بدأت صباح اليوم الإثنين، فعاليات مؤتمر /الأمن والسلام في العراق/ بباريس، لبحث تنسيق الأدوار في مواجهة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية /داعش/ المنتشر في كل من العراق وسوريا. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إن "نحو 30 دولة تشارك في المؤتمر الذي يهدف إلى تقديم الدعم اللازم للعراق لمحاربة تنظيم الدولة /الإرهابي/".. معتبراً أن التنظيم "يشكل خطرا هائلا على الأمن العالمي ويجب أن يكون الرد عليه عالميا". وتعهد المؤتمر الذي عقد بمشاركة 29 دولة، ب"الدعم العسكري المناسب" للعراق، في مواجهة تنظيم /داعش/ الذي سيطر مؤخرا على مساحات بالعراق وسوريا. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن "العراق يحتاج إلى مقاربة سياسية وأمنية لمواجهة تنظيم إرهابي مثل داعش، الذي يلزم أيضاً اتخاذ إجراءات عسكرية مختلفة وهو ما سيساهم في مساعدة الأصدقاء العراقيين". وأضاف فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية: "الدول قررت ألا يقتصر دورها لتحجيم تنظيم داعش المعروف بالدولة الإسلامية، ولكن لوضع حد لهذا التنظيم المنتشر في العراق وسوريا". وبحسب فابيوس، فإن تحالف محاربة /داعش/ "لكي يكون فعالا يجب أن يكون طويل المدى وعالميا". وقال الوزير الفرنسي "تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يشكل دولة ولا يمثل الإسلام، هو تنظيم خطير جدا، وكل من يتواجد هنا يعرف من الضروري أن نحجم هذا التنظيم.. وعندما نواجه هذا النوع ما من تصرف سوى الدفاع عن أنفسنا وهذا ما قرره المجتمع الدولي والعالم بأكمله معني وليس فقط الدول التي يتواجد فيها هذا التنظيم". وأضاف "الدول المجتمعة هنا وهي من الدول الأقوى وتتوزع جغرافيا تقف وتقول أنها قررت تكافح وتواجه الدولة الإسلامية ليس لتحجيمه فقط ولكن لوضع حد لهذا التنظيم". وتابع قائلاً إن "الحضور بصدد عقد مؤتمر بمبادرة لوضع حد لتدفق المقاتلين الذين يأتون من بلدان عدة في العالم، قبل أن يشير إلى أنه هناك نحو 51 دولة تغذي الصراع في الميدان". ولم يوضح الوزير الفرنسي طبيعة هذه المبادرة لكنه شرع في وصف الوضع بقوله إنه "صعب للغاية.. حيث بلغ عدد اللاجئين والنازحين مليوني شخص". من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري: "إن معركة شرسة كهذه (يقصد محاربة داعش) بلا شك تتطلب تضافر الجهود من الجهة العسكرية والأمنية والخدمية خصوصا أنه هناك حوالي مليون و800 ألف مواطن تضرر من النازحين". وشدد الوزير العراقي على أن "الحكومة العراقية مستمرة في طريقها"، قبل أن يضيف إن "أي بلد في العالم إذا واجه الإرهاب سيقف معه المنظومة الدولية". وبدأ المؤتمر صباح اليوم بحضور وزراء من 29 دولة، من بينهم الدول الدائمة بمجلس الأمن والعراق وعدد من دول جوارها، بالإضافة للعديد من البلدان الأخرى في المنطقة إلى جانب منظمات دولية. ومن المشاركين: تركيا، والسعودية، والبحرين، وكندا، والصين، والدانمارك، ومصر، والإمارات، وأسبانيا، وألمانيا، الولاياتالمتحدة، إيطاليا، اليابان، الأردن، الكويت، لبنان، النرويج، عمان، هولاندا، قطر، بريطانيا، روسيا. أما المنظمات الدولية فمن أبرز ممثليها، أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف والأمين العام التنفيذي للعلاقات الخارجية الأوروبية بيار فيمون. ومن المقرر أن يبحث المجتمعون بحسب تقارير صحفية، وضع خطة دولية لتنسيق الجهود والأدوار لمواجهة داعش، ومناقشة كيفية تجفيف الموارد المالية للتنظيم، وأمن الحدود، والمساعدات الإنسانية التي يجب تقديمها للمدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب هجمات التنظيم. وفي وقت سابق اليوم أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أن بلاده ستنفذ اليوم، أولى الطلعات الاستكشافية فوق العراق، في إطار تحرك عالمي دولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال "لودريان" الذي يزور الإمارات حاليا، في تصريحات للصحفيين أمام مجموعة من العسكريين الفرنسيين بقاعدة الظفرة العسكرية (30 كلم جنوب غرب أبوظبي)، إنه "اعتبارا من صباح اليوم سنقوم بأولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الإماراتية".