شدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جديد على أن عملية السلام في الشرق الأوسط لم تمت وذلك بالرغم من أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فشلت في نهاية أبريل الماضي بعد تسعة أشهر من الحوار غير المثمر بين الجانبين برعاية أمريكية. وقدم الوسيط الأمريكي مارتن أنديك استقالته من منصبه يوم الجمعة في مؤشر آخر على انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط. واستقال انديك من منصبه بعد اقل من سنة من تكليفه من جانب وزير الخارجية ليلعب دورا في الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية من اجل التوصل إلى اتفاق للسلام. ويعود أنديك إلى الوظيفة التي كان يشغلها سابقا في معهد بروكينغز للدراسات. واشاد كيري ب "عمله بلا كلل من أجل تشجيع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين" و"دوره الحيوي" في عملية السلام. وقال كيري في بيان ان انديك "سيواصل العمل من أجل السلام، والولاياتالمتحدة، كما سبق ان قلنا مرارا، ما زالت ملتزمة بالعمل ليس من أجل قضية السلام فحسب وانما ايضا من أجل استئناف عملية (الحوار) عندما تجد الأطراف طريق العودة الى المفاوضات الجادة". انديك، الذي ولد في بريطانيا ونشأ في استراليا، عمل سابقا مع اللوبي الاسرائيلي الرئيسي في واشنطن، لجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية (ايباك)، وحصل على الجنسية الأميركية عام 1993 عندما انضم آنذاك الى ادارة الرئيس بيل كلينتون. عمل انديك مرتين سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل من 1995 الى 1997 ومن 2000 الى 2001 وقام بدور كبير في جهود كلينتون من أجل السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك خلال قمة كامب ديفيد بين رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ايهود باراك والزعيم الراحل ياسر عرفات. وفي أول تصريح علني له عن المفاوضات قال انديك في مايو الماضي ان الجانبين لا يملكان الجرأة لتقديم التنازلات الضرورية وشدد على أن بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة يمثل عائقا رئيسيا أمام المحادثات. ومن جهتها اشادت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني بالتزام مبعوث الولاياتالمتحدة إلى الشرق الأوسط المستقيل مارتن انديك بعملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت ليفني في حوار لصحيفة هآرتس الاسرائيلية الأحد إن انديك "ملتزم شخصيا بعملية السلام ولديه فهم عميق للقضايا وأهمية التوصل إلى اتفاق من أجل مستقبل اسرائيل". وحاول جون كيري احياء عملية السلام في الشرق الأوسط في يوليو الماضي، عندما اقنع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة الى طاولة المفاوضات. لكن إسرائيل اعلنت وبصورة مفاجئة بعدها في أبريل عن خطة لبناء 700 وحدة استيطانية، ورفضت اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى الفلسطينيين بعدما اطلقت سراح عدد منهم في وقت سابق. وفي المقابل، تقدم محمود عباس بطلب عضوية لفلسطين في 15 اتفاقية وميثاق للأمم المتحدة. وعبرت اسرائيل عن غضبها بعدما نُقل عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه - يعتقد ان يكون مارتن انديك - خلال حديث لصحيفة يديعوت أحرانوت الاسرائيلة، لومه اسرائيل على انهيار المحادثات وقوله إن نتنياهو "لم يتحرك قيد أنمله". وردت إسرائيل بحدة على تصريحات المبعوث الأمريكي عن فشل عملية السلام بعد أن حمل البناء الاستيطاني الإسرائيلي جانبا من المسؤولية عن انهيار محادثات السلام مع الفلسطينيين وقالت إن المبعوث نفسه لم يفعل شيئا لإنقاذ المفاوضات. وأشار الرد الإسرائيلي الحاد إلى استمرار التوترات العميقة بين إسرائيل وواشنطن بسبب المحادثات التي تقودها الولاياتالمتحدة وانهارت في شهر ابريل الماضي وسط اتهامات متبادلة.