نيويورك - سبأنت: متابعات إخبارية : على صوال عقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية في نيويورك مشاورات مغلقة جديدة حول سوريا استمرت زهاء 45 دقيقة فقط ولم تحقق تقدما ظاهرا . وجرى هذا الاجتماع بناء على طلب روسيا التي ترفض بشدة اي عمل عسكري ضد سوريا، ولم يدل أي من سفراء الدول الخمس (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، روسيا) بأي تعليق. وهدف الاجتماع كان مناقشة مشروع القرار البريطاني الذي يبرر تدخلا عسكريا ضد سوريا ردا على استخدامه المفترض لأسلحة كيميائية ضد سكان مدنيين. ويجيز مشروع القرار اتخاذ "كل التدابير الضرورية بموجب الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة بهدف حماية المدنيين من الأسلحة الكيميائية" في سوريا. وفى هذا الإطار جددت موسكو تأكيدها بأنها تعارض صدور أي قرار أممي لتبرير استخدام القوة ضد سورية. وشدد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في تصريحات للصحفيين اليوم الجمعة على أنه في المرحلة الراهنة يجب اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للحيلولة دون تراجع الوضع أو أية عمليات لاستخدام القوة ضد سورية.. وأضاف "نعمل حاليا على تحقيق ذلك، وترمي جهودنا إلى هذا الهدف". إلى ذلك اكد مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف ان بلاده تعمل من أجل الحيلولة دون إجراء عملية عسكرية أجنبية ضد سورية. وقال أوشاكوف للصحفيين اليوم " نعمل بنشاط من اجل الحيلولة دون تطور الأحداث في سورية وفق سيناريو استخدام القوة". ولم يستبعد أوشاكوف أن يبحث الرئيس فلاديمير بوتين الموضوع السوري مع نظيره الأميركي باراك أوباما خلال قمة العشرين القادمة في بطرسبورغ يومي 5 و6 سبتمبر/أيلول المقبل. في غضون ذلك أعلنت ألمانيا اليوم أنها لن تشارك في أي ضربة عسكرية دولية ضد سوريا. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة إن مثل هذه المشاركة "غير مطلوبة أو موضوعة في حسباننا". وأوضح فيسترفيله في تصريحه الذي بثته وكالة الأنباء الألمانية أن الدستور الألماني والقانون يضعان هنا حدودا واضحة لمثل هذه المشاركات العسكرية وقال: "إننا نحث على أن يتوصل مجلس الأمن إلى موقف مشترك وأن يتم اختتام عمل مفتشي الأممالمتحدة في أسرع وقت ممكن". وفى المقابل أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انه يمكن لبلاده أن تشارك في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا إلى جانب حلفائها بدون مشاركة بريطانيا. ولم يستبعد هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة " لوموند " الفرنسية صباح اليوم توجيه ضربة عسكرية لسوريا وقال الرئيس الفرنسي أن رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في عملية عسكرية ضد سوريا لن يؤثر على موقف فرنسا الداعي إلى تحرك متناسب وحازم ضد سوريا. وأضاف انه لايستبعد توجيه ضربات جوية ضد سوريا قبل يوم الأربعاء وهو اليوم الذي تعقد فيه الجمعية الوطنية الفرنسية اجتماعا لمناقشة الموضوع السوري . وأكد أن هناك مجموعة أدلة تشير إلى مسؤولية النظام السوري في الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع في 21 أغسطس في ريف دمشق وأسفر عن مئات القتلى. وفى سياق متصل أعلن البيت الأبيض الليلة الماضية أن الرئيس باراك اوباما يحتفظ بحقه في أن يتحرك بشكل أحادي ضد سوريا لمعاقبته على استخدامه أسلحة كيميائية، من دون الحاجة إلى انتظار الأممالمتحدة أو حلفائه مثل بريطانيا. وقال مساعد المتحدث باسم الرئاسة جوش ارنست أن اوباما، الذي تحدث الخميس عن "ضربة تأديبية" لا بد من توجيهها إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سيضع في مقدمة أولوياته مصلحة الولاياتالمتحدة عندما سيتخذ قرار الرد على النظام السوري. وأضاف أن "الرئيس عليه أولا أن يقدم حسابات إلى الأميركيين الذين انتخبوه لحمايتهم. والرئيس مقتنع بالكامل بان التحديات المتعلقة بهذا الوضع تشمل إجراءات ضرورية لحماية مصالحنا الحيوية بالأمن القومي". وتابع "نحن نحترم المسار المتبع في الأممالمتحدة لقد أجرينا مشاورات من كثب مع حلفاء أعربوا عن وجهات نظر متضاربة".