شددت قوات الجيش المصري اليوم الجمعة من إجراءاتها الأمنية وطوقت مداخل ومخارج القاهرة الكبرى بشكل مكثف، وذلك قبل بدء التظاهرات التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة تحت شعار "جمعة الشهداء". وأوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن قوات الجيش أغلقت اليوم ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة أمام حركة مرور السيارات استعدادًا لمظاهرات جماعة الإخوان عقب صلاة الجمعة. ونشرت قوات الجيش عددًا من الآليات العسكرية على المداخل المؤدية إلى ميدان التحرير وكذلك نصب حواجز معدنية معززة بالأسلاك الشائكة على المداخل والمحاور المؤدية إلى الميدان. وكثفت قوات الجيش والشرطة المصرية انتشارها في محيط ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر وذلك استعدادًا لمظاهرات اليوم.. وتمركزت مدرعات الجيش في منتصف شارع الطيران باتجاه الحي السابع وبجوارهم الحواجز المعدنية المعززة بالأسلاك الشائكة ومدرعتي شرطة أمام مبنى التأمين الصحي بشارع الطيران, إضافة إلى نشر مدرعة عسكرية وأخرى شرطية في شارع الطيران من الاتجاه الآخر المؤدي إلى شارع صلاح سالم. إلى ذلك عززت قوات الجيش المصري تواجدها في محيط قصر الاتحادية في مصر الجديدة ومقر وزارة الدفاع في العباسية تحسبًا للمظاهرات التي دعا الإخوان إلى تنظيمها. وشددت القوات المسلحة إجراءاتها الأمنية فى أكمنة الجيش داخل القاهرة الكبرى، تحسبا لأى أعمال عنف محتملة، حيث عززت من تواجدها بالميادين الحيوية لمنع وقوع أى حوادث. وكانت قوات الجيش قد قامت بإغلاق ميدان التحرير أمام حركة مرور السيارات منذ أحداث رمسيس لمدة أربعة أيام متتالية, ثم قامت بعد ذلك بفتح الميدان على مدار اليوم مع تعيين الخدمات اللازمة بمحيطه, باستثناء فترة حظر التجوال. كما قامت بغلق شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين بالأسلاك الشائكة، بداية من أول البطل أحمد عبد العزيز، وذلك تحسباً للمظاهرات، وقامت القوات بوضع العديد من الحواجز الحديدية بجميع المداخل المؤدية إلى الشارع، مطالبة قائدى السيارات والمارة بالعودة مرة أخرى، كما نشرت عدداً من المدرعات بميدان مصطفى محمود. ودعت "جماعة الاخوان المسلمين" أمس إلى تنظيم مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة اليوم في عدد من مساجد القاهرة وفي محافظات مصرية أخرى، تحت شعار "جمعة الشهداء". وأعلن ما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي عن تنظيمه 28 مسيرة بعد صلاة الجمعة في إطار فعاليات "جمعة الشهداء" التي دعا لها التحالف يوم أمس. وأوضح التحالف في بيان له أمس الخميس أن المسيرات ستخرج من 16 مسجدا بالقاهرة و12 مسجدا بالجيزة.. مضيفا أنه سيتم تأدية صلاة الغائب على أرواح من قتلوا في الأحداث الأخيرة بعد صلاة الجمعة. وحدد "التحالف" نقاط الانطلاق التى ستتحرك منها المسيرات عقب صلاة الجمعة فى القاهرة الكبرى.. ولم يشر البيان إلى وجود أي نية للاعتصام في أي مكان أو وجهة محددة تتجه لها المسيرات كلها. وفي الجانب الآخر أدى العشرات صلاة الجمعة اليوم بمسجد القائد إبراهيم، ثم شاركوا فى مسيرة انطلقت من المسجد رافعين صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسى للتأكيد على تأييدهم لثورة 30 يونيو وضرورة ضبط الخارجين على القانون ومرتكبى حادث مقتل جنود رفح. وهتف المتظاهرون ضد جماعة الإخوان وأنصارهم، واختفت تظاهرات أنصار جماعة الإخوان من ساحة المسجد وسط غياب أمنى ملحوظ. وشهدت محافظة السويس استعدادات أمنية مكثفة لقوات الجيش والشرطة وذلك قبيل المظاهرات التي ستخرج عقب صلاة الجمعة من عدد من المساجد بالسويس، خاصة مع إعلان مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي خروج مسيرات من مساجد مختلفة. وفيما يتعلق بحظر التجوال نفى المستشار الإعلامى لرئاسة مجلس الوزراء المصري الدكتور شريف شوقي ما تردد حول تبكير أو تعديل فترة الحظر لتبدأ من الساعة الثالثة بعد ظهر الجمعة.. وقال إن هذا عار تماما عن الصحة، وأن فترة حظر التجوال كما هي من الساعة السابعة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي. إلى ذلك قال مؤسس التيار الشعبي المصري والمرشح الرئاسي في عام 2012 حمدين صباحي إن "الرئيس القادم في مصر يجب أن يكون نموذجا صافيا للاختيار الشعبي الثوري الذي وقف ضد نظامي مبارك ومرسي". واستبعد صباحي في مقابلة خاصة مع قناة "روسيا اليوم" أن يقبل الشعب المصري بعودة الحزب الوطني الذي وصفه ب"الفاسد" أو جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرها "متغطرسة ومتعالية". على الصعيد الدولي اعتبرت الولاياتالمتحدة أن مصير الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، الذي خرج من السجن، هو شأن مصري داخلي، مؤكدة أن محمد مرسي الذي أطيح به في يوليو الماضي يجب أن يطلق سراحه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي الليلة الماضية: "فيما يتعلق بمحاكمة مبارك، قلنا منذ زمن طويل أن الأمر يتعلق بمسألة قضائية داخلية مصرية".. وفيما يتعلق بمرسي، قالت "بساكي": "موقفنا ما يزال نفسه، حيث نعتقد أنه يجب أن تجري عملية ما من أجل إطلاق سراحه". وأضافت: "غالبا ما أعربنا عن قلقنا حيال الاعتقالات العشوائية، كي تكون هناك عملية سياسية جامعة في مصر، لأننا نعتقد أن كل الأطراف يجب أن تشارك فيها". من جهتها اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست "الأمريكية أن تحرك الجيش للإطاحة بنظام الإخوان كان ضروريا للحيلولة دون تأسيس نظام ديكتاتورى فى مصر على غرار ما فعلته حركة "حماس" الفلسطينية بقطاع غزة عقب فوزها فى الانتخابات العامة عام 2006، داعية الإدارة الأمريكية بمواصلة تقديم المساعدات المالية إلى مصر وعدم الرضوخ لدعوات بعض أعضاء الكونجرس المطالبة بوقفها. وأكدت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الجمعة أن قطع المساعدات عن مصر لن يثمر عن شيء بل سيفقد الولاياتالمتحدة نفوذها وأصدقاءها فى القاهرة من كل طرفى النزاع المصري، ورأت أنه يتعين على واشنطن أن تلجأ عوضا عن ذلك إلى الدعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة تتمتع بصلاحيات واسعة تمهد بدورها لعودة الجيش إلى ثكناته مرة أخرى.