نظم المجمع العلمي اللغوي اليمني ومركز الدراسات والبحوث اليمني بالتعاون مع وزارة الثقافة والأمانة العامة لأتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، اليوم ، صباحية شعرية كبرى احتفاء بيوم الشعر العالمي (21 مارس) احياها عشرات الشعراء والشواعر. و قال شاعر اليمن وأديبها الكبير رئيس المجمع رئيس المركز الدكتور عبدالعزيز المقالح : إن أغلب ما يكتب وينشر من الشعر العربي في الصحف والمجلات والدواوين لا يعكس تجربة الإنسان و لا يعبر عن الواقع الراهن بكل ما يضطرب في جنباته من هموم وما يتفجر من أحداث غير مسبوقة ولم تكن في الحسبان. وإذا كان الشعر قد عجز عن التنبؤ بها فلا أقل من أن يقوم بتجسيدها في شعر يخلو من المباشرة ويتحرر من سطوة المناسبة". و أضاف :نحن قد نكتب أشعاراً جميلة عن ذواتنا وعن الطبيعة والناس ولكنها كتابة من الخارج، ولو سئلنا هل نحن حقاً نعرف الناس الذين نكتب عنهم، ونعرف الطبيعة التي نتغنى بها، سيكون العثور على جواب لهذا السؤال من الصعوبة بمكان. و أردف : كما أن معرفة الناس لا يكفي فيها أن نراهم في الشارع دون التعرف على ألآمهم وأحلامهم وما يتعرضون له من بؤس وظلم. ثم كم واحد منا يعرف مفردات الطبيعة، أنواع الزهور وأنواع الطيور وأنواع الأشجار. كان أبو العلاء المعري وهو شاعر عظيم وكبير يقول أنه يعرف للكلب مائة اسم كم نعرف نحن من اسماء هذا الحيوان أو غيره من الحيوانات. التجارب لا تُنقل ولا تأتي من الكتب ولا من إدمان القراءة وإنما تأتي من المعايشة ومن مداومة النظر ومن سؤال النفس والإجابة على أسئلتها ". وأكد الدكتور المقالح : أعرف جيداً أن عشرات الشعراء إن لم يكن كل الشعراء يعيشون في واقع الحياة وأحياناً في قاعها ولا أبراج لهم يطلون منها على الأشياء بين حين وآخر، ولكن اسمحوا لي أن أقول أن هذه المعايشة من الخارج لا من الداخل، وأعرف أن غالبية الشعراء ينتمون إلى الأسر الفقيرة وأحياناً المعدمة وأنهم لم يعرفوا الحياة الرغيدة ". واستدرك : لكن ذلك غير كاف لتجسيد التعبير عن تلك الحياة ما لم يتم تمثل تلك الحالات في شعر صهرته التجربة وأنضجت تعابيره ورؤاه. وكما لا نريد لأشعارنا أن تكون اجتراراً وتكراراً عن قصائد قديمة أو حديثة فلا نريد لها -أي أشعارنا- أن تكون نقلاً عن تجارب سابقة ومستهلكة فاقدة النبض غير قادرة على الإيحاء والتأثير". وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل أكد على خصوصية الابداع كمنهل للرؤية الصادقة والحية والمستوعبة لهموم الواقع وتطلعاته منوها بما اسماه ثورة الابداع التي يجب ان تجتاح كل افاق الحياة وتعبر عن تطلعات الشعب واماله في غد أفضل وتكون منبراً لمشاريعه الحضارية . وقال الوزير عوبل : المبدعون هم من أهم ركائز النهضة ويتم التعويل عليهم في صناعة الإنجاز ، وهنا أؤكد على دور الشعر والشعراء في بلورة هموم وتطلعات ومعاناة الناس وتجسيدها والتعبير عنها من خلال الاقتراب منها واستنطاقها . فيما عبرت نائب وزير الثقافة الأمين العام لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين هدى أبلان عن سعادتها بالاحتفاء باليوم العالمي للشعر من خلال صباحية كبرى قائلة : في كل عام نحتفي بالشعر نكتشف دهشة الأصوات المبدعة التي تملأ الأرض اليمنية ابداعا وحضورا . وأضافت : انه الشعر الذي يتجدد في دماء اليمنيين متحديا حالية الإحباط والألم لينتصر الفرح . وفي الصباحية التي حضرها عدد كبير من مثقفي ومبدعي اليمن أمطر شعراء وشواعر أجواء الصباحية بزخات من روائع قصائدهم ، وكان منهم : هدى أبلان ، محمد عبدالسلام منصور ، سعيد الشدادي ، همدان دماج ، أنور داعر ، الحارث الشميري ، عمار الزريقي ، محمد راشد ،لطف الصوفي ، نضال الشبلي، محمد مشهور ، أحلام الجبري، زاهر حبيب ، باسم البكالي ، شريف فرحان ، عزي الواحدي، محمد الوشلي ، بشير المصقري ، محمد السودي ، مراد عيسي، حسن غالب ، علي حسين عمران ، يحيى الحمادي واخرون واخريات .