بدأت في الهند، اليوم الاثنين أضخم انتخابات عامة في العالم في ظل تنافس شديد بين حزب المؤتمر الحاكم و "القوميون الهندوس" المعارض الذي يتوقع أن يصبح الحزب الفائز في هذه الانتخابات من دون أن يتمكن من الحصول على أغلبية مطلقة. وتشهد الانتخابات إدلاء حوالي 814 مليون ناخب بأصواتهم في 930 ألف مركز انتخابي بكافة أرجاء البلاد، من خلال 9 مراحل آخرها 12 مايو المقبل، على أن تحتسب الأصوات في 16 من نفس الشهر "بحسب بي. بي. سي". وأفادت وسائل إعلام هندية عن انطلاق الانتخابات من ولايتين في شمال غرب البلاد وهما أسام وتريبورا. والهدف من هذه الانتخابات اختيار أعضاء البرلمان ال543. وتختلف هذه الانتخابات عن الانتخابات في العقدين الماضيين، والتركيز ينصب على قادة فرديين، في ظل الاستخدام الواسع لوسائل الإعلام الاجتماعية، ووجود عدد كبير جداً من الناخبين للمرة الأولى. وستفسح الانتخابات المجال أمام احتمال وصول أول رئيس وزراء ولد بعد الاسقلال بالهند. وشهد عدد الناخبين ارتفاعاً ملحوظاً، إذ كان يقدر بحوالي 173 مليون ناخب بانتخابات العام 1951 1952، ليبلغ الآن 814 مليوناً تقريباً. وتقام مراكز للاقتراع في حدائق الشاي وحقول الأرز مع تطلع الهند بشكل متزايد الى ان يتولى السلطة ائتلاف يقوده قوميون هندوس لانعاش اقتصاد البلاد المتعثر. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ناخبي الهند البالغ عددهم 815 مليون شخص سيلحقون هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده أسرتا نهرو وغاندي، بعد أن أدى أطول تباطؤ اقتصادي منذ الثمانينات إلى وقف التنمية وفرص العمل في بلد تقل أعمار نصف سكانه عن 25 عاما. وتنحى رئيس الوزراء مانموهان سينغ مسبقاً، ويرأس حزب المؤتمر الحاكم حالياً راحول غاندي، آخر أفراد أسرة نهرو-غاندي الهندية المؤثرة. أما حزب بهاراتيا جاناتا، فيرأسه الزعيم صاحب الكاريزما والمثير للجدل نارندرا مودي، والمتقدم في كل استطلاعات الرأي، وهو حاكم ولاية غوجارات التي شهدت اسوأ أعمال شغب ضد المسلمين في عام 2002. وتتطلب الانتخابات عملية أمنية ضخمة لا سيما في ولاية اسام التي سيبدأ فيها التصويت وهي معقل لأنصار حزب المؤتمر. ويستخدم ضباط الأمن أجهزة للكشف عن المعادن لتفتيش القطارات والركاب وأمتعتهم في مدينة جورهات حيث قال ديليب كومار تيواري المسؤول بشرطة السكك الحديدية في المدينة ان الأجهزة تحمل باليد ويستعان بها للكشف عمن وصفهم "بعناصر معادية للمجتمع". وفي أجراتالا عاصمة ولاية تريبورا في شمال شرقي الهند، تجرى عمليات التفتيش الأمني في الشوارع، حيث تفحص عربات الريكشو وسط تواجد مكثف لرجال الشرطة. ونشر زهاء 20 ألف شرطي بالمدينة بينهم 15 ألفا من شرطة الولاية والجنود. وفي الانتخابات الماضية، شهدت المنطقة الشمالية الشرقية للهند مقاطعات وتهديدات لمرشحي حركات مناهضة للحكومة بينها الجبهة المتحدة لتحرير أسام الانفصالية. وأظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة "سي.إس.دي.إس" الهندية العريقة أن من المتوقع حصول حزب بهاراتيا جاناتا وحلفائه على النصيب الأكبر من مقاعد البرلمان التي يبلغ عددها 543 مقعدا لكنهم لن يصلوا للنصاب اللازم الذي يؤهلهم لتشكيل أغلبية برلمانية. وكان حزب "بهراتيا جاناتا" الهندي اليميني المتطرف قد رفض سابقًا مشروع منح الطالبات المسلمات مساعدات مالية، الذي اقترحته حكومة حزب "سمجاواتي" بولاية "أوتربراديش"؛ حيث قام بالانسحاب من المجلس التشريعي اعتراضًا على المشروع. وسيواجه رئيس وزراء الهند المقبل مهمة صعبة لإنعاش اقتصاد يعاني من زيادة التضخم وعجز كبير في الموازنة. وتشمل التحديات أيضا تحديد دور الهند في منطقة متوترة بها نزاعات حدودية مع باكستان والصين.