نظمت مؤسسة القدس الدولية، مكتب اليمن، بالتعاون مع مركز الأفرو أسيوي للدراسات والبحوث، اليوم ندوة ثقافية عن القضية الفلسطينية، تزامنا مع الذكرى ال 38 ليوم الأرض. وفي الندوة تحدث مدير مكتب المؤسسة في اليمن أحمد فائز حرارة عن التهويد ومصادرة وسرقة ألأراضي الفلسطينية التي تجري كل يوم، لافتا إلى أن الاحتلال اليوم يعمل على سرقة أكثر من 850 دونم في صحراء النقب، وتهجير أكثر من 30 ألف فلسطيني من سكانها، وهذا إعلان لتهويد كل فلسطين. وأشار إلى أن سياسة التهويد هي السياسة المعلنة التي يقوم بها الاحتلال، وهي سياسة مزدوجة لطرد الفلسطينيين، وركيزة استراتيجية تعتمد عليها كل حكومات الاحتلال.. لافتا الى الهدف من اختيار مواقع المستوطنات وحجمها والطرق المؤدية إليها، بالتنسيق بين وزارتي إعمار الاحتلال، والدفاع،بغية تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، بما يحقق سهولة انتشار الجيش عليها. واوضح بأن عدة أهداف منها، اجتماعية، وأمنية، وسياسية واقتصادية، وراء اختيار مواقع المستوطنات وبما يحقق القرب من مصادر المياه، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، وعزل الفلسطينيين جغرافيا ومنعهم من التواصل، فضلا عن اعتبار المستوطنات حزام أمان للاحتلال، ونقطة انطلاق الدفاع منها ضد الدول العربية في حالة الحرب. وأشار إلى أنه منذ اتفاقية أوسلو تم بناء 24 بؤرة استيطانية، ومنذ اتفاقية "واي ريفر" في 1999،تم بناء 27 بؤرة استيطانية، منوها إلى أن المستوطنات تهدف إلى فرض واقع ديمغرافي، وجغرافي جديد في مدن فلسطين وخاصة في القدس. وأكد أن سياسة الاحتلال في مدينة القدس تختلف عن بقية مدن وقرى فلسطين، حيث أن الاحتلال يمارس التهويد في القدس بطريقة"خطوة خطوة" لطمس الهوية العربية والإسلامية، وتهويد التعليم، والقضاء، والدين، والأرض، وأنه أوجد أكثر من 35 قانون لتهويد المدينة، من تلك القوانين "أملاك الغائبين، والأساس، وغيرها من القوانين. فيما تحدث الباحث فتحي عبدالقادر،عن التهجير ونظرة الفكر الصهيوني، والمراحل التاريخية للتجهير القسري، ووسائل التهجير والفصل العنصري..مؤكدا أن الاحتلال الصهيوني هو الاحتلال الوحيد الذي يقوم على نظرية الاحتلال الإحلالي، في طرد سكان الأرض وإحلال الصهاينة مكانهم. وأشار الى أن الاحتلال الصهيوني مارس وسائل العنف، والترحيل الجماعي، والتطهير العرقي، والاستيطان الإحلالي، لإفراغ الأرض من أهلها، وهو الهدف الأول له في احتلاله لفلسطين. وقال "بعد فشل نظرية أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " التي تبناها الصهاينة لاحتلال فلسطين ، انتقلوا إلى نظرية "الفراغ الحضاري" وهي أن الشعوب العربية متوحشة وبدوية وبحاجة إلى إدخالها إلى عصر الحضارة. واستعرض المراحل التاريخية للاحتلال الصهيوني التي تبدأ من قبل إعلان الصهاينة عن قيام دولتهم " إسرائيل" 1948، لافتا الى أن الاحتلال مارس العنف والقتل الجماعي، والتهجير والتطهير ضد أبناء فلسطين، .وأشار إلى أن الاحتلال ارتكب 36 مجزرة بحق الشعب الفلسطيني بين عامي 1947 -1949)، نتج عنها تهجير ما يقارب 900 ألف فلسطيني. وبين أن الاحتلال يقوم بممارسات لطرد أبناء فلسطين منها، تحت مبررات أمنية، من خلال خلق ضروف اقتصادية صعبة، وتقطيع المناطق جغرافيا، وذكر على سبيل المثال ما يحدث في القدس، فقد أشار إلى أنه منذ عام 1967، إلى 2011، تم إلغاء 14.152 إقامة من أبناء القدس وترحيلهم، ورفع الضرائب، ومنعهم من البناء، وعدم منحهم تراخيص لتجديد البناء، وإن منحوا تكون بأسعار خيالية، مؤكدا أن السلاح القوي الذي يمكن أن يواجه المشروع الصهيوني هو حق العودة ، والمفاوضات التي تدور حاليا هي من أجل إسقاط ذلك الحق. فيما تحدث رئيس مركز الأفرو أسيوي للدارسات والبحوث، عمر أبو عبيد، عن محور المفاوضات,مشيرا الى أن التفاوض اثبت فشله بسبب مراوغاة الاحتلال ومحاولاتهم شق وحدة الصف الفلسطيني . وقال "إن الاحتلال منذ قيامه شن عدة حروب ضد أبناء فلسطين من أجل أن يسيطر على الأرض ،مؤكدا بان الفلسطينيين في الشتات إلى الآن لا زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم، متمسكين بحق العودة إليها،وأنه لا أحد بمقدوره التنازل عن حق أكثر من 6 ملايين فلسطيني في الشتات. ويوم الأرض 30 مارس،1976 هو تاريخ قيام الإحتلال الصهيوني بمصادرة 21 ألف دونم، من أراضي الجليل، بحجة تطويرها، وهو ما أثار ردة فعل فلسطيني حيث تم الإضراب الشامل في كل مدن فلسطين، وتدخلت قوات الاحتلال لفك الإضراب، نتج عنها استشهاد 6 فلسطينيين، وأصيب العشرات، ولا زال الفلسطينيون يحيون تلك الذكرى كل عام