بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة عاجلة إلى أفغانستان في مسعى للتوسط في الأزمة السياسية الناجمة عن الخلاف بين مرشحي الرئاسة عبدالله عبدالله واشرف غني حول نتائج الانتخابات الأفغانية. وصرح كيري لدى وصول إلى العاصمة الافغانية كابول اليوم الجمعة أنه يأمل في إمكان إيجاد حل نتائج الانتخابات المتنازع عليها لكنه حذر قائلا "ليس بوسعنا القول في هذه النقطة إنه (الحل) سيتحقق بصورة تلقائية." وقال كيري "نحن في لحظة عصيبة للغاية بالنسبة لأفغانستان. شرعية الانتخابات على المحك والاحتمالات المستقبلية للانتقال على المحك لذا فإن أمامنا الكثير الذي يجب ان نفعله." وأضاف كيري "أملنا أن نجد سبيلا يعطينا القدرة على الرد على الاسئلة وعلى تبديد شكوك الناس ونتعشم ان يحدد لنا المستقبل. والتقى كيري بعد ساعات من وصوله الى العاصمة الافغانية المرشح الرئاسي أشرف غني الذي يتهمه خصمه في الانتخابات الرئاسية عبدالله عبدالله بالتزوير وقد عبر غني عن تأييده لاجراء اوسع تحقيق ممكن حول هذه الشكوك. وقال غني بعد لقائه كيري في السفارة الاميركية في كابول "نحن نؤمن باوسع تحقيق ممكن من اجل اعادة الثقة" في الانتخابات. وبذلك بدا غني وكأنه يتقدم خطوة نحو تسوية ممكنة مع خصمه حول تدقيق في الاصوات التي يشتبه بانها تنطوي على تزوير. ويتهم عبد الله غني الذي تشير النتائج الاولية الى فوزه ب56,4% من الاصوات، بانه استفاد من عمليات تزوير مكثفة. واعلن عبد الله فوزه في الانتخابات، بعدما كان متقدما بفارق كبير في الدورة الاولى في 5 ابريل الماضي ما جعل منه الاوفر حظا للوصول الى الرئاسة، وهو يطالب بتحقيق معمق في الشبهات بحصول عمليات تزوير من اجل "الفصل بين الاصوات النزيهة والاصوات المزورة". وتم التدقيق حتى الان في نتائج 1930 مركز تصويت من اصل 23 الف مكتب بالاجمال. وطالب عبد الله ان تشمل عمليات التدقيق 11 الف مكتب فيما وافق خصمه على 7100 مكتب فقط. كما اكد غني أيضا اليوم الجمعة ان معسكره يتعهد بتشكيل "حكومة منفتحة، حكومة يمكن ان تمثل جميع الافغان وتخدم كل مواطن افغاني كما يستحق بموجب احكام الدستور". وسيواصل كيري في وقت لاحق من اليوم الجمعة يومه الماراتوني بلقاء مع عبد الله في السفارة الاميركية ايضا، قبل ان يختتم زيارته بعشاء في القصر الرئاسي مع حميد كرزاي. وكان عبدالله، الذي فاز في الجولة الاولى، قد رفض نتيجة الانتخابات في الجولة الثانية معتبرا اياها "انقلابا على ارادة الشعب." وكان كيري قد حذر المرشحين من مخاطر محاولة الامساك بالسلطة، وذلك عقب ورود تقارير تفيد بأن عبدالله ينوي تشكيل "حكومة موازية،" وقال إن افغانستان تخاطر بخسارة الدعم الامني والمالي الامريكي في حال حاول اي من المرشحين "الامساك بالسلطة بطرق غير قانونية." وكانت النتائج الأولية للجولة الثانية للسباق الرئاسي، والذي شهد اقبالا كبيرا من قبل الناخبين، قد اظهرت تقدم غني الخبير السابق في البنك الدولي على عبدالله وزير الخارجية السابق. ويري بعض المراقبين أن تلك المؤشرات، والتي جاءت عكس نتائج الجولة الأولى، تظهر وقوع عمليات تزوير على نطاق واسع. وقد هدد بعض من انصار عبد الله باللجوء إلى العنف بينما اعلن فريق آخر عن استعدادهم لتشكيل حكومة موازية في حال ما خرجت النتائج الرسمية لتظهر خسارة وزير الخارجية السابق. وهدد وزير الخارجية الامريكي بوقف المعونات المالية والدعم الأمني للبلاد في حال ما انتزع أي فريق السلطة بصورة غير قانونية على تعبيره .