توجت عمليات تنقيب اثرية لعلماء بولنديين في السودان، باكتشاف 7 جثث محنطة بشكل طبيعي وبدون تدخل إنساني في قبو قديم في مدينة دنقلا الواقعة على الضفة الغربية من نهر النيل، عثر فيه العلماء أيضاً على قطع أثرية وصلبان ومخطوطات، بالإضافة إلى العديد من المواد التي كانت تستخدم في الحياة اليومية. وذكر الباحث روبرت ماهلر من جامعة وارسو في تصريحات لوسائل الاعلام اليوم الجمعة، إن اصحاب الجثث المحنطة فارقوا الحياة وهم في أعمار تجاوزت ال 40 عاماً، وان الثياب التي وجدت على الأجساد المحنطة بحالة سيئة، وهي من نسيج الكتان. واوضح ان نتائج التنقيب خلصت أن أجساد الجثث المحنطة والقطع الأثرية تعود للحقبة التي ظهرت فيها دولة (مقرّة) في شمال السودان وجنوب مصر والتي اعتنق أبناؤها الدين المسيحي في القرن الخامس. ووصف العالم أرير أوبلوسكي من جامعة شيكاغو الامريكية، الفترة التي ظهرت فيها تلك الدولة والتي كانت ما بين القرنين ال 8 وال 12، بالفترة الذهبية بالنسبة لدولة (مقرّة) وعاصمتها دُنقُلا . واشار اوبلوسكي الى ان الديانة المسيحية كانت قد بدأت تنحسر في تلك الدولة، إلى أن اندثرت بالكامل في القرن ال 14 . فيما ذكرت المصادر ان العلماء وجدوا نصوصاً كتبت باللون الأسود على جدران القبو البيضاء، وهي باللغة اليونانية وبإحدى لهجات اللغة القبطية، أن البحث لا يزال مستمراً للتوصل إلى ترجمة دقيقة لهذه النصوص. الجدير بالذكر أن المؤرخين العرب تناولوا هذه الدولة في مخطوطاتهم بالإشارة إلى المعابد والأديرة التي شيدت على أرض (مقرة) . ولا يزال تاريخ هذه الدولة المندثرة، يحظى باهتمام المؤرخين في العالم، إذ يحاولون دراسة الأطلال المتناثرة على أراضٍ كانت جزء من الحضارة التي عاشت وازدهرت في القرون الوسطى.