استعاد جيش جنوب السودان يوم أمس السيطرة على مدينة بنتيو النفطية شمال البلاد بعدما كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الذين أكد زعيمهم أن الانسحاب من المدينة يهدف "لتفادي سقوط مدنيين"، فيما قدرت الأممالمتحدة أن عدد النازحين سيبلغ حوالي نصف مليون شخص بحلول ابريل المقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان أتيني ويك أتيني أن "بنتيو باتت اليوم تحت سيطرتنا". من جهته أكد زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار أن قواته فقدت السيطرة على بنتيو. وقال نائب الرئيس السابق "لقد انسحبنا من بنتيو، لكن ذلك كان من اجل تجنب القتال في الشوارع وتفادي سقوط مدنيين". وأضاف "نحن نقاتل، وسنواصل المعركة". وأفادت إذاعة تمازج المستقلة أن المدينة عادت إلى سيطرة الجيش في منتصف النهار بعدما أخلى المتمردون مواقعهم فيها في مواجهة هجوم حكومي كبير. وأضافت الإذاعة نقلا عن شهود عيان أن معارك اندلعت في صفوف المتمردين أنفسهم قبل استعادة الجيش السيطرة على بنتيو، مشيرة إلى أن عددا من المقاتلين المتمردين قتلوا بنيران القوات الحكومية خلال محاولتهم اللجوء إلى قاعدة للأمم المتحدة. وفي جنيف أعلنت مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين أن عدد النازحين في داخل البلاد وغالبيتهم من النساء والأطفال سيصل إلى 400 ألف بحلول ابريل مقابل 230 ألفا حاليا فيما سيبلغ عدد اللاجئين 125 ألفا مقابل 43 ألفا حاليا. وغالبية اللاجئين- أكثر من 32 ألفا- فروا إلى أوغندا التي تسجل وصول ما بين أربعة وخمسة آلاف شخص يوميا. وقال الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة ينس لاركي في تصريح صحفي أن حوالي 628 ألف شخص بحاجة حاليا لمساعدة إنسانية عاجلة في جنوب السودان. وقال أن 167 ألف شخص فقط تلقوا مساعدة حتى الآن مشيرا إلى أن الوكالات الإنسانية بحاجة إلى 166 مليون دولار حتى مارس. وقال الناطق باسم المفوضية العليا ادريان ادورادز "في جنوب السودان، يستمر الوضع في التفاقم". ويشهد جنوب السودان معارك كثيفة منذ 15 ديسمبر الماضي بسبب الصراع بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي اقيل من منصبه في يوليو الماضي. ويتهم كير زعيم المتمردين بالقيام بمحاولة انقلاب ضده فيما ينفي مشار ذلك متهما الرئيس بالسعي لتصفية جميع معارضيه.