أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم عن أسفه لعدم توصل وفدي الحكومة والمعارضة في سوريا لأي شيء على أرض الواقع بالجولة الأولى من المفاوضات بين الجانبين في جنيف على مدى أسبوع كامل . وأكد العربي خلال مؤتمر صحفي أن المفاوضات ستستأنف في جولة ثانية في العاشر من الشهر الجاري .. معربا عن أمل الجامعة العربية "أن يتم وقف ولو جزئيا للقتال وإدخال المساعدات الإنسانية خلال هذه الجولة الجديدة". وقال العربي "أن الجامعة العربية عليها التزام تجاه سوريا وشعبها باعتبارها عضوا مؤسسا في الجامعة وستبقى في أركان النظام العربي ولابد أن تصل الأزمة إلى نهايتها بعد مرور ثلاث سنوات". وأضاف "أن الجولة الأولى من المفاوضات شهدت تصعيدا في مواقف الحكومة والمعارضة السورية حيث ركزت الحكومة على ضرورة معالجة مكافحة الإرهاب فيما أكد وفد المعارضة ضرورة الالتزام بتنفيذ وثيقة مؤتمر (جنيف 1) التي تنص على تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا". وأوضح العربي أن الجانبين (الحكومة والمعارضة السوريتين) خلصا إلى الاستعداد لمناقشة التنفيذ الكامل لمؤتمر (جنيف 1) ما يقتضي إنشاء هيئة تنفيذية للمرحلة الانتقالية عن طريق هيئة حكومية لديها كافة الصلاحيات . واعتبر الأمين العام أن نجاح وفد المعارضة السورية في المفاوضات يتمثل بجلوسه على مائدة واحدة مع وفد الحكومة السورية لأن الأخيرة دأبت على وصف المعارضة بالإرهابية ولا يمكن الجلوس معها. على صعيد آخر استعرض العربي تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها "الأساس" فيما يتعلق بالجامعة العربية منذ نشأتها..مشيرا إلى الاتفاق من قبل مجلس الجامعة العربية في 17 نوفمبر 2012 على الذهاب إلى مجلس الأمن" لإنهاء النزاع والاحتلال وليس إدارته خلال فترة زمنية محددة". وأشار في هذا السياق إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعهد بأن تقوم واشنطن بالإشراف على المفاوضات لحل وإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في غضون ستة أشهر بما في ذلك الانسحاب للحدود الدولية وإقامة الدولتين . وفي ناحية أخرى أكد العربي حرص الجامعة العربية على دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات في ليبيا ..مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين ليبيا والجامعة العربية سيزداد في المرحلة المقبلة في جميع المجالات . وأشار في هذا الصدد إلى أنه التقى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان السبت الماضي بالقاهرة وبحث معه تفعيل دور مكتب الجامعة العربية في ليبيا . وفيما يتعلق بالقمة العربية المقرر عقدها في دولة الكويت يومي 25 و26 مارس المقبل قال العربي إن هناك اتجاها عاما لتقليل عدد الملفات المطروحة على القمة بهدف تمكين القادة العرب من مناقشة الملفات بعناية والتي يتصدرها موضوعا سوريا وفلسطين وتقرير مقدم من الجامعة العربية حول ما تم انجازه في موضوع تطوير الجامعة العربية لتكون مؤهلة لتقوم بدورها في مواجهة التحديات والمشكلات الكثيرة التي ظهرت في المنطقة . وقال انه سيتم من خلال التقرير الذي سيقدم لقمة الكويت وضع تصور جديد أمام القادة العرب لتطوير ميثاق الجامعة العربية في ظل التحديات الجديدة وبطريقة تقبلها الدول ذات السيادة وعدم التدخل في شؤونها .