انطلقت اليوم بمركز الدراسات والبحوث اليمنيبصنعاء ندوة "اللغة العربية وواقعها في الحياة العربية "التي ينظمها لمدة يومين المجمع العلمي اللغوي اليمني بمشاركة عدد من الأكاديميين واللغويين والمهتمين . وفي الافتتاح تحدث رئيس المجمع شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح منوها بأهمية مشروع إنشاء المجمع وموضوع الندوة قائلا :" كان لا بد بعد مضي ما يقرب من عام ونصف العام على إنشاء المجمع العلمي اللغوي في بلادنا من إقامة هذه الندوة للتأكيد على أهمية هذا المشروع والمشاركة في بحث الأسباب التي أدت وتؤدي إلى تدهور حال اللغة العربية محلياً وعربياً". وأضاف : صحيح أن الظروف صعبة وأن الانتظار إلى أن يتم استواؤها قد يطول، وأن ما تعانيه اللغة هو جزء لا يتجزأ مما تعانيه الأمة العربية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. وتابع يقول : وهذه الكلمة الأخيرة عن الأمن تدعو إلى الحديث عن الأمن اللغوي الذي لا يقل من وجهة نظري عن الأمن العام والأمن الغذائي، وحاجتنا إليه لحماية اللغة من المخاطر التي تحيط بها من الداخل والخارج. واضاف الدكتور المقالح : إن مخاطر الداخل تتجسد في الإهمال والتقصير الواضح في مجال التعليم والإعلام، أما مخاطر الخارج فتبدو في شكل العولمة التي بدأت تبسط نفوذها شرقاً وغرباً، في محاولة لتدمير الثقافات الوطنية والتمكين للغة واحدة ؛ هي لغة القوة المهيمنة سياسياً واقتصادياً، وهو خطر عظيم يهدد لغتنا وثقافتنا في الصميم. والتفرج على ذلك من قبل القادرين خيانةٌ للجوهر الروحي والثقافي وتقصير في حق اللغة والأمة. وأشار الى أن البداية متواضعة، ولكن كل بداية لابد أن تكون كذلك، وهي خير من الفرجة واللجوء إلى الصمت واختلاق الأعذار، وأود هنا أن تشاركوني في الاطلاع على آخر ما قرأته من رأي بديع ضمن دراسة عن اللغة العربية، والرأي هو لعالِم لُغوي مشهور يقول فيه: "إن استعمال اللغة بعناية وبطريقة صحيحة، وسيلة فعّالة للمعاونة على التفكير القويم المباشر: ذلك لأنه من الضروري لكي نعبّر بالكلمات عمّا نعنيه بالضبط أن تكون أذهانُنا ذاتُها مدركة تماماً لما نعنيه، فنحن نفكر ونستدل عن طريق الكلمات"، كم نحن بحاجة إلى التفكير القويم، الذي لن يتحقق إلاّ من خلال العناية القصوى باللغة في مستواها الأنقى والأكمل". ونوه الدكتور عبد العزيز المقالح بحال ثلاثة مجاميع عربية كانت حارساً أميناً للغة الضاد وهي مجمع اللغة العربية في القاهرة والمجمع العلمي في بغداد، ثم المجمع العلمي للغة العربية في دمشق، لكن المجمع الأول بدأ يعاني من حالة الضمور ، أما مجمعا بغدادودمشق فقد أصبحا للأسف الشديد في خبر كان، وهذا ما يدفع مجمعنا هذا إلى تحمل مسؤوليته باقتدار، ولن يتم ذلك إلاّ بجهودكم واستشعاركم لأهمية هذه المسؤولية. وكان أمين عام المجمع محمود صغيري قد القى كلمة استعرض فيها مراحل إنشاء المجمع والخطوات التحضيرية التي سبقت قرار إنشائه وتشكيل هيئة ادارته . وناقشت الجلسة الاولى التي ادارها الدكتور عزيز ثابت سعيد نائب رئيس المجمع لشؤون التعريب ورقة بعنوان "الخط العربي واخطاء النطق " للدكتور احمد قائد الصائدي وورقة بعنوان "استخدامات اللغة العربية في المجال الاعلامي" للدكتور احمد الاصبحي وتعقيب محمد عبدالسلام منصور . فيما ناقشت الجلسة الثانية التي ادارها الدكتور يوسف محمد عبدالله نائب رئيس المجمع لشؤون النقوش والاثار اليمانية ورقة بعنوان "اللغة العربية والاعلام العربي الاشكاليات والتحديات" للدكتور عبدالعزيز المقالح وورقة بعنوان "واقع اللغة العربية في التعليم الجامعي في اليمن " للدكتورة منى المحاقري .