تشهد أسواق اليمن حاليا بداية تدفق كميات من ثمار العنب بأنواع مختلفة. ويتسابق المزارعون على تسويق ثمارهم رغم عدم اكتمال نضجها بغية تحقيق عائدات كبيرة ما يؤثر سلبا على جودة العنب اليمني وطعمه ومذاقه، فيما تبدأ أسعار ثمار العنب بالانخفاض مع ذروة عرضها في السوق نتيجة لزيادة المعروض. وأشار خبراء ومختصون في المجال الزراعي في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى الممارسات الزراعية الخاطئة المتمثلة في جني المحصول او الثمار قبل نضجها لما لذلك من تأثير سلبي على مستوى إنتاج الشجرة من الثمار ما يؤدي الى تدني جودتها ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النباتية. ويؤكد الخبير الأكاديمي بجامعة صنعاء الدكتور علي القاسمي الى أهمية توعية المزارعين وتعريفهم بضرورة إتباع المعاملات الزراعية الحديثة والمثلى من تقليم وتعشيب وتسميد وغيرها إضافة الى تجنب الجني المبكر للثمار. وقال "يجب التوعية بأهمية الحرص على جني الثمار عند النضوج لأنه عندما نقطف الثمرة قبل موسم أو وقت النضج أو عندما يلجأ المزارع الى تنضيج الثمرة باستخدام مواد كيماوية مثل كبريتيد الكالسيوم الذي يعطي درجة حرارة قوية تسرع في تنضيج الفاكهة فإن هذه التصرفات السلبية تفقد الفاكهة جودتها وطعمها وفائدتها وقيمتها الغذائية". ويضيف "إذا تم قطف الثمار قبل مرحلة النمو فإنها تفقد كميات وعناصر كثيرة من السكريات والحموضة الهامة للغذاء لأن ذلك يعني ان هناك تغيرات طبيعية داخل الثمرة يجب عدم التدخل فيها لإنتاج ثمار ذات جودة ومواصفات مميزة". وفيما يتعلق بآلية تسويق العنب دعا باحثون زراعيون الى أهمية إيجاد سياسية تسويقية لتشجيع زراعة هذا المحصول خلال الأعوام القادمة واستثماره في إنتاج الزبيب .. مشيرين الى أن تسويق الثمار والمنتجات الزراعية في اليمن ما يزال يعاني كثير من المعوقات أبرزها انخفاض الكفاءة التسويقية وبطء تطوير النظام التسويقي مما يحد على مقدرته في مواكبة التطورات والمتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية بما فيها التطورات الحاصلة في مجال المواصفات والمقاييس بسبب عدم كفاية وكفاءة البنى التحتية والخدمات التسويقية المساندة. ووفقا لمدير عام التسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة المهندس فاروق محمد قاسم فإن عملية تهريب الزبيب الخارجي من أبرز المشاكل التي تواجه عملية تسويق العنب كزبيب وأحد المشاكل التي يواجهها المزارعين عند تسويق ثمار العنب بعد تجفيفه .. مبينا أن مبيعات العنب والزبيب يمكنها تحقيق عائدات وفيرة في حال تقلصت عملية تهريب الزبيب الخارجي التي تؤدي الى إغراق السوق. وسجلت إنتاجية العنب في اليمن العام الماضي 2012م ارتفاعا بسيطا وصل إلى 154 ألف و869 طنا من مساحة مزروعة بالمحصول قدرها 13 ألف و532 هكتار إلا أنها ماتزال متدنية مقارنة بإنتاجية ثمار العنب خلال العام 2010م والتي سجلت 166 ألف و278 طنا من مساحة بلغت 13 ألف و645 هكتار. ويعزوا البعض ذلك التراجع في المساحة والإنتاجية الى عوامل تتعلق بالأزمة التي شهدتها اليمن خلال العام 2011م وتأثيراتها على توفر المشتقات النفطية وارتفاع أسعار مواد ومدخلات الإنتاج والقطاع الزراعي بشكل عام. وتنتشر زراعة العنب في العديد من المحافظات وتتركز زراعته في الغالب في المناطق ذات الطقس البارد والمعتدل، وتعد مناطق بني حشيش، خولان، سنحان، بني الحارث، أرحب، همدان ووادي ظهر بمحافظة صنعاء من أخصب المناطق التي تشتهر بزراعة أكثر من 20 نوعاً تقريباً من العنب. كما يزرع هذا المحصول في بعض مناطق محافظة صعدة، وكذلك في نواحي متفرقة في كل من محافظتي الجوف والبيضاء. وتمتاز مناطق زراعة العنب في اليمن بزراعة أنواع وأصناف عديدة من هذا المحصول منها الرازقي، الجبري، العاصمي، الحاتمي، الأسود، الزيتوني، الأحمر، العرقي، الجوفي، البياض العادي، بياض فشان، الحسيني، أسود عذاري وغيرها. ويعتبر العنب من الفواكه ذات قيمة غذائية وعلاجية جيدة تسهم في خفض ضغط الدم، وتحتوي قشرة العنب على نسبة كبيرة من (فيتامين ب)، وتساعد على خفض الحموضة حيث تحوي الثمرة الواحد أكثر من 3ر4 بالمائة من الألياف. ويحرص معظم اليمنيون على اقتناء الزبيب وتناوله خاصة في فصل الشتاء البارد لتزويد الجسم بطاقة حرارية تساعده على تحمل البرد.