نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الجمعة مظاهرة في مدينة غزة رفضاً لأفكار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخاصة بتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وانطلق المشاركون في المظاهرة بعد أداء صلاة الجمعة من المسجد العمري الكبير في مدينة غزة وصولاً إلى مفترق السرايا في المدينة، رافعين رايات الحركة وشعارات منددة بأفكار كيري ومؤكدة على عدم التخلي على القدس والمسجد الاقصى . واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد محمد الهندي في كلمة له خلال المظاهرة، أن خطة كيري للتسوية هي محاولة لإسقاط الحقوق والثوابت الوطنية والفلسطينية. وقال الهندي إن المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين "يريدون منا أن نتجرع هذا السم من خلال المفاوضات العبثية على حساب الثوابت الوطنية وحقوقنا التي لا يمكن التفريط بها". وأضاف إن أحد أهداف المفاوضات الحالية "هو حرص أمريكا على تعويض إسرائيل سياسياً بعد الاتفاق الدولي الأخير حول البرنامج النووي الإيراني". وتابع أن المفاوضين "يقولون لنا توصلنا إلى حل عادل عن اللاجئين، والقدس، والأرض، لكن هذا الحل الذي يطرحونه مضمونه أن لا سيادة لنا على الأرض ولا المياه". واعتبر الهندي أن الحل يكمن "بأن نقول لا لهذه الخطة، وأن لا نتجرع هذا السم، والعودة إلى طاولة المصالحة الفلسطينية التي لا تكون تحت مظلة الحسابات السياسية الخاصة والحزبية". وكان كيري تحدث خلال جولته العاشرة التي اختتمها الاثنين الماضي في المنطقة، عن تقدم في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وذكرت مصادر فلسطينية أن كيري عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس السماح بعودة نحو 80 ألف لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل بيد أن الرئيس الفلسطيني طالب بزيادة عددهم ليصل إلى 200 ألف لاجئ. وبخصوص قضية القدس، قالت المصادر إن إسرائيل ترفض الاعتراف حتى الآن بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، وتصر على أن المدينة المقدسة عاصمة موحدة لها، الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية. وفيما يتعلق بالقدس، ذكر المصدر أن أفكار كيري تتمحور حول تسليم بعض المناطق فيها للدولة الفلسطينية على أن تكون الأردن صاحبة الولاية على الأماكن المقدسة في المدينة. واستؤنفت المفاوضات نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية بعد توقف استمر أكثر من 3 أعوام بسبب رفض حكومة الاحتلال الاسرائيلي وقف البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة. وحددت الولاياتالمتحدة مهلة زمنية للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حتى نهاية أبريل القادم.