اتفق زعماء الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا الجمعة على أن روسيا تواجه خطر فرض الغرب عقوبات جديدة عليها إذا لم تنزع فتيل التوترات على الحدود الأوكرانية، فيما قدمت روسيا اعتراضا لدى منظمة التجارة العالمية على العقوبات الأمريكية المفروضة ضدها. وذكر البيت الأبيض إنه مع تفجر التوترات من جديد في المنطقة تحدث الرئيس باراك أوباما بشكل منفصل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وأضاف البيت الأبيض في بيان "إنهم إتفقوا على أنه إذا تقاعست موسكو عن إتخاذ خطوات فورية وملموسة لانهاء توتر الوضع في شرق أوكرانيا فإن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سينسقان خطوت إضافية لفرض عقوبات على روسيا وفي هذا الإطار قال رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف إن روسيا قدمت اعتراضا لدى منظمة التجارة العالمية على العقوبات الأمريكية المفروضة ضدها. وقال مدفيديف في كلمة له أمام منتدى القانون الدولي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية الجمعة، أن الأمر لن يكون سهلا فيما يتعلق بالدعوى ضد الولاياتالمتحدة، وأن العقوبات ضد روسيا كانت أحادية الجانب ولا تستند إلى أي قانون أو عرف عام. وجاء الاعتراض على خلفية تأثير العقوبات السلبي على التجارة الخارجية الروسية. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سبق أن فرضا عقوبات ضد روسيا على خلفية انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا، ونشرت واشنطن وبروكسل حينها قوائم بأسماء شخصيات فرضت بحقهم عقوبات بينها تجميد أصولهم ومنع دخولهم أراضي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، كما هددت مجموعة السبع الكبار روسيا بفرض عقوبات على عدد من القطاعات الاقتصادية في حال تصعيد الوضع في أوكرانيا. من جانب آخر أعلنت موسكو أنها تنتظر من كييف توضيحا واعتذارا حول قصف قوات أوكرانية أراض روسية قرب مدينة نوفوشاختينسك جنوب البلاد. وتساءل المكتب الصحفي للرئيس الروسي الجمعة إن كان تصريح الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو حول الوقف المؤقت لإطلاق النار جنوب شرق البلاد قد "تم إطلاقه بالمصادفة أم عن وعي على خلفية قصف الأراضي الروسية في المنطقة الحدودية دولجانسكي، والذي أسفر عن هدم المبنى، والأهم من ذلك، عن إصابة موظف جمارك روسي". وأكد المكتب أن "الجانب الروسي ينتظر توضيحا واعتذارا بهذا الصدد". وفي السياق نفسه أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعول على أن تتجسد تعهدات الرئيس الأوكراني الجديد بيوتر بوروشينكو بوقف العملية التنكيلية في شرق البلاد في غضون الأسبوع الجاري. وقال مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف "موسكو تعول على أن تتجسد تعهدات الرئيس الأوكراني الجديد بيوتر بوروشينكو بوقف العملية التنكيلية في شرق البلاد في غضون الأسبوع الجاري، تتجسد في اعمال محددة". وفي مقابلة متلفزة أشار دولغوف إلى أن الحديث في الظروف الراهنة بالمنطقة لا يمكن ان يدور عن تحسين الوضع الإنساني هناك...فالاوامر تعطى من كييف بقصف ادارة المنطقة من الجو.. وهذا يعني ان لهم اهدافا ما في ذلك. وأعلن الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، الجمعة بدء الالتزام بوقف لإطلاق النار من جانب واحد مع المسلحين المؤيدين لروسيا. ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من إجرائه مكالمة تلفونية ثانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان بوروشينكو قد طرح خطة من 14 بندا لإرساء السلام في بلده. وأوردت وسائل الإعلام في أوكرانيا تفاصيل خطة السلام. وتشمل الخطة تعهدات بإلغاء مركزية السلطة، وتدعو إلى نزع السلاح فورا في شرق أوكرانيا حيث تخوض قوات الحكومة مواجهات ضد انفصاليين موالين لروسيا. وتقترح الخطة خلق منطقة عازلة بطول 10 كيلومترات على الحدود الروسية الأوكرانية وإجراء انتخابات برلمانية ومحلية مبكرة. وجاء ذلك في حين استمر القتال العنيف بين الجيش الأوكراني والمسلحين الموالين لروسيا في دونيتسك شرقي البلاد. وقتل 12 جنديا وجرح 25 في أحداث عنف بالقرب من بلدة كراسني ليمان مساء الخميس، حسب التقارير المستندة إلى بيانات مسؤولين عسكريين. وزعمت القوات الحكومية أن 300 انفصالي قتلوا في القتال الدائر في المنطقة، بينما التزم الطرفان بهدنة جزئية في لوهانسك، حيث تبادل الطرفان جثامين الضحايا.