حذرت دولة فلسطين من مغبة استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على مدينة القدسالمحتلة واقتحام المسجد الأقصى المبارك.. موضحة أن هذه الممارسات تكشف مخطط إسرائيل لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يقدر احد مداها وأبعادها . وطالبت فلسطين بموقف عربي عملي وتحرك فاعل لردع إسرائيل التي تضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تؤكد على الحقوق الفلسطينية . جاء ذلك في كلمة الدكتور بركات الفرا مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية أمام الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة الذي عقد في القاهرة اليوم برئاسة السفير عاشور بو راشد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة "الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس" وبحضور السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية . ونبه الفرا في كلمته إلى إجراءات التهويد الخطيرة والانتهاكات الإسرائيلية التي تجري بغطاء من جيش وشرطة إسرائيل ومباركة مسؤولين إسرائيليين.. مبينا " أن إسرائيل تريد جرنا لحرب دينية لا يقدر احد مداها "..معتبرا" إن الوقت يمر بسرعة وليس في صالحنا". وطالب الدكتور الفرا بضرورة اتخاذ خطوات لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ،متسائلا عن جدوى اى مفاوضات واى سلام في ظل هذه الانتهاكات. كما نددت جامعة الدول العربية باستمرار إسرائيل في انتهاكها الصارخ لحقوق الشعب الفلسطيني خاصة اعتداءاتها على مدينة القدس والمسجد الأقصى في حملة تهويدية ممنهجة متجاهلة كل المواثيق والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ونبه السفير احمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية في كلمته أمام الاجتماع إلى أن الخطورة الحالية على المسجد الأقصى فاقت كل الحدود فالمتطرفون اليهود يقتحمون المسجد بمباركة مسؤولين في حكومة إسرائيل في محاولة لجعل القدس موضوعا دينيا للبدء في خلق واقع جديد بهدف تقسيم المسجد المبارك . وقال بن حلي أن القدس موضوع سياسي وأي إجراء إسرائيلي غير قانوني هو إجراء مرفوض وعلى المجتمع الدولي والإسلامي التحرك لمواجهته..مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يأتي لتدارس خطورة الوضع الراهن علما بأن الموضوع سيكون في لب اجتماعات المندوبين الدائمين يومي 5 و6 مارس المقبل وكذلك اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الجديدة يومي 9 و10 من نفس الشهر. من جانبه قال مندوب ليبيا لدى الجامعة عاشور بو راشد "إن القدس وما تمثله من قدسية لدى العالم العربي والإسلامي يؤدي المساس بها إلى نتائج غاية في السلبية وهو الأمر الذي يمكن أن يقوض أي فرصة لتحقيق السلام". وأكد بو راشد ضرورة التصدي لهذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى،داعيا إلى تضافر كل الجهود العربية والإسلامية لمواجهة هذه الانتهاكات على وجه السرعة. أما بشر الخصاونة مندوب الأردن لدى الجامعة العربية فقد استعرض مساعي وجهود بلاده من اجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.. وقال " أننا نجحنا في إفشال النقاش الذي كان دائرا في الكنيست بشأن الولاية على القدس"..مضيفا" أن القدس الشرقية الولاية فيها للأردن ولا ولاية لإسرائيل عليها لأنها مدينة محتلة وان إي إجراء في هذا الخصوص من جانب إسرائيل هي إجراءات باطلة". ونبه الخصاونة إلى انه على إسرائيل أن تعلم أن لا سلام مع استمرار تهويد القدس وانتهاك مقدساتها وانه لابد من أن يوجه الاجتماع رسالة قوية لإسرائيل في هذا الشأن مع تبني قرارات عملية لمواجهة هذه الهجمة على القدس. كما حذر محمد العلمي مندوب المغرب لدى الجامعة الذي ترأس بلاده لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي من الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى .. معتبرا أنها تمثل تحديا لمشاعر العالمين العربي والإسلامي والإنساني أيضا . وقال" أن إسرائيل ترتكب يوميا جرائم وانتهاكات تتحدى بها كل مواثيق الدولية ونحن في حاجة إلى خطوات عملية ملموسة لمواجهة ذلك "..كما أدان محاولات الكنيست فرض الوصاية على القدس ، قائلا" أننا لا يجب أن نكتفي بعبارات الشجب والتنديد ولابد من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة". وفى سياق متصل حذرت جامعة الدول العربية من خطورة تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي على مدينة القدس وأهلها ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، والتي وصلت إلى مرحلة باتت تهدد عملية السلام وتنذر بانتشار العنف في المنطقة. وذكرت الجامعة العربية في تقرير لها عرضته اليوم أمام أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية والذي خصص لمناقشة خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك،" أن هذا التصعيد يهدد الأمن والسلم الدوليين الأمر الذي يتطلب من الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية الراعية للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وباقي أعضاء اللجنة الرباعية الدولية، اتخاذ موقف حاسم من الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين من القيادة السياسية والدينية لوقف هذا الاستهتار الإسرائيلي بالمشاعر الدينية للمسلمين ،والمسيحيين الذين تنتهك كنائسهم أيضا ويعتدي على رجال الدين منهم". كما طالبت الجامعة في تقريرها بضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بمدينة القدس" كأراض محتلة ،وأن أي إجراءات بها باطلة و لاغية ولا يعتد بها"، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 252 لعام 1968 ، والقرارات الدولية الخاصة بهذا الشأن. كما حذرت الجامعة من خطورة تكثيف الاستيطان في المدينةالمحتلة ومصادرة الأراضي لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية متزامنة مع الإجراءات التنفيذية من سن قوانين عنصرية هادفة إلى تهجير أهل المدينة وتغيير تركيبتها السكانية بما يخدم تهويدها، من هدم للمنازل وتدمير الاقتصاد وانهيار الخدمات الاجتماعية واستهداف التعليم ومصادرة الهويات وإحاطة المدينةالمحتلة بما يسمى /غلاف القدس/ بجدار فصل عنصري يحرم أكثر من 100 ألف مقدسي من حقهم في مدينتهم. وأكدت الجامعة العربية أن خطورة الدعوات الإسرائيلية المتطرفة كونها تأتي من قيادات سياسية ومتطرفين من المستوطنين ورجال الدين التابعين لليمين الإسرائيلي المتطرف والتي تنقل عملية استهداف الأقصى إلى مرحلة جديدة تهدد وجوده كرمز ديني إسلامي مقدس، وتجسد تهويده في استكمال المدينة المقدسة.