توصلت الولاياتالمتحدةوأفغانستان الليلة الماضية إلى الصيغة النهائية لاتفاق أمني قبل اجتماع لآلاف الحكماء الأفغان لمناقشة ما اذا كان سيسمح ببقاء قوات أمريكية في البلاد بعد عام 2014. وتفي نسخة مسودة اتفاق "نشرتها الحكومة الأفغانية" على ما يبدو بمطالب أمريكية في قضايا مثيرة للجدل مثل هل سيسمح للقوات الأمريكية أن تنفذ بشكل أحادي الجانب عمليات ضد الارهاب أو تدخل منازل افغانية أو تحمي البلاد من اي هجوم خارجي. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري للصحفيين "توصلنا لاتفاق على الصياغة النهائية للاتفاقية الأمنية الثنائية التي ستعرض غدا على اللويا جيركا". وتعثرت جهود التوصل لصيغة نهائية للاتفاق يوم الثلاثاء الماضي بسبب خلاف بشأن ما اذا كان الرئيس الامريكي باراك أوباما وافق على اصدار خطاب يعترف فيه بوقوع أخطاء خلال الحرب الافغانية التي استمرت 12 عاما. ونفى كيري إجراء أي نقاش بشأن احتمال اصدار عتذار امريكي لأفغانستان عن الاخطاء الأمريكية أو القتلى المدنيين الأفغان خلال الوجود العسكري الأمريكي في افغانستان.. وسيقابل مثل هذا الاعتذار بغضب واسع النطاق في الولاياتالمتحدة. وقال كيري للصحفيين "الشيء المهم أن يفهم الناس أنه لم يحدث على الإطلاق نقاش بخصوص كلمة اعتذار أو استخدام لهذه الكلمة في مباحثاتنا بأي شكل".. وقال إن الرئيس الافغاني حامد كرزاي لم يطلب اعتذارا. وأظهرت صيغة الاتفاقية المكونة من 24 صفحة والتي نشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأفغانية أن الولاياتالمتحدة حققت ما أرادت فيما يتعلق بقضايا كثيرة مثيرة للجدل ومنها أنها لا تلزم الولاياتالمتحدة بالدفاع عن أفغانستان من أي هجوم أجنبي. وتنص أيضا على ان القوات الامريكية "لا تستهدف المدنيين الأفغان بما في ذلك من هم داخل منازلهم".. وهي إشارة الى ان هذه القوات قد تدخل منازل افغانية مادام المستهدفون ليسوا مدنيين. وتقول الاتفاقية إنه قد تكون هناك حاجة إلى عمليات عسكرية أمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة وأن البلدين سيتعاونان "بهدف حماية المصالح الوطنية الأمريكية والأفغانية دون القيام بعمليات عسكرية أمريكية أحادية الجانب لمحاربة الإرهاب".. وهي صياغة لا تستبعد بشكل مطلق إمكانية أن تتصرف الولاياتالمتحدة من تلقاء نفسها. وتمنح الاتفاقية الولاياتالمتحدة الحق الحصري في محاكمة القوات الأمريكية عن الجرائم الجنائية أو المدنية في أفغانستان وتمنح الطائرات العسكرية الأمريكية حق التحليق غير المقيد. ومن المقرر أن يبدأ نفاذ مسودة الاتفاق في أول يناير 2015 وهي تقول أنها ستبقى نافذة "حتى نهاية سنة 2024 وما بعدها ما لم يتم إلغاؤها". وقال مسؤول رفيع في الحكومة الأمريكية إنه لم يتم الاتفاق على حجم أي قوة أمريكية ستبقى بعد عام 2014 غير ان واشنطن لا تتوقع بقاء أي قوة في أفغانستان حتى موعد قريب من عام 2024. وحذرت واشنطن من أنه بدون الاتفاق قد تسحب قواتها بنهاية العام المقبل وتترك القوات الأفغانية بلا مساعدة تقاتل التمرد الذي تقوده حركة طالبان. ومن المقرر أن يجتمع آلاف الشخصيات البارزة والحكماء في خيمة عملاقة في العاصمة كابول اليوم الخميس لمناقشة مصير القوات الامريكية بعد انسحاب مقرر عام 2014 لقوة متعددة الجنسيات بقيادة حلف شمال الاطلسي.