضم تركيا. وقال وزير خارجية السويد كارل بيلت انه "ليس هناك من سبب يدعو" لتاخير مفاوضات الانضمام الى ما بعد الانتخابات الالمانية..مشيرا الى ان الانتخابات الالمانية شيء جيد، لكن لا يمكن ان تكون عذرا لارجاء كل شيء اخر في اوروبا". واضاف بيلت الى ان عملية مفاوضات انضمام تركيا هي "الابطأ في تاريخ الاتحاد الاوروبي، ولم يتم فتح اي فصل منذ سنوات".. قائلا "أعتقد ان هذه المرحلة مهمة جدا لكي نفتح حوارا مع تركيا نريد ان نؤثر على الاحداث في تركيا وليس التخلي عنها". واوضح "من المهم جدا ان نؤكد ان الباب مفتوح امام تركيا، وهذه هي الاشارة السياسية بان الباب مفتوح واننا نريد القيام بهذه الخطوة الجديدة". من جهته اعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن انه من الضروري للاتحاد الاوروبي الحفاظ على علاقات مع تركيا مع انتقاد قمع التظاهرات في الوقت نفسه. واثرت المواجهات في تركيا بين الشرطة والمتظاهرين التي ادت الى سقوط اربعة قتلى سلبا على صورة الحكومة..واعادة فتح المفاوضات يتطلب اجماع الدول ال27 على ذلك وقد دخل الوزراء الى الاجتماع كالعادة منقسمين حول هذه المسالة.