بدأ المتظاهرون في التوافد على ميدان التحرير بعد أن دعتهم الحركات والقوى والأحزاب السياسية المعارضة للمطالبة بتخلي الرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ونظم عشرات المتظاهرين مسيرة طافت مختلف أرجاء الميدان حاملين الأعلام المصرية مرددين العديد من الهتافات المناهضة لنظام الحكم. واكتظت الجزيرة الوسطى في الميدان بخيام المعتصمين، فضلاً عن عدد من الخيام المنتشرة أمام مجمع ميدان التحرير. وفي المقابل واصل المتظاهرون المؤيدون للرئيس المصري اليوم اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية لليوم الثاني على التوالي. وأغلق المعتصمون جميع الشوارع الرئيسية والجانبية المؤدية إلى الميدان. وانتشر المئات من أفراد اللجان الشعبية على جميع مداخل الميدان والشوارع الجانبية. وقد شهد محيط مجالس الشعب والشورى والوزراء ووزارة الداخلية اليوم إجراءات أمنية مشددة لتسهيل سير المظاهرات بطريقة سليمة. وفي غضون ذلك خلت شوارع القاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم من كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية ، وانخفضت بصورة كبيرة أعداد المارة فى الشوارع ، وخاصة مناطق وسط العاصمة التي كانت تعج بالحركة والنشاط فى مثل هذا الوقت من اليوم. وقد أغلقت كافة المحلات أبوابها وكذلك المراكز التجارية وفرضت إجراءات حمائية ضخمة على البنوك التي أغلقت نصف أبوابها تحسبا لأي أعمال بلطجة أو عنف وأصبحت شبه خاوية من العملاء. كما أغلقت جميع محلات الذهب أبوابها تماما وكذلك شركات الصرافة ومحلات الأجهزة الكهربائية المنتشرة بصورة كبيرة وسط القاهرة ، وكذلك جميع المحلات الواقعة في ميدان التحرير التي حرص أصحابها على وضع أبواب حديدية ضخمة على واجهاتها تحسبا لأي أعمال عنف قد تحدث خلال مظاهرات اليوم ، بينما استمر عمل ماكينات الصرف الآلي الخاصة بالبنوك المختلفة بصورة طبيعية ، خاصة بعد أن أعلنت البنوك تغذيتها بكميات إضافية من الأموال مع فرض حراسات أمنية عليها . وفي إجراء احترازي واصلت السفارة الأمريكيةبالقاهرة ترحيل أسر العاملين بالسفارة إلى بلادهم قبل المظاهرات التي دعت إليها حركة "تمرد" وأحزاب المعارضة ، فقد غادر سبعة أمريكيين إلى أمستردام فجر اليوم ، وبعدها غادر 17 أمريكيا إلى فرانكفورت . وبذلك يصل عدد الأمريكيين الذين تم تسفيرهم منذ أمس إلى 88 أمريكيا . كما طالبت السفارات الأجنبية في مصر مواطنيها بتوخي الحذر، واتخاذ الإجراءات الاحترازية بعدم التواجد في أماكن التجمعات والمظاهرات تحسبا لوقوع أعمال عنف ، كما اكدت في الوقت نفسه متابعتها للحراك السياسي وتطورات الأوضاع في مصر . وقد تزايدت أعداد المتظاهرين في (ميدان التحرير) بعد ظهر اليوم ،حيث بدأ الآلاف في التوافد على الميدان، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وتمركز المتظاهرون أمام المنصة الرئيسية في ميدان التحرير، رافعين أعلام مصر، ومرددين هتافات تطالب بتنحي الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما حمل المتظاهرون لافتات تنتقد جماعة الإخوان المسلمين، وبطاقات حمراء في صورة رمزية لمطالبة الرئيس بالرحيل. واستمرت اللجان الشعبية في تنظيم الدخول إلى ميدان التحرير، وإغلاق المنافذ المؤدية إليه ، بينما تمركزت نحو 15 سيارة إسعاف في محيط الميدان. وفي تعليق له على المستجدات الراهنة ،دعا الدكتور عصام الحداد مساعد الرئيس المصري للعلاقات الدولية والتعاون الدولي المشاركين في الاحتجاجات السلمية إلى أن يعزلوا أنفسهم بوضوح عن البلطجية الذين يستخدمونهم كغطاء .. كما حث الزعماء الذين يدعون إلى هذه الاحتجاجات على البعد عن لغة العنف وتحويل الذين يعارضونهم إلى شياطين . من جانبه حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والقيادى بجبهة الإنقاذ المصرية المعارضة عن قناعته بإنه إذا فرض الشعب كلمته بملايينه السلمية المتحضرة ستنحاز إليه كل قواه في مؤسسات الدولة، جيشا وشرطة وقضاء. وقال في رسالة وجهها الى الشعب عبر حسابه على " يوتيوب " إن 30 يونيو يوم النصر، ويوم استكمال ثورة 25 يناير، ويوم الوفاء لدماء الشهداء يوم تفرض فيه مصر إرادتها الحرة لبناء مستقبل يليق بها، ويجمع كل أهله في دولة وطنية تقوم على العدل والمحبة مؤكدا أنه يوم طوفان الشعب الذي لن يصده شيء ولن تقف أمامه جماعة وأضاف "اليوم نستكمل ثورة 25 يناير، ويوم أمس رأينا مصر كلها تتحرك من أجل الحرية وضد الاستبداد، داعيًا المصريين المشاركين في المظاهرات إلى رفع العلم المصري". وقال :لا نثور من أجل فرد أو جماعة، وإنما من أجل مصر العادلة . وشدد صباحي على أن السلمية سلاح المصريين في 30 يونيو، مؤكدًا إدانته كل أشكال العنف التي وقعت يوم الجمعة، وكل هجوم على مقار الإخوان أو حزبهم وقال"نحن لا نحارب حجرا، وإنما سياسات مستبدة، ونتمسك بالسلمية، ومن يلجأ للعنف خائن للثورة والشعب عن عمد أو جهل، ونحن شعب عظيم متنوع وموحد ونلتزم بوحدتنا"، مشيرًا إلى أن الهدف من تلك المظاهرات هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بضمانات لنزاهتها. وخاطب صباحي قوى الإسلام السياسي، مؤكدًا أن المشاركين في 30 يونيو يمدون يدهم إليهم، موضحًا بالقول"نمد يدنا لقوى الإسلام السياسي، التي لم تشارك في الحكم وليست مسؤولة عن استبداده، ونحن مع الإسلام وضد استبداد الإخوان، ونحن نمد أيدينا مع نصر الله لكل المصريين لنحفظ لهم حريتهم وكرامتهم". وفي نفس السياق، حذرت فرنسا رعاياها في جميع أنحاء مصر من الاقتراب من أماكن المظاهرات والتجمعات في جميع المحافظات المصرية على ضوء الاحتجاجات التى يتوقع أن تشهدها مصر يوم الأحد. وطالبت الخارجية الفرنسية الفرنسيين المقيمين والسائحين بضرورة الابتعاد عن أماكن التجمعات والحذر في جميع الأوقات، مشيرة في بيانها الى أن موجة جديدة من المظاهرات انطلقت في مصر في سياق الذكرى السنوية الأولى لتنصيب الرئيس المصري محمد مرسي . وأوضحت بأن بعض التظاهرات وقعت خلال الأيام الأخيرة وأسفرت عنها حوادث في بعض المحافظات "وفي ظل هذه الظروف، فإن الأحداث القادمة قد تؤدي إلى اشتباكات وعنف". ونصحت الخارجية الفرنسية رعاياها بتجنب أماكن التجمعات المعتادة في وسط القاهرة كما ميدان التحرير والمناطق المحيطة بالمباني الحكومية، بما في ذلك مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. ودعت الرعايا الفرنسيين فى مصر إلى اتباع التدابير الاحترازية المعتادة خلال هذه الفترة..وأعلنت أنه سيتم نشر تعليمات السلامة الاضافية على الموقع الإلكتروني للسفارة الفرنسية بالقاهرة. كما نصحت وزارة الخارجية الماليزية رعاياها بتأجيل السفر الى مصر على خلفية المظاهرات فى القاهرة والمدن المصرية الاخرى . وقالت انها تراقب التطورات الراهنة بشأن المظاهرات في مصر عن كثب والتي أدت إلى إصابة المئات من المصريين . وأوضحت الخارجية الماليزية في بيان لها انها تنصح رعاياها الموجودين في مصر بالحذر وعدم الاقتراب من المتظاهرين وان يبقوا على الاتصال بسفارة بلادهم هناك بشكل مستمر.