يستأنف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم اجتماعاته مع قادة الجانبين الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي في اطار محاولاته لدفع مسيرة المفاوضات بينهما الى الإمام. وكان كيري عقد الليلة الماضية فور وصوله اجتماعا مطولا في القدسالمحتلة مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو فيما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن اجواء تشاؤم سادت بعد الاجتماع. وسيلتقي كيري اليوم نتانياهو مرة اخرى في مدينة القدسالمحتلة قبل ان يتوجه في ساعات المساء الى مدينة رام الله بالضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويسعى كيري في اطار زيارته هذه والتي تستغرق ثلاثة ايام للتوصل الى اتفاق اطار بين الفلسطينيين والاسرائيليين يتناول مختلف جوانب الصراع بينهما يشمل اعلان موافقة اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية. ويتوقع ان يشمل اتفاق الاطار هذا الذي يترقب الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي ما يمكن ان يتضمنه الخطوط العريضة التي يضعها الوزير كيري بشأن مختلف القضايا التي يجري التفاوض بشأنها منذ نهاية يوليو الماضي. وهذه القضايا التي يريد كيري حلها في اطار جهوده لتسوية النزاع تشمل القدس والمستوطنات واللاجئين الفلسطينيين والاسرى والمياه والامن والدولة الفلسطينية المستقلة والتي يسميها الطرفان قضايا الوضع النهائي. ومن المقرر ان يلتقي كيري كذلك نظيره الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في اطار هذه الجهود التي يبذلها وفق ما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية. وخلال الليلة الماضية اجتمع الوزير كيري مع نتانياهو لمدة خمس ساعات متواصلة دون ان يتبين كثيرا نتائج ما جرى بحثه. وشارك في هذا الاجتماع وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون والوزيرة تسيبي ليفني رئيسة الطاقم الاسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين. وقبل الاجتماع عمد نتانياهو الى ابلاغ الوزير الامريكي "بأن الشكوك تتزايد عنده بشأن التزام الفلسطينيين بالسلام" زاعما "اننا مستعدون لاتخاذ قرارات تاريخية لكننا نحتاج الى شريك في عملية السلام". واتهم نتانياهو الفلسطينيين "بأنهم وبدلا من ان يعلموا ويربوا اطفالهم على السلام تقوم السلطة الفلسطينية بتربيتهم على كراهية اسرائيل وهذا لا يمكن ان نعتبره طريقا للسلام" وفق قوله. وطالب نتانياهو الرئيس عباس بأن يضع حدا لما سماه "حملات التحريض في وسائل الإعلام والكتب المدرسية الفلسطينية". وشكك نتانياهو في جدية الفلسطينيين بالسلام قائلا "على ضوء الممارسات التي يقوم بها الزعماء الفلسطينيون والتصريحات التي يدلون بها تتزايد الشكوك في اسرائيل حول مسألة التزام الفلسطينيين بالسلام". من جهته اكد الوزير كيري "ان اتفاق الاطار الذي يسعى لوضعه سيردم الفجوات بين الاطراف حتى تتمكن من المضي قدما نحو ابرام معاهدة سلام نهائية من شأنها أن تحل جميع القضايا الجوهرية". وقال انه خلال الاسابيع والاشهر المقبلة سيتعين على كلا الجانبين اتخاذ خيارات صعبة لضمان ان السلام ليس مجرد احتمال بل هو حقيقة واقعة بالنسبة للاسرائيليين والفلسطينيين في الوقت الحالي وللاجيال المقبلة. ونبه الى "ان ما ينتظرنا هو العمل الشاق لتحقيق هذا الهدف" قائلا "انني جئت لمواصلة هذا الحوار المستمر حول كيفية انهاء الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني". من جانبها كشفت اذاعة الاحتلال الاسرائيلي "ان الوزير كيري لم يطرح خلال الاجتماع مع نتانياهو اي مسودة لاتفاق اسرائيلي - فلسطيني مقترح وان مختلف القضايا العالقة كانت مدار بحث فقط". ووصل كيري مساء امس الخميس الى اسرائيل وسط اجواء متشائمة وفي ظل اتهامات متبادلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل ان يلتقي على الفور مع نتانياهو. واعلن كيري لدى وصوله عن عزمه العمل مع الطرفين بشكل مكثف اكثر خلال الايام المقبلة من اجل تقليص الخلافات حول اطار يحدد الخطوط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها لمفاوضات الوضع النهائي. واعتبر ان التوصل لاتفاق اطار مقبول من الطرفين سيشكل اختراقا مهما سيغطي كل المشكلات الاساسية مثل الحدود والامن ووضع القدس واللاجئين.