دعا وزراء خارجية مجموعة أصدقاء سوريا اليوم النظام السوري وقوى المعارضة إلى المشاركة في محادثات مؤتمر جنيف2 الذي يجري التحضير له بهدف وضع حد للصراع الدائر في سوريا وتحقيق الانتقال السياسي في البلاد. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مؤتمر صحافي عقب ترؤسه الاجتماع الوزاري في لندن أن مجموعة أصدقاء سوريا اتفقت على دعم الأممالمتحدة لتقود مسار إعادة الأمن والسلام إلى سوريا بعد أكثر من 31 شهرا من الحرب الأهلية. وأكد أن وزراء خارجية اجتماع "لندن 11" تعهدوا أيضا بمواصلة تقديم الدعم العملي والسياسي المكثف لقوى التحالف الوطني السوري برئاسة احمد الجربا.. مشددا على انه "لا يمكن تحقيق السلم في سوريا دون مشاركة قوى المعارضة المعتدلة". وأضاف أن المجتمع الدولي سيقف إلى جانب المعارضة السورية خطوة بخطوة أثناء مشاركتها في محادثات جنيف المقبلة داعيا إياها إلى المشاركة بفاعلية في المؤتمر وتشكيل وفد معارض قادر على التفاوض وإبراز نفسه على انه يمثل قلب المعارضة السياسية. وأوضح هيغ ان اجتماع اليوم لم يضع شرط عدم مشاركة بشار الاسد في مستقبل بلاده مقابل حضوره محادثات جنيف 2 لكنه أعرب عن اعتقاده باستحالة أن يكون للأسد دور في المرحلة السياسية الانتقالية المقبلة. وبين أن الهدف من اجتماع اليوم هو إعطاء إشارات واضحة بشأن إجماع وإصرار الدول الكبرى على وضع حد للازمة السورية وإنهاء معاناة الشعب السوري مضيفا انه لا مخرج للازمة إلا عن طريق المفاوضات وتأسيس حكومة انتقالية بصلاحيات شاملة مثلما نصت عليه توصيات مؤتمر جنيف 1 في يونيو 2012 . وجدد هيغ تحذيره من أن تخلي المجموعة الدولية او فشلها في دعم المعارضة التي وصفها بالمعتدلة سيفرض على الشعب السوري القبول أما بنظام الأسد او السقوط في قبضة الجماعات التي وصفها بالمتطرفة والموالية لتنظيم القاعدة. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان مجلس تحالف قوى المعارضة السورية بيده قرار المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف 2 من عدمها لكنه أعرب عن اعتقاده بأن المجلس سيفضل خيار المشاركة عوضا عن المقاطعة. وأعرب كيري في مؤتمر صحافي عقب اختتام أعمال مؤتمر أصدقاء سوريا عن ثقته في ان قيادة قوى المعارضة تدرك ان مشاركتها في مؤتمر جنيف المرتقب سيكون في مصلحتها ومصلحة الشعب السوري الذي يعاني من تبعات الحرب الأهلية المدمرة. وأوضح ان المجتمع الدولي لا يمكنه إرغام اي طرف على المشاركة في المفاوضات بالقوة الا انه نبه قوى المعارضة الى ان "المفاوضات يمكن ان تحقق ما قد يستغرق وقتا طويلا من الاقتتال وعددا كبيرا من الضحايا لو تم التمسك بخيار المواجهة العسكرية". وأعرب كيري عن أمله في ان يتم عقد مؤتمر جنيف 2 خلال الشهر المقبل مثلما تم الاتفاق عليه في اجتماع اليوم معلنا بدوره عن استعداد بلاده لتقديم مزيد من المساعدات للمعارضة السورية قبيل انعقاد المؤتمر المقبل. يذكر أن مجموعة أصدقاء سوريا تضم في عضويتها إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا كلا من السعودية والإمارات وقطر والأردن إضافة إلى مصر وتركيا وايطاليا.