كثفت الولاياتالمتحدة من محاولاتها لإنقاذ مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري من الانهيار بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين في الموعد المحدد يوم 29 مارس الماضي وإعلانها عطاءات لبناء 708 وحدات سكنية جديدة وحدات للمستوطنين اليهود في القدس الشرقية المحتلة. لكن واشنطن ساوت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في تحمل مسؤولية تعثر المفاوضات التي تشهد تأزما بسبب الخلاف حول ملف الاسرى الفلسطينيين، والاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة والاصرار الاسرائيلي على "يهودية اسرائيل"ما يهدد بانهيار المساعي الامريكية التي يقودها كيرى . وحذر كيري يوم أمس في الجزائر من ان مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية تمر "بلحظة حرجة"، معتبرا ان فشلها على خلفية شروط مواصلة الحوار سيشكل "مأساة بالنسبة الى الجانبين". واضاف كيري "هناك هوة يجب ردمها بسرعة" وذلك بعد لقائه مجددا يوم أمس الخميس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وفق ما اعلنت الخارجية، مطالبا ب"تسوية حاسمة تتيح احراز تقدم". وخلال اجتماع استمر حتى الفجر بين المفاوضين في حضور الوسطاء الاميركيين، ابلغت رئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالغاء الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين الذي كان مقررا في 29 مارس. واعلن البيت الابيض ان "قرار الاسرائيليين تاخير الافراج عن مجموعة رابعة من السجناء يؤدي الى صعوبات"، مع تاكيده ان ايا من الطرفين "لم يقل انه يريد وقف المحادثات". واوضح مصدر قريب من المفاوضات ان ليفني عزت قرار الغاء الافراج عن الاسرى الى طلب الرئيس عباس مساء الثلاثاء الانضمام الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية فيما كانت الحكومة الاسرائيلية تستعد للوفاء بالتزامها. في المقابل، اوضح المسؤولون الفلسطينيون ان عدم احترام اسرائيل لموعد الافراج عن الاسرى ومطالبتها الاضافية بتمديد فترة التفاوض الى ما بعد 29 ابريل يعفيانهم من التزامهم عدم القيام باي خطوات حيال المجتمع الدولي. وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لفرانس برس الخميس تعليقا على القرار الاسرائيلي "نحن لا نستغرب القرار (...) ان اسرائيل اعتادت على التنصل من الاتفاقات الموقعة معها وهي لا تحترم توقيعها والتزامها مع الدول". واضاف "لهذا السبب فان شروط اي مفاوضات مقبلة ان حصلت يجب ان تتغير جذريا"، منددا ب"سياسة الابتزاز والضغوط المستمرة" من جانب اسرائيل. واكد عبد ربه ان "اسرائيل تريد كسب الوقت بمفاوضات غير مجدية وبدون اسس من اجل استخدامها لمزيد من التوسع الاستيطاني (...) لكن هذه السياسة لن تجدي نفعا معنا من الان فصاعدا، ولن تجدي نفعا مع العالم الذي كشف حقيقة المواقف الاسرائيلية الرافضة للسلام". وبحسب الاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية الاميركي في يوليو الماضي، فان على الجانب الفلسطيني الامتناع عن التوجه الى الاممالمتحدة خلال تسعة شهور، مقابل ان تفرج اسرائيل عن 104 معتقلين فلسطينيين منذ ما قبل العام 1993. واكد زعيم المعارضة الاسرائيلية ورئيس حزب العمل اسحق هرتزوغ يوم أمس الخميس ان الطرفين يتصرفان كانهما في "روضة اطفال"، محذرا من انسحاب واشنطن من رعاية عملية السلام عقب لقاء جمعه بالسفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو. وقال هرتزوغ في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي "هناك ملل عميق من قبل الاميركيين الذين يرغبون بالقول: ايها الاصدقاء، افعلوا ما تريدون واتصلوا بنا عندما تنتهون". وفي الايام الاخيرة، كثفت واشنطن دعوتها القادة الاسرائيليين والفلسطينيين الى التحلي بروح المسؤولية، ملمحة الى انها قد تتخلى عنهم في نهاية المطاف. وعلق كيري "يستطيع المرء ان يسهل (الامور) (...) ولكن على الاطراف انفسهم ان يتخذوا قرارات حيوية بهدف التوصل الى تسوية". من جهتها، حذرت مصادر امنية اسرائيلية من اخفاق المفاوضات، معتبرة ان الخطر الذي ينطوي عليه هذا الفشل يتجاوز بكثير خطر الافراج عن مئات الاسرى الفلسطينيين مقابل تمديد المفاوضات حتى 2015. ونقلت صحيفة هايوم الاسرائيلية المجانية المؤيدة لنتنياهو عن مصدر امني قوله "في الكواليس، يقر جميع المسؤولين بانه في حال اخفقت المفاوضات فان التداعيات على امن اسرائيل ستكون اكبر بكثير من الثمن الذي ستدفعه اسرائيل لمواصلتها".