أعلن علماء امريكيون ان مستويات اكسيد ثاني أكسيد الكربون المنتشرة في الغلاف الجوي للارض، وصلت إلى أعلى مستوياتها في ما يقرب من مليون سنة لتصل إلى أكثر من 400 جزء في المليون في ابريل الماضي. ونقل عن علماء في معهد /سكريبس/ لعلوم المحيطات في سان دييجو بولاية كاليفورنيا الامريكية قولهم في تقارير نشرت اليوم الجمعة، إن متوسط معدل ثاني أكسيد الكربون بلغ في شهر ابريل الماضي 401.33 جزءً في المليون. وأوضحوا ان هذا الارتفاع يأتي مع بقاء النسبة في كل يوم من أيام هذا الشهر فوق 400 جزء في المليون، وهو ما يمثل رقماً قياسياً خطيراً . ووفقاً للعالم رالف كيلنج والذي طور والده الراحل ديفيد كيلنج ما يطلق عليه /منحنى كيلنج/ الذي يقيس مستويات ثاني اكسيد الكربون في أنحاء العالم، فان التحليلات التاريخية تشير الى "أننا نعيش في زمن لم تعش البشرية مثيلاً له من قبل". ويوضح رالف كيلنج بانه "يتعين عليك العودة إلى الوراء حوالي 4 ملايين سنة أو عدة ملايين من السنين، لكي تجد مستويات ربما تكون عالية بهذا القدر وكان هذا حقاً في بداية تطور الكائنات الشبيهة بالانسان". ويضيف قائلاً "وبالتالي فإن البشر لم يشهدوا نسباً عالية في الغلاف الجوي على هذا النحو من قبل". وكان كيلنج الأب قد بدأ في جمع بيانات حول مستويات ونسب ثاني أكسيد الكربون منذ عام 1958م في مرصد /مونا لوا/ في هاواي، لتضاف إلى قراءات مأخوذة من العينات الجليدية، لتظهر لمحة عن الماضي قبل عدة ملايين من السنين . ويسعى العلماء لقياس تأثير تغير المناخ على البشرية في العقود المقبلة بما في ذلك الآثار المتعلقة بمستويات ثاني اكسيد الكربون التي ترتفع نتيجة لحرق الوقود الأحفوري منذ بداية الثورة الصناعية. ويرى العلماء ان ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، يمكن ان يترتب على آثار بعيدة المدى على الإنسانية، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ما يتسبب في ارتفاع مناسيب البحار، فضلاً عن الآثار الخطيرة على مصادر الغذاء. ويتوقعون ان يقلل ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الجودة الغذائية للبعض من أهم المحاصيل في العالم .