توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بإعدام موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز على أيدي مسلحي /ما يسمى/ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بعد أن بث التنظيم المتشدد شريطا مصورا أمس السبت يصور قطع رأس الرهينة البريطاني. ففي لندن دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الاحد، إعدام تنظيم "داعش" المتطرف عامل الاغاثة البريطاني ديفيد هينز، واصفًا ذبح الرهينة ب"الجريمة الدنيئة" ومتوعداً ب "ملاحقة" مرتكبيها. وقال كاميرون في بيان "هذه جريمة قتل دنيئة ومروعة ارتكبت بحق عامل اغاثة بريء. هذا فعل شرير محض"، مضيفاً "سنفعل كل ما بوسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وضمان مثولهم امام العدالة مهما تطلب الامر من وقت". وفي تغريدة على حسابه على موقع تويتر، قال رئيس الوزراء البريطاني إن "قلبي مع عائلة ديفيد هينز التي برهنت عن قوة وشجاعة استثنائيتين في هذه المحنة". وسيرأس كاميرون الاحد اجتماعًا لخلية الازمة الحكومية كوبرا للبحث في هذا التطور. وبث تنظيم "داعش" السبت شريط فيديو على الانترنت يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس هاينز، مبررًا اعدام الرهينة بأنه رد على قرار لندن الانضمام الى ما /اسماه/ التنظيم "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضده. وبشأن مدى صحة هذا الشريط، قالت الخارجية البريطانية "نحن نعمل بأسرع ما يمكننا لمحاولة التحقق" من صحته. وفي حال ثبتت صحة هذا الشريط، يكون هذا ثالث اعدام من نوعه لرهينة غربي ينفذه تنظيم الدولة الاسلامية في غضون شهر، في مسلسل بدأه بذبح الصحفي الاميركي جيمس فولي واتبعه بذبح مواطنه الصحفي ستيفن سوتلوف. وفي هذا الصدد ترأس رئيس الوزراء البريطاني اجتماعا للجنة التعامل مع الحالات الطارئة اليوم الاحد لمناقشة الفيديو الذي نشره التنظيم. وقال مصدر أمني بريطاني طلب عدم نشر اسمه إن التحقيق يجري في وقائع القتل وإن مسؤولين كبارا في المخابرات سيحضرون اجتماع الاحد مع لجنة التعامل مع الحالات الطارئة الذي سيرأسه كاميرون.. رافضا الخوض في تفاصيل بشأن إن كانت التحقيقات أحرزت أي تقدم. وفي وقت لاحق أكدت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الأحد، صحة شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنظيم الدولة الإسلامية إعدام الرهينة البريطاني ديفيد هينز بقطع رأسه. وقال ناطق باسم الوزارة: "كل شيء يدل على أن شريط الفيديو صحيح، وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأنه ليس كذلك" بدوره عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت عن تضامن بلاده مع بريطانيا بعد اعدام تنظيم "الدولة الاسلامية" رهينة بريطانياً ردًا على ما قال إنه انضمامها الى "التحالف " الذي تقوده واشنطن ضده. وقال اوباما في بيان إن "الولاياتالمتحدة تدين بشدة القتل الهمجي للمواطن البريطاني ديفيد هينز على أيدي ارهابيي جماعة داعش"، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية. واضاف أن "الولاياتالمتحدة تقف في هذه الليلة جنبًا الى جنب مع صديقنا وحليفنا الوثيق في الحزن والعزيمة". وتابع الرئيس الاميركي أن "قلوبنا هي اليوم مع عائلة هينز وشعب المملكة المتحدة"، متوعدًا بملاحقة قتلة عامل الاغاثة الانسانية والقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية. واضاف: "سوف نعمل مع المملكة المتحدة ومع ائتلاف واسع يضم دولًا من المنطقة والعالم لسوق مرتكبي هذا العمل الشائن امام العدالة، وتحجيم هذا الخطر المحدق بشعوب دولنا والمنطقة والعالم، والقضاء عليه". وهينز اسكتلندي خطف في سوريا في مارس 2013. وكان هينز يعمل في الحقل الانساني منذ 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وأفريقيا والشرق الاوسط. ولدى خطفه كان يؤدي اول مهمة له لحساب منظمة "اكتد" الخيرية الفرنسية كمسؤول لوجستي في مخيم للاجئين السوريين قرب الحدود التركية. من جهتها، نددت الرئاسة الفرنسية، اليوم الاحد، بإعدام الرهينة البريطاني ديفيد هينز معتبرة أنها "جريمة قتل بشعة تظهر جبن وحقارة" تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى ذبح عامل الاغاثة. وقالت الرئاسة في بيان إن "جريمة القتل البشعة لديفيد هينز تؤكد مرة جديدة على ضرورة حشد المجموعة الدولية صفوفها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، تنظيم الجبن والحقارة". وعبّرت عن "تضامنها" مع عائلة الرهينة وبريطانيا. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قام الجمعة بزيارة الى بغداد، حيث وعد بزيادة المساعدات العسكرية للعراق في اطار الجهود المكثفة التي تبذل من اجل هزم تنظيم الدولة الاسلامية. وتستضيف فرنسا الاثنين مؤتمرًا دوليًا حول "السلام والامن" في العراق. وفي بروكسل أعربت مفوضة الاتحاد الاوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدة الانسانية كريستالينا جورجيفا اليوم الأحد عن صدمتها ازاء التقارير التي تفيد بمقتل عامل الاغاثة البريطاني ديفيد هينز على يد تنظيم "داعش". ودانت جورجيفا في بيان "هذا العمل المروع والخسيس" واصفة ديفيد بأنه "كان عامل اغاثة متفانيا دافعه الوحيد ومهمته الوحيدة هي تقديم المساعدة للمدنيين المتضررين من الازمة في سوريا". واضافت ان "مهمته كانت سلمية مثل جميع المنظمات الانسانية الاخرى التي تتعلق معركتها الوحيدة بتعزيز الانسانية والتضامن وتقديم المساعدة بغض النظر عن الهوية او الديانة او الجنسية". وفي الإطار نفسه دانت الحكومة الاسبانية بأشد العبارات اليوم الاحد مقتل الرهينة البريطاني ديفيد هينز واصفة ذلك بأنه "عمل اجرامي ووحشي وجبان ". وأكدت الخارجية الاسبانية في بيان التزامها الكامل بإعادة السلام واحترام حقوق الانسان إلى المنطقة فيما نقلت تعازي اسبانيا حكومة وشعبا لعائلة هينز ولسلطات بريطانيا وجميع ضحايا العنف والإرهاب في العراق. واعرب البيان عن أمل اسبانيا في أن يساعد الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس غدا والذي سيحضره وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل مارغايو في توحيد جهود المجتمع الدولي بأسره من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العراق من جانب آخر اكدت استراليا انها سترسل قوات وطائرات للمشاركة مع الائتلاف الدولي في قتال مسلحي "داعش" استجابة لطلب الولاياتالمتحدة. وقال توني أبوت رئيس الوزراء الاسترالي اليوم الأحد إن استراليا ستنتشر قوة مؤلفة من 600 فرد بينهم 400 من القوات الجوية و200 من القوات الخاصة في الإمارات العربية المتحدة وستتمركز في المقر الأمريكي. واضاف أنه سيجري اعداد ثماني طائرات من طراز سوبر هورنت وطائرات للإنذار المبكر والسيطرة وطائرة لاعادة التزود بالوقود في الجو ونشرها خلال الأيام المقبلة.مؤكدا إن هذه الخطوة إسهام "متعقل ومتناسب" في الائتلاف الدولي وإن حكومته لم تتخذ بعد القرار بارسال قوات لعمل قتالي. وقال أبوت في بيان إن عملية نشر القوات تتضمن اعداد مجموعة عمل من المستشارين العسكريين الذين يمكنهم مساعدة القوات العراقية وقوات أمنية أخرى تقاتل المسلحين.. مضيفا "هناك بالقطع قرارات أخرى يجب أن تتخذ" قبل أن تلتزم القوات الاسترالية بأي عمل قتالي. وفي أول رد فعل عربي على الحادث وصفت الخارجية المصرية اليوم الأحد مقتل هاينز بأنه عمل همجي ووحشي يتنافى تماما مع تعاليم الدين الإسلامي فضلا عن خروجه عن كافة القواعد الإنسانية والأخلاقية. وجددت الخارجية المصرية في بيان لها على ضرورة تضافر وتكاتف جهود المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الاستقرار والأمن والتنمية في مختلف أنحاء العالم.