بدأت في أوكرانيا اليوم الثلاثاء الحملة الانتخابية المبكرة للرئاسة وذلك بعد تحديد البرلمان يوم 25 من مايو المقبل موعداً للانتخابات .. فيما طلبت روسيا الاتحادية من السلطات الاوكرانية الجديدة وقف الاعمال "المعادية" لها. وستستمر عملية الترشح في الحملة الانتخابية المبكرة للرئاسة حتى 30 مارس المقبل، مع تحديد يوم 4 من أبريل المقبل آخر موعد لتسجيل المرشحين. ومن بين المرشحين الأوفر حظاً لرئاسة أوكرانيا رئيس حزب "أودار" فيتالي كليتشكو، وأحد نشطاء الميدان ورجل الأعمال بيوتر بوروشينكو، ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب "الوطن" أرسيني ياتسينيوك، ورئيس حزب "الحرية" أوليغ تياغنيبوك. وتأتي هذه التطورات عقب قرار البرلمان الأوكراني السبت، إقالة رئيس البلاد فيكتور يانوكوفيتش، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قبل أن يصوّت في جلسته العامة الأحد، لمصلحة نقل صلاحيات رئيس الدولة إلى رئيس البرلمان، فلاديمير تورتشتينوف. وعلى صعيد مواز ذكرت السلطات الأوكرانية المؤقتة اليوم الثلاثاء ان مهلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تأجلت حتى الخميس. ودعا رئيس البرلمان الكسندر تورشينوف الذى تعهد بإعلان أعضاء الحكومة الجديدة اليوم، المشرعين للعمل " طوال ال24 ساعة" لتسريع إقامة جهاز تنفيذى. وقال تورشينوف الذى حصل على السلطات الرئاسية مؤقتا بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش يوم السبت، إن الحكومة الجديدة ستركز على الانتعاش الاقتصادى للبلاد والتكامل الأوروبى. وكان البرلمان الذى يدير البلاد حاليا، قد اقال مؤخرا عددا من اعضاء الحكومة السابق باعتبارهم " غير أكفاء" و" شاركوا فى القمع الدموى" خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وكانت الاحتجاجات قد بدأت فى نوفمبر الماضى لمساندة التكامل الأوروبى بعد ان امتنعت الحكومة عن توقيع اتفاق متوقع مع الاتحاد الاوروبى من اجل توثيق العلاقات مع روسيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي طلبت روسيا الاتحادية اليوم من السلطات الاوكرانية الجديدة وقف الاعمال "المعادية" لها. واعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن استيائها البالغ حيال استمرار الممارسات المعادية لروسيا في اوكرانيا. ووصف البيان هذه الممارسات بأنها "همجية" في اشارة الى قيام مسلحين بتدمير النصب التذكاري للجنود السوفيات في العديد من المدن وازالة تماثيل مؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين وغيرها. وفى سياق متصل متصل اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده بضرورة اجراء اصلاح دستوري في اوكرانيا يضمن حقوق جميع المواطنين القاطنين فيها. وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة انباء (ايتار تاس) ان من شأن اجراء تعديل دستوري ان يوفر اساسا تشريعيا ثابتا لتطور الدولة الاوكرانية. واضاف ان موسكو في انتظار تشكيل حكومة اوكرانية جديدة والاطلاع على برنامجها. في المقابل أعربت عدة دول غربية كبرى عن دعمها السلطة الجديدة في كييف، حيث اعتبر جاي كارني -المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما- أن البرلمان "انتخب رئيسا جديدا بصورة شرعية"، معربا عن دعم بلاده "تطبيعا على صعيد القانون والانتظام العام ولضمان حسن سير المؤسسات". وأشار كارني إلى "ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية متعددة الأطراف، حكومة من رجال تكنوقراط يمكنها مساعدة أوكرانيا في اتخاذ قرارات مهمة تفرض نفسها وخصوصا في المجال الاقتصادي والمالي بانتظار الانتخابات المبكرة". من جهتها رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي فرضية أن تتحول أوكرانيا مسرحا لصراع نفوذ بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى. الى ذلك دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند روسيا للتعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل مساعدة أوكرانيا في تجاوز أزمتها الاقتصادية. كما أكد هولاند عقب إجراء محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين -حسب القصر الرئاسي الفرنسي أمس الاثنين في باريس- على ضرورة أن يكون هناك في أوكرانيا انتقال سلمي للسلطة من أجل المحافظة على وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها. فى غضون ذلك دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اليوم إلى الحفاظ على الروابط بين روسياوأوكرانيا في أعقاب الأزمة السياسية التي شهدتها كييف في الآونة الماضية. ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسية للأنباء عن أشتون القول عقب اجتماعها مع زعيمة حزب الثورة البرتقالية يوليا تيموشينكو (باتكيفشينا) في كييف إن الاتحاد الأوروبي يتفهم الحاجة إلى وجود روابط قوية بين روسياواوكرانيا ولكن مع توجيه رسالة قوية بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الاوكرانية. واعربت اشتون عن استعداد الاتحاد الاوروبي لمساعدة اوكرانيا في إعداد الكوادر الامنية والقضائية مشددة على ضرورة التحقيق في جميع حوادث العنف التي وقعت مؤخرا في كييف. وأشارت إلى أنها بحثت مع تيموشينكو سبل الخروج من الازمة في اوكرانيا وضرورة تشكيل حكومة جديدة وتقديم مساعدات مالية واقتصادية لكييف واستئناف العمل على التقارب بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي. وتأتي زيارة أشتون إلى كييف لتكون أول مسؤولة أجنبية كبيرة تزور العاصمة الأوكرانية منذ عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. من جانبها أبدت الصين اليوم استعدادها لتطوير شراكتها الإستراتيجية مع أوكرانيا . ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن المتحدثة باسم الخارجية هوا تشون يينغ "أن الصين تراقب عن كثب التطورات في أوكرانيا، وهي مستعدة لزيادة تطوير شراكتها الاستراتيجية معها على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة". وأضافت هوا "نأمل بأن تتواصل العملية السياسية لحل الأزمة في أوكرانيا ضمن إطار القانون", مشيرة إلى ان الوضع في أوكرانيا عاود إلى الهدوء بفضل جهود جميع الأطراف المعنية.