ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة، وننظر إلى الوراء من سنة مضت للجرائم المروعة للعنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. وجميعنا يتذكر قصة الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي قتلت في أل 9 من أكتوبر من العام الماضي بينما كانت عائدة إلى منزلها على متن حافلة المدرسة. وهنا في اليمن، تضطر بعض الفتيات على الزواج بالإكراه في سن مبكرة و لازلن في عمر الأطفال، وأحيانا يتجاوز بعضهن من العمر الثماني سنوات. يعتبر العنف ضد النساء والفتيات واحد من أكثر الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. النساء والفتيات في اليمن هن ضحايا لمختلف أشكال العنف. و من خلال دراسة حديثة قام بها صندوق الأممالمتحدة للسكان أظهرت أن التحرش في الشوارع، وخاصة بالنساء اللواتي يعشن في المدن، هو من بين الاعتداءات اليومية التي يواجهونها. وهناك أشكال أخرى من العنف التي لاتظهر وتكون مخفية أكثر، وغالبا ما تكون غير موثقة جيدا وكثير من الحالات، وخاصة العنف المنزلي لايتم التبليغ عنها في أغلب الحالات.
و يمثل العنف القائم على نوع الإجتماعى مشكلة و ظاهرة عالمية وعدم المساواة القائم على نوع الإجتماعى والإقصاء والتمييز هي من صميم العنف القائم على نوع الإجتماعى. ونرى في الهند، نساء الداليت يواجهن معدلات عالية من العنف الجنسي التي أرتكبها رجال الطبقات العليا. و نساء الشعوب الأصلية في كندا هن أكثر عرضة خمس مرات من غيرهن من النساء من نفس الفئة العمرية للموت نتيجة للعنف الذي يتعرضن له.
والعنف القائم على النوع الإجتماعى يرتبط أرتباطاً وثيق بالفقر. والدراسات الحديثة على الركود العالمي تظهر بأن الركود الاقتصادي وتزايد الفقر يمكن أن يؤديا إلى زيادة العنف المنزلي.
أن لجميع النساء والفتيات الحق في العيش بحرية من دون أن يمارس ضدهن إي نوع من أنواع العنف. و نقول هنا أن العنف ضد المرأة ليس حتمياً ولا مقبولاً، بل هو إنتهاك لحقوق الإنسان التي بموجبه تكون الدول خاضعة للمساءلة. أن العنف ضد المرأة، الذي يتم تغذيته عن طريق عدم المساواة ، الإقصاء والتمييز القائم على نوع الإجتماعى يشكل عائقا للتنمية البشرية المستدامة.
ومن أجل إيجاد حل لهذه الظاهرة يجب أن يكون الرجال والفتيان جزءا من الحل لإنهاء العنف القائم على نوع الإجتماعى. وبمراجعة الأدلة في 58 برامجاً في جميع أنحاء العالم التي تركز على الرجال والفتيان في معالجة العنف القائم على نوع الإجتماعى تظهر انخفاضا في استخدام العنف البدني والجنسي والنفسي المبلغ عنها ذاتياً في العلاقات الحميمة و زيادة الدعم الاجتماعي للزوجين من خلال التحولات في بعض العادات و التقاليد المجتمعية.
في هذا اليوم، أود أن أردد كلمات الأمين العام للأمم المتحدة عندما يقول أن "هذا العام في يوم المرأة العالمي، لنحول غضبنا إلى عمل وفعل. نعلن أننا سوف نحاكم كل من يرتكب الجرائم ضد المرأة – ولن نسمح أبداً أبدا ان تتعرض النساء لعقوبات بسبب الانتهاكات التي يتعرضن لها ".
وأود أن أقول لجميع اليمنيين، وخاصة الشباب، أن مستقبل اليمن متروك لكم. أنتم من سيحدد أي نوع من المستقبل تريدون وإى نوع من المجتمعات ترغبون لبناتكم وأولادكم أن يكبروا فيها. أن التغيير قد يستغرق وقتا طويلا، ولكن خطوة خطوة، سوف تجدون أن المستقبل الذي يتم تطويره الآن ينمو و يكبر. وخلال تلك العملية، وكجزء من ذلك المستقبل، جميع اليمنيين بحاجة إلى المشاركة بشكل أو بآخرفى هذه العمليه. لا يمكن لليمن أن تهمل قدرات، ونقاط القوة، والمدخلات والأفكار والرؤى والتفرد لنصف سكانها المتمثل في النساء. يجب أن يسمع صوت النساء في اليمن وأن يتم الإصغاء لهن.