صعد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على قطاع غزةوالضفة الغربية ومدنية القدس منتهجا سياسة عقابية جماعية على الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة الأمر الذي ينذر بعواقب وتداعيات خطيرة على أمن المنطقة. في اليوم الثالث للعدوان المتواصل على القطاع، استشهد منذ فجر اليوم الخميس، 28 مواطنا فلسطينيا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وأصيب العشرات بجروح، في استهداف متعمد لمنازل المواطنين الآمنين المأهولة، وقصف مركبات مدنية تسير في الشوارع. وأفادت مصادر محلية فلسطينية في غزة، صباح اليوم الخميس، أن ثلاثة مواطنين استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت مركبة مدنية في شارع النفق شمال مدينة غزة، من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية، ونقل الشهداء الثلاثة إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ يوم الثلاثاء الماضي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ صباح اليوم الخميس يوليو الجاري لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي في مقر الأممالمتحدة بنيويورك "التقيت رئيس مجلس الأمن وطلبت إجراء اجتماع طارئ لمجلس الأمن"، مضيفا انه ينوي تقديم تقريره حول الوضع في هذه المنطقة. وعبر عن قلقه من "موجة العنف الجديدة التي تجتاح غزة وجنوب إسرائيل والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية". ودعا في الوقت ذاته الطرفين إلى ضبط النفس لأقصى حد ممكن واحترام الالتزامات الدولية لحماية المدنيين". وأضاف أنه يدين ازدياد عدد القتلى بين المدنيين في غزة. كما دعا بان كي مون زعماء المنطقة إلى أن يلعبوا دورهم في تسوية الوضع والمساعدة في إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تنفيذ اتفاقية الهدنة التي تم التوصل إليه في نوفمبر عام 2012. وقالت مصادر فلسطينية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قصفت أكثر من 120 منزلا منذ يوم الثلاثاء. وتعرضت عدة مبان حكومية في غزة للقصف أيضا. وبدأ تصاعد أعمال العنف قبل ثلاثة أسابيع بعد اختطاف ثلاثة يهود في الضفة الغربية. وقتل الثلاثة وعثر على جثثهم الأسبوع الماضي. واختطف بعد ذلك فتى فلسطيني وقتل في القدس. وقالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنها قصفت 750 هدفا في غزة بما في ذلك منصات لإطلاق الصواريخ ومنازل لكبار قادة حماس وحركة الجهاد الإسلامي. ووصفت تلك الأهداف بأنها مراكز للقيادة. وقال مسؤولون طبيون إن إسرائيل استهدفت سيارة تحمل علامات موقع إلكتروني في غزة في هجوم يوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل السائق. وأضافوا أن ستة أشخاص لاقوا حتفهم في قصف لمقهى في خان يونس وأن رجلا (37 عاما) قتل في وسط غزة وكثف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الأربعاء، اتصالاته على الصعيد الدولي، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن الرئيس عباس أجرى، مساء أمس، اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وذلك استمرارا للجهود المكثفة التي يبذلها للوصول إلى وقف لإطلاق النار بشكل فوري وسريع، لوقف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لهجمات خطيرة. وأضاف أن الرئيس عباس أجرى أيضا اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أطلعه خلاله على آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة، الذي أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين وإصابة المئات بجروح. وأوضحت أن هذا الاتصال يأتي استمرارا للجهود المكثفة التي يبذلها للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الرئيس عباس أجرى كذلك اتصالا مماثلا مع وزير خارجية النرويج، بورغ بريندة. وكان الرئيس عباس قد أجرى في وقت سابق أمس اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة، كما استقبل مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وحتى يوم أمس خلفت العملية العسكرية الإسرائيلية "الجرف الصامد"، التي تستهدف قطاع غزة منذ ليلة الاثنين، استشهاد 52 فلسطينيا على الأقل، وإصابة 460 آخرين بجروح، عدد كبير منهم من الأطفال والنساء. وكانت جامعة العربية طالبت أمس الاربعاء مجلس الامن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة محذرة ان التلكؤ في وقف هذا العدوان ينذر بأفدح العواقب والتداعيات على امن المنطقة برمتها وعلى السلم والامن الدولي. وقالت الجامعة في بيان اصدره امينها العام نبيل العربي أمس الأربعاء إن هذا التصعيد الخطير للأوضاع إنما جاء نتيجة لسياسة العقاب الجماعي الإسرائيلي التي تنتهك جميع المواثيق الدولية والقانون الإنساني الدولي مطالبا بتدخل دولي سريع وحاسم لوقف هذا العدوان. وطالب البيان مجلس الأمن الدولي باعتباره الجهاز المعني بالمحافظة على السلم والأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته وفقاً لميثاق الأممالمتحدة في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وذلك عبر التحرك السريع واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الالتزام بالوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين ودعم الجهود المبذولة لفرض الالتزام ببنود اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني 2012. كما طالب البيان الولاياتالمتحدةالامريكية بإلزام إسرائيل باحترام تعهداتها السابقة مع الجانب الفلسطيني وعلى خلق الشروط التي تسمح بإطلاق مسار تفاوضي جاد ذي مغزى يؤدى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إطار زمني محدد ووفقاً للمرجعيات المتفق عليها، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو1967. من إعاقة لحرية تنقل الفلسطينيين وحركتهم وإعاقة حقهم بالعمل وبالصحة وبالتعليم وبمستوى حياة كريمة لا يتطابق مع التزامات قانونية دولية عديدة مفروضة على إسرائيل.