أعلنت (البنتاجون) وزارة الدفاع الأميركية أنها قصفت مواقع لمدفعية تابعة لتنظيم داعش في شمال العراق. وكان قد أجاز الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، توجيه ضربات جوية أمريكية "محددة الأهداف" ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في شمال العراق، والبدء في عمليات إسقاط جوي لنقل إمدادات إنسانية لمحاصرين. وقال أوباما عقب اجتماعات عقدها مع فريقه للأمن القومي إنه وافق على استخدام القوة الجوية الأمريكية لحماية الأمريكيين إذا تقدم المسلحون المتشددون أكثر باتجاه أربيل، عاصمة إقليم كردستان شمال العراق، أو هددوا أمريكيين آخرين في أي مكان بالعراق. وصرح في كلمة تلفزيونية في ساعة متأخرة من مساء الخميس (7 أغسطس 2014) بأن الضربات الجوية ستكون الأولى التي ينفذها الجيش الأمريكي في العراق منذ انسحاب قواته في نهاية 2011، ويمكن أيضًا أن تُستخدم في الضرورة لدعم القوات العراقية والكردية التي تحاول كسر الحصار الذي يفرضه المتشددون الإسلاميون حول قمة جبلية بها عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين، بحسب ما نقلته "رويترز" الجمعة. وإضافةً إلى ذلك، اعتبر أوباما أن هذا الأمر يأتي استجابة لعراقي يصرخ في المنطقة المحاصرة للعالم قائلا: "ما من أحد ليساعدنا"، ورد أوباما: "اليوم أمريكا جاءت للمساعدة". وفي الوقت ذاته، شدد الرئيس الأمريكي على أن بلاده لن ترسل أي قوات برية، وليس لديه النية "لأن تنجر الولاياتالمتحدة إلى حرب أخرى في العراق". وجاءت تصريحات أوباما وسط مخاوف دولية من كارثة إنسانية تُحدق بعشرات الآلاف من أعضاء الطائفة اليزيدية (طائفة دينية) الذين فروا من منازلهم وتقطعت بهم السبل على جبل سنجار أمام التهديد الذي يُشكله "داعش". وفي وقت سابق، فرت أعدادٌ كبيرة من المسيحيين من ديارهم بعد تلقي تهديدات. كما جاء تحرك أوباما بعد مناشدات من السلطات العراقية والكردية للمساعدة على وقف تقدم "داعش". من ناحية أخرى، نفى متحدثٌ باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الخميس، تقارير إعلامية بأن الولاياتالمتحدة ضربت بالفعل أهدفًا في العراق. وقال جون كيربي في تغريدة على تويتر: "التقارير الصحفية بأن الولاياتالمتحدة شنت ضربات جوية في العراق كاذبة تمامًا.. لم يتخذ مثل هذا العمل". وبخلاف الضربات العسكرية، نقلت "رويترز" عن مسؤول ب"البنتاجون"، الخميس، أن طائرات أمريكية أسقطت وجبات غذائية وعبوات مياه لعراقيين قرب منطقة سنجار. ويبدو أن لإدارته أسباب مقنعة دفعته لاتخاذ قرار توجيه ضربات جوية إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"، إن اقتضت الضرورة، ومن بينها: وقف أزمة إنسانية أو "إبادة جماعية" محتملة خير "تنظيم الدولة الإسلامية" الاقليات المسيحية لدى سيطرته على مدينة "قراقوش" إما بالإسلام أو مواجهة القتل، وأشار مصدر بارز في الإدارة الأمريكية إلى لجوء المسلحين المتشددين لذبح ضحايا وتعليق رؤوسهم فوق أعمدة في سياق حملة لبث الرعب في النفوس، كما نشر على الانترنت مشاهد لعمليات إعدام قام بتنفيذها. أدت سيطرة المسلحين المتشددين على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، لتشريد الآلاف من مناطقهم، أضيفت أليهم أفواج جديدة من النازحين الايزيديين. وعادة ما يلتف الشعب الأمريكي حول قيادته عندما يتعلق الأمر ب"وقف إبادة جماعية"، وهو الوصف الذي استخدمه بدوره وزير الخارجية، جون كيري: حول الأحداث الأخيرة ضد الأيزيديين بقوله: إنها :" لأعمال بشعة وضرب من العنف المستهدف تحمل جميعها علامات تحذيرية من إبادة جماعية." 2. حماية المصالح الأمريكية وموطنيها وحليف محوري لأمريكا مصالحها الشخصية التي تعمل لحمايتها، من أبرزها، وكما لخصها الرئيس أوباما، في كلمته فجر الجمعة: سنقوم بكل ما هو ضروري لحماية شعبنا، ودعم حلفائنا ساعة الخطر." ويوجد 245 عسكريا أمريكيا، بينهم 90 مستشارا عسكريا، بجانب العاملين في القنصلية الأمريكية في مدينة أربيل بإقليم كردستان، التي تعتبر واحدة من أكثر مناطق العراق استقرارا، بجانب تعاونها الوثيق مع الشريك الأمريكي. خاضت قوات البيشمرغة مواجهات ضد المليشيات المسلحة وأبدت استعدادها للدفاع عن "أربيل" ، وسط شكوك أمريكية نظرا لما يتمتع به التنظيم المتشدد من قدرات على التحرك السريع والقتال بحرفية وفق مسؤول أمريكي بارز. 3. اضرب "تنظيم الدولة الإسلامية".. وأخيرا تتحرك الولاياتالمتحدة لمواجهة المتشددين لم تحدد واشنطن ذلك كهدف، ما دفع بجناح الصقور لانتقاد أوباما بعدم تبني المزيد من الخطوات في هذا الإتجاه، وقال السيناتور الجمهوري، جون ماكين، بعد كلمة أوباما التي أشار فيها إلى تفويضه الجيش شن ضربات جوية بالعراق: أضعف داعش"، الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.، في حين شدد نظيره، السيناتور ليندسي غراهام، على ضرورة وقف تقدم مليشيات التنظيم. واقترح المشرعان تسليح كل الأطراف التي تقف بمواجهة "داعش" حتى في سوريا، وتصفية قيادات التنظيم . واكتفت إدارة أوباما بدعوة العراقيين لتشكيل حكومة جديدة تضم كافة الاطياف، والجيش العراقي لمواجهة تهديد "داعش." وأكد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، إن الكفاءة العسكرية لمقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية" تتطلب "مستوى من التطور العسكري في ردنا عليهم."