أثار إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التوصل لاتفاق يحدد أسس استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل ردود فعل متباينة خاصة على الجانب الفلسطيني بين مؤيد لتلك الخطوة باعتبارها محطة هامة لكسر الجمود فيما يرفض آخرون العودة للتفاوض مع الاحتلال باعتبارها مضيعة للوقت ولن تحقق أي نتائج إيجابية للشعب الفلسطيني. وفي أول تعليق فلسطينى رسمى على إعلان كيري قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن هناك تفاصيل معينة لازالت بحاجة إلى إيجاد حل لها فيما يتعلق بإتفاق استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.. مبينا أنه إذا ما سارت الأمور على ما يرام فإن الوزير كيري سيوجه الدعوة إلى عريقات، وممثل عن الجانب الإسرائيلي للقائه في واشنطن لإجراء محادثات أولية في الأيام القريبة القادمة. لكن حركة حماس أعلنت رفضها القاطع لعودة السلطة الفلسطينية إلى "مربع المفاوضات العبثية مع الاحتلال" .. مؤكدة أن المفاوضات ثبت فشلها في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني ، وأنها دائما تكون غطاء لتكريس الاستيطان والتهويد وضياع الحقوق والثوابت الوطنية . وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة إن عودة السلطة إلى المفاوضات مع الاحتلال "استجابة فعلية للضغط والابتزاز الامريكي, وتلبية لمطالب الاحتلال، وهي بمثابة جائزة كبرى لحكومة الاحتلال , وخسارة ووبال على الشعب الفلسطيني". وأضاف برهوم في تصريح صحفي اليوم ان المفاوضات تعتبر استكمالا لمسيرة التنازلات عن حقوق وثوابت الشعب وغطاء لاستكمال المشروع الصهيوأمريكي .. داعيا إلى فضح هذه المخططات وتعريتها أمام الرأي العام الفلسطيني، وعدم إعطائها أي غطاء من أي طرف فلسطيني أو عربي لأنها ستكون خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية. رفض إعلان كيري لم يأت من قبل حماس بمفردها فقد أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفضها استئناف المفاوضات الثنائية بين السلطة والاحتلال بالاستناد لآراء وأفكار وزير الخارجية الأمريكية جون كيري .. مشددة على أن ذلك بمثابة "انتحار سياسي". وقالت الجبهة في بيان إن "العودة للمفاوضات بعيدا عن إطار الأممالمتحدة وقراراتها ذات الصلة, بمثابة انتحار سياسي يطلق يد الاحتلال وحكومة غلاة التطرف والاستيطان لاقتراف أفظع الجرائم بحق الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساته". وطالبت الجبهة القيادة الفلسطينية بالانضمام للمنظمات الدولية كافة بما فيها محكمة الجنايات الدولية واتفاقات جنيف "دون إخضاع الحقوق الفلسطينية التي يكفلها القانون الدولي لأية مساومات ومراهنات عقيمة ثبت فشلها مرارا وتكرارا". وفى المقابل رحبت وزيرة العدل الإسرائيلية رئيسة فريق المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني الليلة الماضية بإعلان وزير الخارجية الأميركي التوصل إلى اتفاق لاستئناف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن المنتظر أن تلتقي ليفني مع مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات قريبا في واشنطن لبدء "محادثات أولية" وفقا لما أعلنه كيري . وتزامن ذلك مع بيان لوزارة الخارجية الاسرائيلية ، أكد أن اسرائيل ترفض محاولة المفوضية الاوروبية فرض مواقفها على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في المسائل التي يجب طرحها على طاولة المفاوضات ، مشيرة إلى أن ترسيم حدود اسرائيل سيتم عبر التفاوض بين الطرفين وليس بناء على توجيهات تصدر عن الاتحاد الاوروبي. ورأى البيان وجوب أن يوظف الاتحاد الاوروبي طاقاته في اجراءات تشجع احلال السلام بدلا من إصدار مثل هذه التوجيهات، على حد تعبيره. وعلى الصعيد الدولي رحبت الاممالمتحدة باعلان كيري في بيان ووصفته بانه"تطور ايجابي" .. لكنها حثت ايضا الجانبين على "اظهار الزعامة والشجاعة والمسؤولية لمواصلة هذا الجهد للتوصل الى فكرة الدولتين". وقال ناطق رسمي باسم مكتب ممثل اللجنة الرباعية "إن هذا انجازا كبيرا لوزير الخارجية كيري وفريقه.. إننا نرحب بالإعلان عن استئناف المحادثات، كما أننا نتطلّع قدما للعمل مع كافة الأطراف لضمان الإمكانية الكاملة لتحقيق دولتين قابلتين للحياة". ومن جهته أشاد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بالتطورات الجديدة في الشرق الأوسط التي أدت إلى تفاهم بشأن عقد جولة مفاوضات سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونسبت وكالة الانباء الالمانية الى فيسترفيله قوله إن استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة الولاياتالمتحدة يعتبر خطوة كبيرة ، مضيفا أن هذا الأمر " يعد خطوة هائلة لكلا الجانبين في إقبالهما على الجلوس إلى الآخر ، وهذا النجاح الكبير يحسب للجهود الكبيرة لجون كيري من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بشأن السلام في الشرق الأوسط".