أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الليلة الماضية أن موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي استقال على أن يغادر منصبه فعليا في نهاية مايو الجاري. وارتبط اسم الأخضر الإبراهيمي في الفترة الأخيرة بالأزمة السورية، خاصة بعد أن أصبح موفد الجامعة العربية والأممالمتحدة إلى سوريا، في محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية التي راح ضحيتها نحو 150 ألف شخص. وحاول الإبراهيمي عبر مفاوضات شاقة أن يجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة السورية في مؤتمرين اثنين عرفا باسم جنيف1، وجنيف2. وكان الإبراهيمي قد تعرض لانتقادات من وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الذي اعتبر أن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي "تجاوز مهمته" بالحديث عن الانتخابات الرئاسية السورية. وكان الإبراهيمي حذر في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك في وقت سابق، من إجراء انتخابات رئاسية في سوريا، مؤكدا أن حصولها سينسف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد لثلاث سنوات من النزاع. كما اتهم دمشق باللجوء إلى "مناورات تسويفية" لتعطيل المحادثات. وفي وقت لاحق أشار الإبراهيمي إلى أنه أحاط أعضاء مجلس الأمن الدولي علما بخطة من أربع نقاط طرحتها إيران أثناء زيارته إلى طهران في شهر مارس الماضي. وحدد النقاط الأربع بقوله إنها تتضمن "وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومراجعة الدستور السوري، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية". ووصف الدبلوماسي المقترحات الإيرانية بالممتعة، مضيفا أنه قد تتم دراستها. وفيما يلي نبذه عن الأخضر الإبراهيمي: ولد الأخضر الإبراهيمي في الاول من شهر يناير 1934م في بلدة عزيزة بجنوبالجزائر, ودرس القانون والعلوم السياسية في الجزائر وفرنسا. وهو سياسي ودبلوماسي جزائري تقلد العديد من المناصب في بلاده وفي الأممالمتحدة. وعمل وزيرا للخارجية الجزائرية بين عامي 1991-1993، كما عين مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستانوالعراق. ويتمتع الإبراهيمي بتاريخ سياسي حافل حيث عين في 2004 مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في العراق للمساعدة في تشكيل حكومة انتقالية تمهيدا لإقامة انتخابات تشريعية في البلاد. 2001-2004: ترأس بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان حيث أوكلت له مهمة الإشراف على أنشطة الأممالمتحدة المتعلقة بالسياسة وحقوق الإنسان والإغاثة وإعادة البناء. 1994-1996: عمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان ممثلا خاصا للأمم المتحدة في هايتي. 1993-1994 :عين ممثلا خاصا للأمم المتحدة في جنوب أفريقيا، حيث ترأس بعثة المراقبين الدوليين إلى حين انتخاب نلسون مانديلا رئيسا للبلاد. 1991-1993: عمل وزيرا لخارجية الجزائر. كما مثل الاخضر الابراهيمي الاممالمتحدة في الكونغو الديمقراطية واليمن وليبريا ونيجيريا والسودان. وفي عام 1989عين الإبراهيمي مبعوثا خاصا للجنة الثلاثية للجامعة العربية في لبنان، حيث ساهم بشكل فعال في التوصل إلى اتفاق الطائف الذي أنهى أكثر من 17 عاما من الحرب الأهلية في لبنان. 1984-1991: عين الابراهيمي أمينا عاما مساعدا في جامعة الدول العربية. 1982-1984: عمل الابراهيمي مستشارا دبلوماسيا للرئيس الجزائري في مصر والسودان. 1971-1979: عين الابراهيمي سفيرا للجزائر في المملكة المتحدة. 1963-1970: عمل الابراهيمي ممثلا دائما للجزائر لدى جامعة الدول العربية بالقاهرة. 1954-1961:عين الابراهيمي ممثلا لجبهة التحرير الوطني في جنوب شرق آسيا، في العاصمة الإندونيسية جاكرتا. وإلى جانب مهامه الدبلوماسية، كلف الأخضر الإبراهيمي بمهام خاصة في الأممالمتحدة. ففي عام 2000 أعد تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة عرف ب"تقرير الإبراهيمي" حول عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام في العالم. وكشف التقرير فشل الأممالمتحدة السياسي والإداري والمالي في إدارة الأزمات. والإبراهيمي عضو في "مجموعة حكماء العالم"، وهي مجموعة مكونة من أبرز الزعماء في العالم أنشئت للمساعدة في إيجاد حلول سلمية للأزمات حول العالم. وحصل عام 2010 على جائزة الحكام الخاصة لتفادي النزاعات من طرف مؤسسة شيراك التي أسسها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لنشر السلم العالمي. درس الابراهيمي القانون والعلوم السياسية في الجزائر وفرنسا، ويتحدث العربية والانجليزية والفرنسية بطلاقة ومتزوج وله ثلاثة ابناء.