أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات بين مئات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد صلاة الجمعة، عند حاجزي (قلنديا) و(حزما) العسكريين بين الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، بالإضافة مدن بيت لحم والخليل والبيرة . ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية عن مصادر طبية القول، أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين بحالات اختناق والرصاص المطاطي جراء إطلاق قوات الاحتلال بكثافة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وأفادت أن المواجهات اندلعت بعد خروج تظاهرات بدعوة من حركتي حماس وفتح نصرة للمسجد الأقصى المبارك وسعياً للتوجه إلى مدينة القدس المحتلة من الحاجزين المذكورين. وأشارت إلى أن الاحتلال شرع فور وصول المسيرة بإطلاق الغاز بكثافة أدت لإصابة العشرات بحالات الاختناق الشديد جرى نقل إحدى الإصابات لمستشفى رام الله، كما أصيب عدد آخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وذكرت أن الشبان أشعلوا الإطارات المطاطية ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات، ورد الجنود برشقات من الغاز السام الذي تكون على شكل سحابه في المكان. وعززت قوات الاحتلال من تواجدها في محيط الحاجز ونشرت عشرات الجنود على طول الجدار الفاصل وانتشار القناصة والوحدات الخاصة لقمع المظاهرات. كما أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بعد ظهر اليوم بالرصاص الحي والمطاطي وحالات اختناق بعد تصدي الاحتلال لمسيرة حاشدة دعت لها حركة حماس بالمنطقة الجنوبية لمدينة الخليل لنصرة للمسجد الأقصى ورفضا لانتهاكات الاحتلال في القدس. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني بالخليل القول إنّ 6 شبّان أصيبوا بالرصاص الحيّ في المواجهات، فيما أصيب 15 آخرون بالرصاص المطاطي والعشرات بحالات اختناق. وأشارت إلى أن الطواقم الطبية تمكنت من السيطرة على إحدى الإصابات الخطرة في المدينة، بعد اختراق عيار ناري لمصاب في منطقة الفخد ووصفت حالته بالمستقرة. وقالت مصادر محلية إنّ قوّات الاحتلال قمعت المسيرة بإمطارها بالقنابل الغازية والصوتية، فور وصولها إلى مفترق طارق بن زياد بالمنطقة الجنوبية حيث الحاجز العسكري المسمى (حاجز أبو الريش) المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي. وأعقب عملية القمع مواجهات عنيفة دارت مع الشبان، رشقوا خلالها قوّات الاحتلال بالحجارة وأشعلوا الإطارات المطاطية فيما لا تزال المواجهات مستمرة. وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال في المدخل الشرقي للبلدة. وأفاد الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ببيت أمر محمد عوض بأنّ الشبان رشقوا قوّات الاحتلال بالحجارة احتجاجا على الاعتداءات بالقدس.. مشيرا إلى أنّ قوّات الاحتلال أطلقت القنابل الغازية والصوتية صوب الشبان دون البلاغ عن إصابات. كما قمعت قوات الاحتلال اليوم، المشاركين في فعالية للتضامن مع أصحاب الاراضي المهددة بالمصادرة شرق بلدة سعير في محافظة الخليل، فيما حاول مستوطن دهس احد المشاركين في هذه الفعالية السلمية. وفي مخيم عايدة بالمدخل الشمالي لمحافظة بيت لحم، اندلعت مواجهات متفرقة بين عدد من المواطنين الفلسطينيين وقوّات الاحتلال بعد رشق الشبان لجنود الاحتلال بالحجارة في إطار الفعاليات التضامنية مع المدينة المقدسة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق. وفي البيرة اقتحم نحو 100 مستوطن مدعومين بعدد من الآليات العسكرية الإسرائيلي بعد ظهر اليوم قرية دير نظام شمال غرب محافظة رام الله والبيرة، وسط إطلاق نار لإرهاب المواطنين الفلسطينيين. على الصعيد ذاته اعتقلت قوّات الاحتلال فجر اليوم 7 مواطنين فلسطينيين، في مداهمات شنتها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت قوات الاحتلال نقل كافة المعتقلين إلى التحقيق لدى الجهات الأمنية المختصة، بذريعة أنّهم مطلوبين. في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم قرية طورة الغربية قضاء جنين في الضفة الغربية، واشتبكت مع المواطنين فيما اعتقلت مواطنا آخر على حاجز عسكري. وفي القدس المحتلة قررت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عدم فرض قيود على دخول المسلمين المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة اليوم وذلك لأول مرة منذ 6 أسابيع. وأكدت شرطة الإحتلال وفقاً لما نقلته الإذاعة الاسرائيلية العامة أنه سيسمح للجميع بدخول المسجد الاقصى .. مشيرة إلى إزالة المكعبات الاسمنتية التي نصبت بين حيي العيساوية والتلة الفرنسية شمال المدينة. ويأتي هذا الإعلان عقب عقد اجتماع ثلاثي في العاصمة الأردنيةعمان يوم أمس، جمع بين الملك عبدالله الثاني ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبحث سبل التهدئة في مدينة القدس، والذي تقرر فيه رفع القيود العمرية عن دخول المصلين الى المسجد الأقصى. ورغم فتح أبواب المسجد الأقصى ورفع الحصار عنه، إلا أنّ قوات الاحتلال المعززة بحرس الحدود انتشرت بشكل مكثف في مدينة القدس وأزقة وحارات البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى. وفي هذا الصدد دعا الحراك الشبابي في مدينة القدس لإغلاق جميع المساجد في مدينة القدس، والتوجه لأداء صلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى كأسلوب تحدي لحكومة الاحتلال. الجدير ذكره أنّ وتيرة المواجهات في مدينة القدس تتصاعد منذ 5 أشهر بعد استشهاد الطفل محمد أبو خضير تلاه العدوان على غزة وأحداث المسجد الأقصى، التي كانت أشعلت عمليات الدهس والطعن الأخيرة. سياسياً طالب المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع الدولي بالعمل على تحقيق الاستقلال الوطني الفلسطيني، باستصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل ما تشهده من تنامي الاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس الشرقية. وأكد المجلس الوطني الفلسطيني في بيان أصدره اليوم بمناسبة الذكرى 26 لإعلان وثيقة الاستقلال التي اعتمدها المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 15 نوفمبر 1988م، أنه آن الأوان للعالم معاملة إسرائيل كدولة خارجة على القانون الدولي واعتبار ما تقوم به إرهاب دولة يجب محاربته كما يحارب غيره من أشكال الإرهاب في منطقتنا. وطالب البيان الأمتين العربية والإسلامية بترجمة أقوالها وتصريحاتها ومواقفها إلى أفعال على الأرض لردع ووقف كل الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. على الصعيد الدولي أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن اتفاق بين الأردن وإسرائيل على اتخاذ سلسلة من الخطوات العملية بهدف التخفيف من حدة التوتر في الأماكن المقدسة في القدس المحتلة. وقال كيري إن "الجانب الفلسطيني تعهد أيضاً ببذل كل جهد مستطاع لوقف أعمال العنف وتحسين الأوضاع"، علماً بأن كيري قد التقى في عمان أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس. بدوره، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن بلاده لن تعيد سفيرها إلى إسرائيل إلا بعد أن تتأكد من أنها ستفي بالتزامها بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة واحترام المكانة الخاصة التي يتمتع بها الأردن فيها. وفي الأممالمتحدة اعتمدت لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة 9 قرارات خاصة بفلسطين بأغلبية ساحقة. من جهتها طالبت وزارة الخارجية اليابانية اليوم، بالتهدئة وعدم تأجيج الموقف في المسجد الأقصى وإنهاء حالة التوتر القائمة في القدس المحتلة. وفي هذا السياق عبر السكرتير الإعلامي للخارجية اليابانية في بيان صحفي عن قلقه مما يحدث في القدس من تصعيد . وقال ان حكومة اليابان تعرب عن بالغ أسفها عن الاشتباكات الأخيرة في حرم الأقصى في مدينة القدس، وتدين كل اشكال العنف والانتهاكات والتحريض في حرم الأقصى.