بدأ رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة حيدر العبادي الليلة الماضية مفاوضات رسمية بشأن تشكيل الحكومة وسط مخاوف من شروط الكتل السياسية الكثيرة التي قد تعرقل تشكيلها ضمن المادة الدستورية والتي تنتهي في التاسع من الشهر الجاري . وعقد العبادي اجتماعا بين التحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى العراقية السني ،فيما يجتمع وفد التحالف الكردستاني اليوم الجمعة في بغداد مع الرئيس معصوم وقادة التحالف الشيعي. ودعا العبادي الكتل السياسية إلى الالتزام بالدستور في مطالبها موضحًا أن التحالف الشيعي هو الذي يقودها. وقال العبادي في بيان صحفي إننا ندعو الكتل السياسية إلى الالتزام بنصوص الدستور في ما يتعلق بالمطالب التي تطرح. وأكد انه لا يمكن الموافقة على أي مقترحات تتعارض مع الدستور في أشارة على مايبدو إلى بعض مطالب القوى السنية والكردية التي يرى البعض انها تتعارض مع الدستور. من جهته قال النائب احمد المساري عضو الوفد التفاوضي لتحالف القوى السنية مع التحالف الشيعي ان نتائج الجولة الأولى من المفاوضات الليلة الماضية كانت ايجابية تم فيها عرض ورقة "الحقوق" على مفاوضي التحالف الشيعي. وأوضح أنه تم إبلاغهم بأن التحالف السني لن يشارك في تشكيل الحكومة الجديدة "ما لم يتم الاستجابة لتلك الحقوق التي تعد الضمانة الأساسية لإقامة حكومة شراكة حقيقية تحفظ للعراقيين وحدتهم وتحقق أمنهم واستقرارهم وتحفظ سيادتهم الوطنية" على حد قوله . كما أوضح أن الورقة تطالب بإعادة ضباط ومراتب الجيش السابق وإطلاق سراح قادة الجيش السابق وإقرار صلاحيات المحافظات وإعادة النازحين والمهجرين وتعويضهم مع إعادة البنى التحتية لمحافظاتهم ومناطق سكناهم إضافة إلى إقرار قانون المحكمة الاتحادية وإيقاف ملف الاستهداف السياسي بواسطة القضاء. وتضم ورقة الحقوق هذه 16 بندا تشكل مطالب المحافظات السنية الست الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديإلى وقسم من بغداد والتي تشمل ايضا إطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وتعديل قانوني الإرهاب والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وإلغاء عمليات تهميش المكون السني. وأشار المساري إلى أن وفد التحالف الشيعي أبدى تفهماً لما ورد في ورقة الحقوق وطلب الملاحق التفصيلية للورقة لمناقشتها والتشاور حولها مع قيادته "موضحا انه سيتم ذلك لمناقشتها خلال الجولة الثانية من المفاوضات بين الجانبين التي لم يحدد موعدها في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف". وضم الوفد التفاوضي لتحالف القوى العراقية أضافة إلى المساري كلا من سلمان الجميلي ومحمد الكربولي وحيدر الملا ومحمد تميم وارشد الصالحي وعز الدين الدوله. وفي السياق نفسه يعقد وفد التحالف الكردستاني المفاوض اول اجتماعاته اليوم الجمعة في بغداد ثم يلتقي مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم. وقال فرياد رواندوزي عضو الوفد ان اجتماعا سيعقد في التاسعة صباحا اليوم لتبادل الاراء حول مستجدات المفاوضات بين الاطراف العراقية الاخرى وآلية اختيار رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي تشكيلة حكومته الجديدة. وأشار في تصريح صحفي إلى أنّ اجتماع الوفد الكردي مع معصوم سيتم قبل الاجتماع المقرر مع التحالف الشيع والاطراف الاخرى ومعرفة كيفية اختيار رئيس الوزراء لوزرائه ثم يقدم الوفد مقترحاته حول الحكومة المقبلة إلى لاطراف السياسية ". وأوضح أن الوفد المفاوض لديه برنامج عمل يسير وفق محورين: الاول يبحث الشأن العراقي والاخر يهتم بالصعيد الكردستاني. ويضم الوفد الكري المفاوض في عضويته: هوشيار زيباري وفرياد رواندوزي وجلال جوهر ونجيب عبدالله وزانا روستايى. وبالترافق مع ذلك تم الاعلان ان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لم يتسلم بصورة رسمية لحد الان اية مطالب من اي من الكتل السياسية وان التحالف الشيعي هو المعني بالمفاوضات مع الكتل الاخرى. ومن جهة آخرى أثارت صحيفة "يو إس إيه توداي" اﻷمريكية الشكوك حول قدرة العبادي في قيادة البلاد نحو بر الأمان وهو الذي ينحدر من الحزب الشيعي نفسه الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية وﻻيته نوري المالكي على أن يثبت اعتداله. وأوضحت الصحيفة أن العبادي يواجه مهمة شاقة للفوز بثقة السنة الذين عزلتهم حكومة المالكي بشكل ممنهج ودفعهم الإحباط والسياسات الطائفية إلى رفع السلاح بوجه الحكومة وتنسيق البعض منهم مع الدولة الاسلامية "داعش". وقالت إن الوﻻيات المتحدة تشن غارات جوية على مناطق تمركز مقاتلي داعش بهدف توحيد العراق وإعادة بناء حكومته وجيشه وضم السنة المتحالفين اﻵن مع داعش إلى جانب السلطات في محاربة التنظيم وطرد مقاتليه إلى خارج البلاد. وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف رسمياً في الحادي عشر من الشهر الحالي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي أعلن في الرابع عشر من الشهر الحالي سحب ترشيحه ودعم العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة.