نيويورك: ناقش الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجهود من اجل انهاء النزاع في سوريا مع القوى الكبرى الخميس وسط تزايد المؤشرات الى امكانية استقالة موفد الجامعة العربية والمنظمة الدولية الاخضر الابراهيمي. واكد دبلوماسيون والناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي الاجتماع لكنهم رفضوا القول ما اذا كان الابراهيمي ابلغ الاممالمتحدة والجامعة العربية بعزمه على الاستقالة. وقال دبلوماسي في الاممالمتحدة ان "القرار اتخذ لكن لا نعرف متى سيصبح رسميا". وقال احد كبار مساعدي وزير الخارجية الجزائري الاسبق البالغ من العمر 79 عاما انه لن يصدر اي اعلان عن استقالة قبل منتصف ايار/مايو. واكد دبلوماسيون ان الابراهيمي مصمم على مغادرة منصبه. وقال دبلوماسيون ان بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) دعوا الابراهيمي الى مواصلة المهمة التي بدأها في آب/اغسطس الماضي بعد استقالة الموفد السابق كوفي انان. ويريد الابراهيمي الاستقالة وسط تزاد مشاعر الاحباط من جهود الاسرة الدولية لانهاء النزاع المستمر منذ سنتين وتقول الاممالمتحدة انه اودى بحياة اكثر من سبعين الف شخص. وقال دبلوماسي من كبار مساعدي الابراهيمي في القاهرة طالبا عدم كشف هويته بسبب حساسية المسألة، لوكالة فرانس برس في القاهرة ان "الناس يقولون نريد حلا سياسيا لكن لا احد يقوم بخطوات جادة في هذا الاتجاه". وواجه الابراهيمي انتقادات من المعارضة السورية بينما اكدت السلطات السورية انها لن تتعامل معه الا بصفته موفدا للامم المتحدة فقط. وقال دبلوماسيون ان قرار الجامعة العربية الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الشرعي لسوريا كان القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للابراهيمي. واكد مساعد الابراهيمي انه "لم يستقل لكنه قال انه يفكر في الاستقالة كل يوم، لم يستقل وما زال يقوم بمهامه كموفد للجامعة العربية والاممالمتحدة". واضاف ان الابراهيمي "حتى الان يفكر في الاستقالة" الا انه لا يعتزم اتخاذ قرار قبل عودته الى مقره في القاهرة في منتصف ايار (مايو) الجاري. من جهة اخرى، صرح نسيركي ان بان وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اجروا مناقشات غير رسمية حول سوريا. وقال "ناقشوا تحركات دبلوماسية ممكنة لانهاء الازمة وقدم (بان) لهم تقريرا عن التطورات الاخيرة المتعلقة ببعثة التحقيق في الاسلحة الكيميائية". واضاف ان المجتمعين "ناقشوا ايضا تدهور الوضع الانساني داخل سوريا". واكد السفير البريطاني في الاممالمتحدة مارك لايل غرانت للصحافيين ان الاجتماع تناول مسألة استقالة الموفد الدولي، لكنه اكد انه "لم يكن حول الابراهيمي فقط". وذكر دبلوماسيون ان الابراهيمي يمكن ان يحتفظ بدوره كمستشار للامين العام للامم المتحدة بشأن سوريا او الشرق الاوسط. وقال دبلوماسي في الاممالمتحدة "سيتسقيل وسيبقى مستشارا خاصا حول الشرق الاوسط". واكد دبلوماسي آخر في الاممالمتحدة ان "بان كي مون لن يستعجل تعيين موفد ثالث". واضاف "كان لدينا انان وكان لدينا الابراهيمي وهل هناك شخص يمكنه ان يعمل افضل منهما؟". والابراهيمي وزير خارجية جزائري سابق وكان موفدا للامم المتحدة في افغانستانوالعراق. وقد عايش حربا اهلية في بلاده وفي العراق وهي تجارب استند الى خبرته بها في تعامله مع النزاع في سوريا. وادت الحرب الدائرة في سوريا الى سقوط 70 الف قتيل بحسب الاممالمتحدة منذ بداية الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد في 15 اذار (مارس) 2011.