يحتفي العالم غدا الثلاثاء باليوم الدولي "لمناهضة العنف ضد المرأة" بوصف العنف انتهاكا لحقوق الإنسان ينجم من خلاله التمييز ضد المرأة قانونياً وعملياً، وباعتبار العنف أيضا وباءً عالميا تعاني أكثر من 70 في المائة من النساء منه في حياتهن. وبهذه المناسبة تحدثت التقارير الخاصة بالأمم المتحدة عن أشكال العنف ضد المرأة مؤلمًا، إذ تكشف الحجم الذي وصلت إليه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في العالم. وترى التقارير أن العنف لا يقتصر على ثقافة معينة أو إقليم معين، بل هو موجود في كل مكان تقريبًا. ووفقا لإحصاءات تابعة للأمم المتحدة فإن 35 في المائة من النساء والفتيات على مستوى العالم يتعرضن لنوع من أنواع العنف الجنسي، وفي بعض البلدان، تتعرض سبع من كل 10 نساء إلى نوع من سوء المعاملة. وعلى الصعيد العالمي، يقدر عدد الأحياء من النساء اللواتي تزوجن ولم يزلن صغيرات ب700 مليون امرأة، منهن 250 مليون تزوجن دون سن الخامسة عشر. ومن المرجح ألا تكمل الفتيات اللواتي يتزوجن تحت سن الثامنة عشر تعليمهن، كما أنهن أكثر عرضة للعنف المنزلي ومضاعفات الولادة. وفي هذا الإطار دعا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة إلى ارتداء لباس بلون برتقالي غدا الثلاثاء ال 25 من نوفمبر تضامنا، واحتجاجا على ما يتعرضن له النساء في العالم من عنف واستغلال. وأطلق الأمين العام، عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، وصلة إشهارية تدخل ضمن حملة " اتحدوا" تدعو ساكنة العالم إلى رفع درجة وعيها بشأن العنف الذي تتعرض له المرأة.. داعيا إلى أن ترسخ هذه العادة مرة في كل شهر، و ليس فقط مرة واحدة في السنة "25 نوفمبر، الذي يحتفل فيه باليوم الدولي لإنهاء العنف ضد المرأة". وفي هذا العام سيمتد نشاط نشر "الفكرة البرتقالية" لفترة 16 يوما، وهي الفترة الممتدة من الاحتفال باليوم الدولي لإنهاء العنف ضد المرأة وحتى يوم الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر. ودعت حملة "اتحدوا" إلى إنهاء العنف ضد المرأة في هذا العام والمشاركة في كل المدونات والتغريدات بكل ما من شأنه أن يعمل على التذكير بأهمية محاربة ظاهرة العنف ضد المرأة. وترمي الحملة إلى تحقيق الأهداف الخمسة التالية في جميع البلدان بحلول عام 2015، في مقدمتها إصدار وإنفاذ قوانين وطنية للتصدي لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة والمعاقبة عليها، واعتماد وتنفيذ خطط عمل وطنية متعددة القطاعات، وتعزيز جمع البيانات عن انتشار العنف ضد المرأة والفتاة، فضلا عن زيادة الوعي العام والتعبئة الاجتماعية، والتصدي للعنف الجنسي في أثناء الصراعات. وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة، رشيدة مانجو، اختتمت زيارة في وقت سابق الشهر الحالي استمرت أسبوعا إلى أفغانستان للتحقيق في وضع المرأة الأفغانية، والتطورات المتعلقة بحقوق النساء والفتيات الأفغانيات، والتعرف على التحديات التي تواجهن. وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في كابول، "العنف ضد النساء والفتيات منتشر على نطاق واسع ويشكل مشكلة ممنهجة لها تأثير في جميع أنحاء دورة حياة النساء والفتيات سواء في الحياة العامة أو الخاصة". وأضافت ة مانجو. "ويحول ذلك دون إعمال الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتنمية، ويشكل حاجزا أمام الممارسة الفعلية للمواطنة بين النساء والفتيات". وأشارت إلى التحسينات التشريعية والمؤسسية التي وصفتها بأنها "انعكاس للإرادة السياسية" لتعزيز وحماية حقوق المرأة.. موضحة أن مثل هذه التطورات لا ينبغي أن تقلل من حقيقة أن العنف ضد المرأة لا يزال يشكل مصدر قلق عميق في أفغانستان. "