سعت الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي اختتمت أعمالها الجمعة في نيوبورت بمقاطعة ويلز البريطانية إلى تشكيل ائتلاف دولي واسع لمواجه مخاطر /ما يسمى/تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" مع الاعتراف بالمشاكل العديدة التي ما تزال عالقة. وبالرغم من تلك المشاكل إلا أن معالم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" قد بدأت تتحدد بعد حصول الرئيس الأميركي باراك أوباما على دعم حلفائه "الأطلسيين" في القمة السنوية ل"الناتو" في ويلز حيث خرجت القمة ببيان ختامي ندد ب"الأعمال الهمجية والمقيتة" التي يرتكبها تنظيم "داعش". وعلى هامش هذه القمة عقد اجتماع آخر أكدت فيه عشر دول غربية استعدادها للمشاركة في الخطة الأميركية ضد التنظيم المتشدد، لتنتقل بذلك إدارة أوباما إلى مرحلة أكثر تقدماً في حشد الدعم الإقليمي، وهو ما سيكون محور الجولة التي يقوم بها إلى الشرق الاوسط وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هايغل خلال الأسبوع الجاري وبعدها الدعم الدولي الأوسع حين يطرح الأمر خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الجاري. وفي ختام قمة ويلز أعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة عن ثقته بان تنظيم "داعش"المسؤول عن ارتكاب فظاعات في العراقوسوريا سيهزم مؤكدا ان "ائتلافا دوليا واسعا" سيشكل لمواجهته. وقال اوباما في مؤتمر صحفي عقده في ختام القمة "الامر لن يحصل بين عشية وضحاها، الا اننا نتقدم في الاتجاه الصحيح. سنضعف تنظيم الدولة الاسلامية وفي النهاية سنهزمه". واضاف الرئيس الاميركي الذي امر قبل شهر بتوجيه ضربات جوية محددة لوقف تقدم مقاتلي هذا التنظيم في شمال العراق "انطلق واثقا من ان الحلفاء في الحلف الاطلسي وشركاءهم على استعداد للانضمام الى ائتلاف دولي واسع". واكد "سنطاردهم كما نفعل تماما مع فلول القاعدة". وتابع "يمكننا تفكيك هذه القوة التي سيطرت على اراض واسعة حتى لا يتمكنوا من الوصول الينا". واضاف اوباما "سيكون ذلك هدفنا وانا مرتاح لان هناك اجماعا لدى اصدقائنا وحلفائنا بان هذا الهدف ذات قيمة وهم مستعدون للعمل معنا لتحقيقه". وأعلنت فرنسا لاحقا استعدادها للمشاركة في الائتلاف الدولي مع "احترام قواعد القانون الدولي"، مستبعدة اي عمل في سوريا في الوقت الراهن. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة ان "فرنسا مستعدة للتحرك ضمن احترام القانون الدولي" ضد الدولة الاسلامية في العراق، مشترطا وجود "اطار سياسي" يتمثل في تشكيل حكومة عراقية جديدة. وتابع الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي عقده في ختام القمة "هل سنشارك في ائتلاف تلبية لطلب السلطات العراقية في اطار القانون الدولي لمكافحة هذه المنظمة الارهابية؟ الجواب هو نعم". ورفض هولاند الذي سبق ان قدمت بلاده سلاحا الى المقاتلين الاكراد في شمال العراق تقديم تفاصيل حول الدور الفرنسي المحتمل في العراق. مستبعدا في الوقت نفسه اي عمل في سوريا ، معتبرا ان سوريا "حالة مختلفة". وقد ترأست بريطانياوالولاياتالمتحدة محادثات مع وزراء دفاع وخارجية ثماني دول حليفة هي استرالياوكندا والدنمارك وفرنساوالمانيا وايطاليا وبولندا وتركيا على هامش اجتماعات قمة حلف شمال الاطلسي. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل في بيان "لا وقت لدينا لنخسره" معبرين عن الامل في تشكيل الائتلاف بحلول موعد انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة اواخر الشهر الحالي في نيويورك. وافاد البيان الصادر في ختام الاجتماع "ناقشنا بالتفصيل كيف يمكن لحلفاء الحلف الاطلسي تقديم مساعدة فورية لحكومة جديدة". وعدد بعض الخطوات لذلك مثل تقديم الدعم العسكري للحكومة العراقية ووقف تدفق المقاتلين الاجانب والتحرك لمواجهة تمويل "الدولة الاسلامية" ومعالجة الازمة الانسانية و"نزع الشرعية" عن ايديولوجية تنظيم "الدولة الاسلامية". واضاف "سنقوم بتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات لمشاركة المزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الاجانب" بعد نشر شريطي فيديو يظهران متطرفا ملثما يتحدث بلكنة بريطانية وهو يقوم بقطع رأس صحافيين اميركيين مخطوفين ويهدد رهينة بريطانيا. وسيطر عناصر "داعش" على اجزاء واسعة من اراضي العراقوسوريا التي اعلنوا فيها "الخلافة". وقد صدموا العالم اجمع عندما قطعوا راسي صحافيين اميركيين وعندما نفذوا عمليات خطف مدنيين وقتلوا مئات الاشخاص. وتخشى الدول الغربية وصول الارهاب الى اراضيها مع اجتذاب تنظيم "داعش" حوالى الفي متطرف من اوروبا بفضل نشاط التنظيم الدعائي على شبكة الانترنت. وسارعت كندا من جهتها الى الاستجابة معلنة انها ستقوم بنشر "بضع عشرات" من العسكريين في العراق بغية "تقديم النصح والمساعدة" للقوات العراقية. ومع ذلك، تبقى طبيعة الائتلاف واهدافه بحاجة الى التحديد. وبالنسبة للدول المشاركة في اجتماع الجمعة فان "الخط الاحمر هو عدم ارسال جنود" وفقا لكيري. الا ان بعض الدول اظهرت موقفا غير واضح. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "بدانا للتو التعامل مع مشكلة مجموعة (الدولة الاسلامية) لا يملك احد استراتيجية طويلة المدى حيالها". وستقدم المانيا على غرار فرنسا اسلحة للاكراد الذين يحاربون التنظيم. وكان اوباما اعلن الاسبوع الماضي عدم اقرار اي استراتيجية حتى الان بالنسبة لسوريا. ويتوجه كيري الى الشرق الاوسط فور اختتام القمة في محاولة لاقناع دول في المنطقة للانضمام الى الائتلاف في حين تعقد دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في السعودية اليوم السبت. وفي السياق أعلنت واشنطن انها لا تنوي التعاون عسكريا مع ايران للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراقوسوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف "لن ننسق اي عمل عسكري مع ايران، ولن نتقاسم معلومات معها، كما ليس لدينا اي خطط للقيام بذلك".