لا تزال الدول الغربية تهدد روسيا بفرض المزيد من العقوبات بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية ومزاعم دعمها للمسلحين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا. في هذا الإطار أوضح مسؤول أمريكي كبير أن واشنطن ستنضم إلى الاتحاد الاوروبي هذا الأسبوع في فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية. وقال توني بلينكين مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي إن الولاياتالمتحدة ستنضم للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع في فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا بسبب استمرار دعمها للمسلحين في أوكرانيا. وأضاف بلينكين في تصريحات صحفية في واشنطن أمس الاثنين قائلا إن "العقوبات المطبقة حاليا أضرت بالاقتصاد الروسي ولكنه أشار إلى أن روسيا لم تتخل عن دعمها للمسلحين وربما تستعد لتسليم مزيد من منصات إطلاق الصواريخ إلى المنطقة. وتابع أن الحشد الأخير للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا ربما يكون ذريعة لما يسمى بقوة حفظ السلام في شرق أوكرانيا حيث أن المسلحين يخضعون لضغط جراء تقدم الجيش الأوكراني في الآونة الأخيرة. وفي لندن أفاد بيان صادر عن الحكومة البريطانية أمس الاثنين عقب اتصال بين قادة غربيين إن كلا من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدة اتفقت على وجوب أن تواجه روسيا مزيدا من العقوبات بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية. وأضاف البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون "أحدث المعلومات من المنطقة تفيد بأنه منذ إسقاط طائرة الركاب الماليزية تواصل روسيا نقل أسلحة عبر الحدود وتقدم المساعدة العملية للمسلحين." وتابع "اتفق الزعماء أن على المجتمع الدولي أن يفرض بناء على ذلك مزيدا من التكاليف على روسيا ولا سيما وأن سفراء من مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي يتعين عليهم الموافقة على حزمة من العقوبات الخاصة بقطاعات محددة بأسرع ما يمكن وفي المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الإثنين إن موسكو لن ترد بالمثل او تتصرف "بهستيرية" للرد على العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على بلاده بسبب الأزمة الأوكرانية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي "لا نستعد للتحرك على أساس مبدأ (العين بالعين والسن بالسن) نريد ان نتعامل مع الموقف بتفكير هاديء وقال الرئيس بالفعل انه ليس بوسعنا تجاهلها. لكن التصرف بهستيرية والرد على الضربة بضربة لا يليق بدولة كبرى." وفي اتجاه آخر شككت وزارة الدفاع الروسية أمس الإثنين في صور قالت واشنطن إنها تثبت أن روسيا قصفت مواقع عسكرية أوكرانية في الآونة الأخيرة. واتهمت الولاياتالمتحدةروسيا بإذكاء الصراع في شرق أوكرانيا حيث يقاتل مسلحون موالون لموسكو قوات الحكومة المركزية في كييف. وتنفي روسيا أي تورط لها في الصراع. والأحد نشرت الخارجية الأمريكية صورا قالت إنها تظهر قوات روسية وهي تقصف الجيش الأوكراني عبر الحدود. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن المتحدث باسم وزارة الدفاع ايجور كوناشينكوف شكك في الصور خلال تصريحات للصحفيين. وقال "هذه المواد لم تنشر على تويتر بمحض الصدفة إذ من المستحيل التأكد من مصداقيتها نظرا لعدم الاشارة بشكل محدد الى الموقع ونظرا لضعف درجة الوضوح." وقالت الخارجية الأمريكية إن الصور بها علامات على الارض قال مسؤولون أمريكيون انها مواقع إطلاق وبها حفر حول مواقع عسكرية أوكرانية ونيران صادرة من منصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات. ومع احتدام القتال بين القوات الاوكرانية والمسلحين في شرق أوكرانيا قالت أوكرانيا أمس الاثنين إن جنودها استعادوا السيطرة على مزيد من الأراضي من المسلحين المؤيدين لروسيا وتقدموا باتجاه الموقع الذي أسقطت فيه طائرة تتبع الخطوط الجوية الماليزية والذي يقول محققون دوليون إنهم لم يستطيعوا الوصول إليه بسبب القتال. وقال مسؤولون أوكرانيون إن الجنود استعادوا السيطرة على بلدتين يسيطر عليهما المسلحين قرب موقع التحطم وكانوا يحاولون السيطرة على بلدة سنيجنوي قرب المنطقة التي تقول كييف وواشنطن إن المسلحين أطلقوا منها صاروخ أرض جو أسقط الطائرة الماليزية وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصا. وقالت ميليشيا مؤيدة للحكومة إن 23 من رجالها قتلوا في المعارك على مدى الساعات الأربعة والعشرين المنصرمة. وقال مسؤول أوكراني يوم الاثنين إن تحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة أظهر أنها دمرت بسبب شظايا انفجار صاروخ تسبب في "ضغط ناسف هائل". ولم يصدر تعقيب من المحققين في بريطانيا الذين استخرجوا البيانات من الصندوقين. وقال المحققون إنهم أرسلوا المعلومات إلى فريق التحقيق الذي تقوده هولندا في موقع التحطم. وكان ثلثا ضحايا الطائرة من هولندا. وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن محاولة الجيش الاوكراني السيطرة على مكان كارثة الطائرة الماليزية ستعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي. وأفادت وسائل الأعلام الروسية أن تصريحات تشوركين جاءت تعليقا على تصريحات بعض العسكريين الأوكرانيين عن خطتهم لبسط السيطرة عسكريا على منطقة سقوط طائرة البوينغ الماليزية،وأشار إلى أن ذلك "سيكون بالطبع انتهاكا مباشرا للقرار 2166" الصادر عن مجلس الامن. وحذر المندوب الروسي من أن العمليات العسكرية التي تواصل كييف خوضها في منطقة تحطم الطائرة "لا تتماشى بشكل واضح" مع قرار مجلس الأمن الدولي، مضيفا: "إنهم يقصفون الأحياء السكنية من مدافع بعيدة المدى.. المدنيون يموتون بالعشرات". وذكر تشوركين أن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو تعهد بعدم إطلاق النار على المدنيين، مضيفا أن على كييف، التي تبرر تصرفاتها بضرورة الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، ألا تنسى حياة مواطنيها. وقال: "إذا كان الهدف من هذه العملية هو إعادة وحدة الشعب الأوكراني فإن كييف ترتكب خطأ كارثيا قد تكون له عواقب خطرة جدا في المستقبل البعيد"، في إشارة منه الى عدم اهتمام سلطات أوكرانيا بحياة مواطنيها. وفي تقرير عن القتال المستعر على مدى ثلاثة أشهر بين قوات الحكومة والمسلحين قالت الأممالمتحدة ان أكثر من 1100 شخص قتلوا. وقالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة ان القتال المحتدم في إقليمي دونيتسك ولوجانسك يثير القلق الشديد وإن إسقاط الطائرة الماليزية يوم 17 يوليو تموز يرقي لجريمة حرب. ويقول قادة غربيون إنه في حكم المؤكد أن المسلحين أسقطوا الطائرة بالخطأ بصاروخ أرض جو جاء من روسيا. وتوجه روسيا أصابع الاتهام إلى كييف. ولا يزال المسلحون يسيطرون على المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة لكن القتال شديد في الريف المجاور حيث تحاول قوات الحكومة طرد المسلحين. وأفادت أنباء يوم الاثنين أن ثلاثة مدنيين قتلوا في معارك خلال الليل وقالت كييف إن جنودها استعادوا السيطرة على منطقة سافور موجيلا وهي منطقة استراتيجية على بعد نحو 30 كيلومترا من المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الماليزية وهي من طراز بوينج. كما استعاد الجنود السيطرة على مناطق أخرى كانت تحت سيطرة المسلحين. وقال أندريه ليسينكو المتحدث باسم مجلس الأمن الأوكراني إن كييف تحاول الاقتراب من موقع التحطم وإجبار المسلحين على الخروج من المنطقة لكنها لا تنفذ عمليات عسكرية في المحيط المباشر للموقع. وذكر أن الجنود الآن بلغوا بلدتي توريز وشاختارسك اللتين كانتا تحت سيطرة المسلحين بينما كان القتال دائرا في شنيجنوي وبيرفومايسك. كما أن قوات الحكومة تستعد لمهاجمة منطقة جورلوفكا وهي معقل للمسلحين شمالي العاصمة الاقليمية دونيتسك. وقال ليسينكو خلال مؤتمر صحفي في كييف "الجيش الأوكراني ينفذ هجوما على الأقاليم التي يسيطر عليها بشكل مؤقت المرتزقة الروس." وفي دونيتسك قال مسؤولون محليون إن القصف المدفعي دمر مباني سكنية ومنازل وخطوط كهرباء وخط أنابيب للغاز. ولم يجر بعد تأمين موقع تحطم الطائرة أو التحقيق فيه بشكل دقيق بعد أكثر من عشرة أيام على التحطم. وبعد أيام ظلت خلالها الجثث ممددة تحت الشمس جمع المسلحين البقايا وشحنوا الجثث وسلموا الصندوقين الأسودين للطائرة لوفد ماليزي. لكن الحطام نفسه لا يزال إلى حد بعيد دون حراسة. كما نقلت الكثير من اجزائه أو تم تفكيكها فيما يقول المسلحون انه كان جزءا من عملية انتشال الجثث. ولم يفحص الطب الشرعي الموقع لضمان أن كل الأشلاء نقلت من موقع التحطم.