يخشى المصريون أن يؤدي تواجد أنصار الفرقاء السياسيين في الشارع إلى مصادمات عنيفة تؤدي إلى وقوع ضحايا قبيل 24 ساعة من مظاهرات 30 يونيو التي تنطلق غدا للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي في الذكرى الأولى لتوليه السلطة. وانطلقت في شوارع وميادين القاهرة والمحافظات طوال أمس، فعاليات الحشد ليوم 30 يونيو الذي دعت له القوى المعارضة لمرسي وعلى رأسها حملة تمرد وتكتل القوى الثورية الوطنية، وانطلقت عشرات المسيرات من ميادين وشوارع القاهرة تضم الآلاف من المتظاهرين في اتجاه ميدان التحرير وميادين أخرى، للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. وفي الناحية الثانية، شارك الآلاف من مؤيدي التيارات الإسلامية في مليونية في ميدان رابعة العدوية عنوانها "شرعية الرئيس خط أحمر"، ورفع المشاركون بالمسيرة علم مصر، والمصحف الشريف، مرددين العديد من الهتافات المناهضة لرموز المعارضة والمؤيدة للرئيس مرسي. في المقابل، أعلنت وزارة الصحة والسكان، أن إجمالي أعداد الضحايا في الاشتباكات التي وقعت منذ، الأربعاء الماضي وحتى مساء أمس في عدد من المحافظات بلغت ستة حالات وفاة و 467 مصابا. وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة أحمد الخطيب، إنه "تم خروج 379 مصاباً من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم، فيما يتبقى 88 مصابا فقط ما زالوا يتلقون العلاج". وحمل حزب الحرية والعدالة في بيان على صفحته على فيسبوك المسؤولية الكاملة لأعمال العنف "لكل من حرض على العنف من قادة جبهة الإنقاذ وحركة تمرد، كما يتحملها شخصياً كلاً من الدكتور محمد البرادعي والأستاذ حمدين صباحي". وحذر الأزهر الشريف، أمس، من حرب أهلية في مصر، ودعا إلى الهدوء، وقال رئيس المكتب الفني لمشيخة الأزهر حسن الشافعي، كبير مستشاري شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، في بيان نقلته وسائل الإعلام "يجب اليقظة حتى لا ننزلق إلى حرب أهلية لا تفرق بين موالاة ومعارضة، ولا ينفعنا الندم حين ذلك". إلى ذلك اتخذت السلطات المصرية عددا من الاحترازات الأمنية لمنع الاقتتال الداخلي، إذ انتهى فريق الحراسة الخاص بالرئيس من إغلاق جميع مداخل قصر الاتحادية بعشرات من الكتل الخرسانية، وتحول القصر إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. كما رفعت وزارة الداخلية درجة "الاستنفار الأمني"، وعززت قواتها بمحيط القصر الرئاسي. وسياسيا، رفضت حملة "تمرد" أمس، تدخل الجيش في السياسة مهما كانت الحجج التي يسوقها قادة جبهة الإنقاذ، مما جعل الكثير من القوى السياسية تحذر من مغبة الاختلاف قبل مظاهرات الغد. وأكد عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية، وجود اختلافات وانشقاقات بين الحركات التي تقود الاحتجاجات، الأمر الذي أدى إلى أن كل حركة بدأت تعلن بمفردها عن خطة مسيرتها في30 يونيو، موضحا أن "ذلك يرجع لكون مسؤولو حركة تمرد يحاولون أن تتصدر حملتهم المشهد السياسي، والاستحواذ على الرؤية السياسية لهذا اليوم، ولذلك أسرعت بإصدار بيان الثلاثاء الشهير، الذي أكدت فيها أنها غير مسؤولة عن خطط المسيرات التي طرحها تكتل الثورية". من جهته، دعا المرشح الرئاسي السابق رئيس التيار الشعبي، حمدين صباحي المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية، مشيرا إلى أن من يستخدم العنف عدو للشعب والثورة. ووسط أجواء القلق والتوتر التي تسود مصر فقد أعرب كلا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن قلقهم الشديد من تنامي العنف. وحث بان كي مون المصريين على الالتزام بالمبادئ العالمية للحوار السلمي ونبذ العنف. فيما اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أن "مصر تمر بلحظة مهمة للغاية للحفاظ على التحول السياسي"، مؤكدا أن "الحل يكمن في الحوار". ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون جميع الأطراف التي تخطط للمشاركة في التظاهرات في مصر غدا إلى احترام مبدأ الاحتجاج السلمي واللاعنف، مؤكدة استعداد أوروبا لمساعدة المصريين في استكمال تحديات عملية التحول الديموقراطي. من جهة ثانية، أدخلت الولاياتالمتحدة مساء أمس تحديثا على التحذير من السفر إلى مصر، وسمحت لقسم من موظفي سفارتها في القاهرة بمغادرتها وذلك بعد مقتل أمريكي خلال الاشتباكات التي جرت في الإسكندرية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنها سمحت بمغادرة عدد محدود من الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم، مشيرة إلى أنها تنصح الرعايا الأمريكيين ب"تجنب أي رحلة غير ضرورية إلى مصر في الوقت الراهن بسبب استمرار احتمال حدوث اضطرابات سياسية واجتماعية".