حذر قائد القوات المسلحة المصرية - وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، من أن الصراع السياسي الذي تشهده بلاده حالياً، قد يقود مصر إلى نفق مظلم .. مبرراً الإجراءات التي اتخذها الجيش والشرطة لفض اعتصامات انصار الرئيس المعزول بانها "كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهي الفهم والتقدير". وقال السيسي اليوم الاحد في كلمة له امام قادة المنطقة العسكرية المركزية وقيادات الشرطة المصرية وبثت عبر عدة محطات تلفزيونية " إننا جميعاً، جيشاً وشرطة، شرفاء وأوفياء لمصر، لم نغدر أو نخون أو نكيد، وكنا أمناء في كل شيء " . واضاف " حذرنا من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم، وسيتحول إلى اقتتال وصراع على أساس ديني " . . وتحدث السيسي عن ما قامت به قوات الجيش والشرطة مؤخراً في القاهرة وعدد من المدن قائلاً ان "ما قمنا به من إجراءات، كانت شفافة وأمينة ونزيهة وبمنتهي الفهم والتقدير الدقيق للمواقف والأحداث وانعكاساتها على الأمن القومي " المصري . وأشاد ب " الدور الوطني المشرف " لرجال القوات المسلحة والشرطة المدنية "لتأمين الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها البلاد، بكل قوة وثبات وإصرار على حماية الأمن القومي المصري " . وقال أن للشعب المصري " إرادته الحرة ليختار من يشاء لحكمه، وأن القوات المسلحة والشرطة سيظلان أمناء على إرادة الشعب في اختيار حكامه " . وبشأن الاتهامات الموجهه للجيش بالسيطرة على السلطة، قال وزير الدفاع المصري " أقول لمن يردد استيلاء الجيش على السلطة، أن شرف حماية إرادة الشعب، أعز من حكم مصر، وليست في سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد، وإننا أكثر حرصاً على الإسلام بمفهومة الصحيح الذي لم يكن أبدا أداة للتخويف والترويع والترهيب للأمنين " . وأشار إلى أن الدعوة التي وجهها لنزول المواطنين المصريين لتفويض القوات المسلحة للتعامل مع الإرهاب " كانت رسالة للعالم والإعلام الخارجي الذي أنكر على ملايين المصريين حرية إرادتهم ورغبتهم الحقيقية في التغيير، ورسالة للآخرين بأن يعدلوا مفاهيمهم وأفكارهم وأن يستجيبوا لإرادة الشعب، وحتي يدرك كل فرد في القوات المسلحة والشرطة حجم الأمانة الملقاة على عاتقهم " . وأكد السيسي أن نظام الحكم للرئيس المعزول محمد مرسي وحكومته خلال العام الماضي، لم يستخدم فرصاً " لتعديل المسار السياسي وإيجاد مساحة من التفاهم بين النظام والقوى السياسية والرأي العام من خلال العديد من المقترحات التي ضاعت أمام التعنت والصلف وعدم الاستجابة لأي نصح حقيقي يخرج البلاد من دائرة الأزمات، والاعتقاد بتأمر الجميع وأنهم على الحق المبين والباقي على الضلال " . وقال " إننا أعطينا فرصاً كبيرة للقاصي والداني للمشاركة لإنهاء الأزمة بشكل سلمي كامل ودعوة أتباع النظام السابق للمشاركة في إعادة بناء المسار الديمقراطي والانخراط في العملية السياسية وفقا لخارطة الطريق، بدلاً من المواجهة وتدمير الدولة المصرية". واكد السيسي أن "من يقود الدولة ويريد الحفاظ على مصالحها العليا، لا بد أن يقبل باستفتاء على بقائه أم رفضه من قبل الشعب " . وحذر قائد الجيش المصري قائلاً ان " من يتصور أن العنف سيركع الدولة والمصريين، يجب أن يراجع نفسه" .. مضيفاً " إننا لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الأمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربي بوجود اقتتال داخل الشارع". كما أكد عدم " التنسيق أو التعاون خارجياً مع أي دولة في الشأن المصري" .. مشيراً الى أن "المصلحة العليا للوطن، تقتضي وضع مصلحة مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار". وقدم السيسي الشكر ل"كل من قدم العون لمصر من الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين" .. مؤكداً أن "الشعب المصري لن ينسى لهم ذلك". وقال متوجها لأنصار الرئيس المصري المعزول وجماعة الإخوان المسلمين " إن مصر تتسع للجميع، وإننا حريصون على كل نقطة دم مصري " . وطالبهم بمراجعة مواقفهم الوطنية، وأن يعوا جيداً " أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء، وأن حماية الدولة ستبقى أمانة في أعناق الجيش والشرطة والشعب المصري".