فاز الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة بولاية رابعة لرئاسة الجزائر رغم متاعبه الصحية، وفقاً للنتائج الاولية والتي اعلنها وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري الطيب بلعيز مساء اليوم الجمعة، فيما رفض منافسه الأكبر علي بن فليس نتائج الانتخابات "جملة وتفصيلاً". وأعلن الوزير بلعيز في ندوة صحفية عقدها في العاصمة الجزائر للاعلان عن النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية والتي جرت امس، فوز بوتفليقة بحصوله على 8 مليون و332 الف و598 صوتاً وبنسبة 81.53 في المائة، فيما حصل علي بن فليس على مليون و244 ألف و918 صوتاً وبنسبة 12.18 في المائة، أما عبدالعزيز بلعيد فقد حصل على نسبة 3.36 في المائة. واوضح ان المرشحة لويزة حنون والتي تعد اول امراة عربية ترشح نفسها للانتخابات في العالم العربي، حصلت على 140.253 صوت وبنسبة 1.37 في المائة، فيما حصل فوزي رباعين حصل على 101.46 صوت بنسبة 0.99 في المائة، وأخيراً موسى تواتي الذي حصل على 57.590 صوتاً بنسبة 0.56 في المائة. وأوضح بلعيز أن هذه النتائج أولية، فيما النتائج النهائية سيتم إعلانها من قبل المجلس الدستوري باعتباره الهيئة المخولة بذلك. وكان بلعيز قد أعلن مساء أمس الخميس أن نسبة المشاركة النهائية في الانتخابات الرئاسية بلغت 51.70 في المائة على مستوى 48 ولاية.. متراجعة مقارنة مع آخر انتخابات رئاسية حصلت في 2009م وبلغت 74,11 في المائة. وجرت عملية الاقتراع الخاصة بالانتخابات الرئاسية التي انتهت مساء أمس، في ظروف وصفتها السلطات الجزائرية ب "الطبيعية" .. كما جرى الاقتراع في أجواء طبعها التنظيم المحكم والإمكانيات المادية والبشرية التي تم توفيرها من أجل تمكين اللجان الانتخابية من تسهيل عملية الاقتراع للناخبين الجزائريين في أجواء مناسبة . وفور إغلاق مكاتب الاقتراع، انطلقت عملية الفرز عبر كافة مراكز الاقتراع الموجودة عبر الولايات. وكانت مكاتب الاقتراع قد شهدت خلال الساعات الأولى من فتحها، قيام المرشحين الستة لمنصب رئيس الجمهورية بالتصويت في مراكزهم الانتخابية . وأجمع أغلبية الناخبين على أنهم أدوا واجبهم الانتخابي لقطع الطريق أمام "أولائك الذين يدعون إلى الفوضى". وأكد بعض الناخبين أن هذه الانتخابات تعد مناسبة "لتكريس مبدأ الديمقراطية" وأن مشاركتهم في عملية الاقتراع ما هي إلا من أجل الجزائر .. متمنين في نفس الوقت من الرئيس الذي سيحظى بأغلبية أصوات الشعب، أن يساهم في مواصلة بناء جزائر لينعم فيها كل أبناءها بالرفاهية والكرامة. من جهتها سجلت اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية 19 بلاغاً خلال عملية الاقتراع. وذكر رئيس اللجنة فاتح بوطبيق خلال مؤتمر صحفي أن "كل الإجراءات اتخذت لمعالجتها".. مشيراً الى أنها تتعلق "بأحداث تتعلق بالجانب التنظيمي وبعدم احترام الإطار القانوني للانتخاب". ووصف بوطبيق سير عملية الانتخاب ب "المقبول".. كما سجلت اللجنة طعونا من 7 ولايات. واعترف المنافس الأكبر لبوتفليقة علي بن فليس ضمنياً بالهزيمة، لكنه أكد انه "لن يقبل أبدا بهذه النتائج" .. مندداً بما اسماه "التزوير" الذي "أخمد مرة أخرى صوت التعبير الحر والخيار السيد للشعب الجزائري". ورفض بن فليس مساء أمس بالجزائر العاصمة، نتائج الانتخابات "جملة وتفصيلاً" .. مؤكداً أنه لن يقبلها "بأي شكل وتحت أي ظرف". وأفاد بن فليس في تصريح للصحفيين بمقر مركزه الانتخابي "أحيط كل المواطنين والمواطنات أنني لن أقبل بأي شكل وتحت أي ظرف بهذه النتائج التي أرفضها جملة وتفصيلاً". وأضاف إنه "يندد بكل قوة اللجوء إلى التزوير الشامل الذي أخمد صوت التعبير الحر والخيار السيد للشعب".. مؤكداً بأنه "سيعارض بكل قوة هذا التعدي الانتخابي" ، وذلك "باستعمال كل الوسائل السياسية السلمية والطرق الشرعية ليعلو الخيار السيد للشعب" حسب قوله. واتهم انصار بوتفليقة بن فليس بانه سيحدث الفوضى في الشارع في حالة عدم فوزه في الانتخابات، كما اتهموه ب "الارهاب". وكانت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم قد توقعت فوز عبدالعزيز بوتفليقة بالانتخابات الرئاسية 2014م، وذلك حسبما جاءت به النتائج الأولية للاقتراع .. مؤكدة أن الجزائريين "صوتوا لصالح الأمن والاستقرار". واختلفت الأخبار صباح اليوم فى العديد من الجرائد والصحف الصادرة والالكترونية على شبكة الانترنت حول نتائج الانتخابات. وركزت أغلب الصحف الجزائرية الصادرة اليوم على ظهور الرئيس المنتهية ولايته وهو يدلي بصوته على كرسي متحرك في انتخابات رئاسية "لم تكن تحمل أي رهانات". واستبق بعض أنصار بوتفليقة إعلان النتائج الرسمية والنهائية لانتخابات الرئاسة الجزائرية بإقامة الأفراح، وإطلاق الفرق الفولكلورية للأغاني الشعبية واطلاق الرصاص ابتهاجاً. وكانت أحزاب سياسية جزائرية قاطعت إنتخابات الرئاسة، قد شككت في الأرقام التي أعلنها وزير الداخلية .. مؤكدة أنها لم تتجاوز 30 في المائة. من جهته أكد الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج أن الجبهة غير معنية بالانتخابات برمّتها وأن طرحها السّياسي لجهة المرحلة الانتقالية ما زال قائماً. وشكك بلحاج في تصريحات له اليوم في نسبة المشاركة المعلن عنها، قائلاً ان "نسبة المشاركة المعلن عنها، لا تمتّ إلى الواقع بصلة وإنّما نفخ فيها شيطان التزوير". وتنافس في الانتخابات بالاضافة الى بوتفليقة وخصمه الأول علي بن فليس، رئيسة حزب العمال التروتسكي لويزة حنون ورئيس حزب جبهة المستقبل عبدالعزيز بلعيد ورئيس حزب /عهد 54/ علي فوزي رباعين ورئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي. ونتيجة للتوتر الذي سبق عملية الاقتراع، جندت الحكومة الجزائرية أكثر من 260 ألف شرطي لحماية نحو 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للادلاء باصواتهم في 50 ألف مكتب تصويت. وشابت الانتخابات أمس العديد من الحوادث المتفرقة، واندلعت مشادات بين مقاطعتي البويرة وقوات الدرك جنوب شرق الجزائر، ما أسفر عن إصابة 70 شخصاً منهم 47 شرطياً. وأكد رؤساء بعثات المراقبين الدوليين لكل من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي أمس بالجزائر العاصمة أن عملية الاقتراع لرئاسيات 2014م جرت حسب "المعايير المعمول بها دولياً". وذكر رئيس وفد منظمة التعاون الإسلامي حبيب كعباشي لواج أن وفد ملاحظي المنظمة المتكون من 18 عضوا تنقل عبر مراكز الاقتراع بكل من ولاية الجزائروالولايات المجاورة وتأكد من أن عملية الاقتراع جرت في ظروف "شفافة" حسب المعايير المعمول بها دوليا. من جهته هنأ ممثل ملاحظي الاتحاد الإفريقي ديالو فاليلو الجزائر على "السير الحسن" و"التنظيم الجيد" للانتخابات الرئاسية. يذكر أن جامعة الدول العربية شاركت في مراقبة الإنتخابات في عدد من الدول العربية منها الجزائر وموريتانيا والسودان والعراق وذلك ضمن بعثات المراقبين الدوليين بما يعكس الثقة فى منظومة العمل العربي المشترك. وهنأت الحكومة الاسبانية اليوم الجزائر على سير الانتخابات الرئاسية في كنف "الهدوء والشفافية والتعددية". وأكدت في بيان لها عزمها مواصلة تعميق علاقاتها مع الجزائر التي تعتبر"شريكاً موثوقاً ومرجعاً هاماً" للاستقرار في منطقة إستراتيجية بالنسبة لأسبانيا. إلى ذلك سجلت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية التي شاركت في متابعة الانتخابات الرئاسية اليوم "انطباعها الجيد" لمختلف مراحل عملية الاقتراع التي جرت "بانسيابية" والظروف التي هيئت من أجل سيرها الحسن مهنئة الشعب الجزائري لقيامه بممارسة الديمقراطية. وذكرت الشبكة وهي منظمة غير حكومية نرويجية أنها "سوف تصدر تقريرها النهائي الذي ستتناوله في جلسة نقاش بمقر الإتحاد الأوروبي وجلسة أخرى في مجلس حقوق الإنسان". وشهدت الجزائر منذ استقلالها في العام 1962م، تولي 7 رؤساء، لم يغادر احداً منهم منصبه بالإنتخاب، سوى بالوفاة أو الإغتيال أو الإنقلاب أو الإستقالة.