نفذت المقاتلات الأمريكية من طراز "إف إيه 8"، وطائرات بدون طيار سلسلة ضربات جوية ضد مواقع لما يسمى دولة العراق والشام "داعش" في العراق ،أسفرت عن تدمير مواقع تمركز مسلحين بمدافع الهاون وسبع آليات عسكرية، بالإضافة إلى مقتل العشرات من أعضاء داعش. وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في بيان اليوم السبت، أن ذلك يأتي في اليوم الأول من بدء توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في شمال العراق بعد تفويض الرئيس الأمريكي باراك أوباما للجيش بضرب أهداف داعش في العراق. فيما نقلت شبكه إذاعة وتليفزيون "ان بي سي" الإخبارية الأمريكية عن مسئولين لم يكشف النقاب عن هويتهم ان الاهداف التي ضربت تقع شمال مدينه اربيل. وقال مصدر في البنتاجون ان الجيش الامريكي شن غارتين جويتين اخرين علي اهداف ل"داعش" في العراق امس الجمعة، وان الضربتين تشملان غاره بطائرة بدون طيار علي موقع لاطلاق قذائف الهاون وضربات بطائرات مقاتلة علي قافله قرب اربيل. وأكدت وسائل إعلامية أمريكية ان "الطائرات أسقطت قنابل تزن حوالي 500 باوند على المناطق المستهدفة"، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". وأوضحت أن الهجوم الجوي الأمريكي على "داعش" تم على بعد 35 ميلا من مدينة أربيل العراقية،. ونقلت عن مسؤول كردي قوله الذي يفيد بأن هذا القصف يعتبر "نصرا لجميع العراقيين"، مشيرا إلى أن "العراق يحتاج إلى مثل تلك الهجمات الجوية لتدمير داعش، وخلق فرصة جيدة لتقدم المركبات والمقاتلات الكردية". وأفادت مصادر إعلامية ان البيان الذي أصدره البيت الأبيض أمس، والذي يفيد بأن "الولاياتالمتحدةالأمريكية لابد أن تستهدف تحركات داعش نحو أربيل، حيث إن لها قنصلية هناك ومركز عمليات مشترك مع الجيش العراقي". وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يعتقد أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكن أن تغض الطرف عما يحدث في العراق، ويمكن التحرك بحرص ومسؤولية لمنع إبادة جماعية محتملة". وطمأن أوباما الأمريكيين بأنه لن يرسل قوات برية إلى العراق و"لن تجر الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى حرب ثانية هناك، ولكن من الممكن أن تستهدف الطائرات الحربية الأمريكية تجمعات عناصر تنظيم داعش. وتسعى الأممالمتحدة ل"إيجاد" ممرات إنسانية بعد الضربات الأمريكية في العراق. وأكد الفريق أول بابكر زيباري، رئيس أركان الجيش العراقي، أنه يتوقع تغييرات ميدانية كبيرة بعد الغارات الأميركية على مواقع تابعة ل"داعش" قرب "أربيل . ودعا قائد الجيش العراقي القوات الأمريكية إلى مواصلة هجماتها ضد داعش وتوسيعها لتشمل مناطق أخرى، وذلك عقب الانتصار الأخير الذي حققه الطيران الأمريكي في وقت سابق من امس الجمعة ، مشيرا إلى أن هذه الهجمات ستؤدي إلى تغيير هام خلال الساعات القادمة. وفي إطار ردود الفعل الدولية بهذا الصدد اعربت فرنسا عن "الاستعداد للقيام بدورها كاملا" في حماية المدنيين الذين اعتبرت انهم "يتعرضون لفظاعات لا تحتمل" من قبل "داعش". وأعلنت بريطانيا من جهتها عزمها على القاء مواد غذائية بالمظلات في هذه المناطق خلال الساعات ال48 المقبلة. كما أعلنت الحكومة البلجيكية دعمها للضربات التي تنفذها القوات الأمريكية ضد المسلحين في العراق . وقال وزير خارجية بلجيكا ديديه رايندس في تصريح صحفي اليوم في بروكسل " عندما نرى تصرفات هذه العناصر في الموصل فإنه لا توجد حلول أخرى" مضيفًا أن المسلحين في العراق يسعون إلى تهجير السكان أو يهددون بقتلهم. ورأى الوزير البلجيكي أن أفضل حل هو توفير الحماية للسكان الذين يتعرضون لاعتداءات المسلحين في العراق, مؤكدًا أنه يجب البدء في تحرك داخل مجلس الأمن الدولي لتأمين ذلك لأن تقديم الدعم النساني غير كاف من دون توفير حماية على الأرض. إلى ذلك أعلنت الصين من جهتها دعمها لجهود العراق في حماية سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها وكذا مكافحة الإرهاب. صرح بذلك مكتب الناطق باسم الخارجية الصينية ،بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن هجمات جوية ضد المتطرفين في العراق. وأوضح المكتب ان الصين تتخذ موقفا منفتحا تجاه أي عمل يضمن أمن واستقرار العراق شريطة احترام سيادة العراق..مضيفا ان الصين تأمل في عودة الاستقرار والنظام الطبيعي بالعراق في أقرب وقت ممكن. وتمكن تنظيم داعش من تحقيق مكاسب اضافية الخميس مع سيطرته على قره قوش اكبر مدينة مسيحية في العراق ثم على سد الموصل اكبر سدود البلاد والذي يغذي بالماء والكهرباء كل المناطق المجاورة له. ومنذ الأحد الماضي غادر عشرات الأف الأشخاص منازلهم أمام تقدم مسلحي الدولة الإسلامية الذين باتوا على بعد 40 كليومترا من اربيل عاصمة منطقة كردستان العراق. وبعد سيطرة داعش على قره قوش ومناطق اخرى مجاورة حول الموصل اعلن بطريرك الكلدان لويس ساكو ان نحو 100 الف مسيحي اجبروا على ترك منزلهم وباتوا مشردين. وغادر القسم الأكبر منهم الى كردستان العراق. واثر دخول مسلحي داعش إلى سنجار معقل الايزيديين اجبر نحو 200 الف مدني على مغادرة منازلهم كما أعلنت الأممالمتحدة. وفر بعضهم إلى كردستان او تركيا الا أن الإلاف علقوا في مناطق جبلية قاحلة مجاورة وباتوا مهددين بالموت جوعا او عطشا في حال نجوا من مسلحي داعش . وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري من كابول امس الجمعة أن هجوم داعش على مناطق المسيحيين واليزيديين "يحمل كل إشارات أعمال الإبادة". وبعد أن تطرق إلى الأزمة الإنسانية في هذه المناطق من العراق واحتمال توسع أعمال العنف قال أن الولاياتالمتحدة "اتخذت قرار العمل على إنقاذ هذه الأرواح". وبعد تقهقر الأكراد أصبح المسلحون التابعون لتنظيم داعش على مسافة قصيرة من أربيل العاصمة المزدهرة لكردستان وأمرت شركات نفط أمريكية وأوروبية بإجلاء عاجل لموظفيها من المدينة. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما اعرب مساء الخميس عن تخوفه من حصول أعمال إبادة وسمح بتوجيه ضربات عسكرية هادفة "لحماية المدنيين العالقين" وأيضا لحماية الأميركيين الموجودين في اربيل وبغداد.