دعا مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب إلى عقد لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل في إطار احترام التعدد العقدي والمذهبي والاختلاف العنصري، والعمل بجد وإخلاص على إطفاء الحرائق المتعمدة بدلاً من إذكائِها. وحذر مؤتمر الازهر في بيان اصدره في ختام اعمال اجتماعاته في القاهرة اليوم الخميس برئاسة شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، من استمرار تعرض شباب الأُمة لعملية "غسل الأدمغة" بحسب وصف البيان، وذلك من خِلال الترويجِ لمفاهيم مغلوطة لنصوصِ القرآن والسنة واجتهادات العُلمَاء أفضت إلى الإرهاب. ووجه البيان الختامي للمؤتمر والذي عقد على مدى يومين بمشاركة عدد من رؤساء المذاهب الإسلامية ورؤساء كنائس الشرقِ وعلماء مسلمين ومسيحيين من مختلفِ أقطارِ العالم، نداءً الى العلماء وأهلِ الفكر لتحمل مسئوليتهم والأخذ بأيدي هؤلاء المُغرَّرِ بهم من خلال اعداد برامج توجيه ودوراتِ تثقيفٍ، تكشفُ عن الفَهمِ الصحيحِ للنصوصِ والمفاهيمِ حتى لا يَبقوا نهباً لدُعاة العُنفِ ومُروِّجي التكفير. وقال البيان إن "العالم العربي يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجةَ ظهورِ حركات متطرفة تعتمد الإرهابَ أداة لتنفيذِ مآربِها، فقد تعرضَ مواطنون آمِنون إلى الاعتداءِ على كراماتِهم الإنسانيةِ وعلى حقوقِهم الوطنيةِ وعلى مقدساتِهم الدينيةِ وجرت هذه الاعتداءات باسمِ الدينِ والدين منها بَراءٌ". وأضاف "من أجلِ ذلك كان لا بُدَّ للأزهرِ الشريفِ بما يمثِّلُه من مرجعيةٍ دِينيةٍ للمسلمين جميعاً أن يأخُذَ المبادرةَ لتحديدِ المفاهيمِ وتحريرِ المقولاتِ التي أساء المتطرفون توظيفَها في عمليَّاتِهم الإرهابيةِ وأن يرفَعَ الصوتَ الإسلاميَّ عالياً ضدَّ التطرفِ والغلوِّ وضدَّ الإرهابِ بأشكالِه وأنواعِه كافةً". واعتبر بيان مؤتمر الازهر "إن كل الفرق والجماعاتِ المسلَحةِ والميليشيات الطائفيَّةِ التي استعملت العنفَ والإرهابَ في وجه أبناء الأمةِ رافعة، زوراً وبهتاناً، راياتٍ دينيةً، هي جماعاتٌ آثمةٌ فكراً وعاصية سلوكاً، وليست من الإسلامِ الصحيحِ في شيءٍ". واكد البيان "إن ترويع الآمنين، وقتلَ الأبرياءِ، والاعتداءَ على الأعراضِ والأموالِ، وانتهاكَ المقدَّساتِ الدينيةِ، هي جرائمُ ضد الإنسانيَّةِ يدينها الإسلامُ شكلاً وموضوعاً، وكذلك فإنَّ استهدافَ الأوطانِ بالتقسيمِ والدولِ الوطنيةِ بالتفتيتِ، يُقدِّم للعالم صورةً مشوهةً كريهةً من الإسلام". واكد البيان على ان المسلمين والمسيحيين في الشرقِ هم إخوة، ينتمون معاً إلى حضارة واحدة وأمة واحدة، عاشوا معاً على مدى قُرون عديدة، وهم عازِمون على مُواصلةِ العيش معاً في دول وطنية سيِدة حُرة، تُحقِّقُ المساواةَ بين المواطنين جميعاً وتحترمُ الحريَّات. وانتقد البيان عمليات التهجير التي يتعرض لها المسيحيون وغيرِهم من الجماعاتِ الدِّينيَّةِ والعِرقيَّةِ الأخرى، واعتبرها جريمةٌ مُستَنكرةٌ .. مناشداً دول العالم استبعاد تسهيلِ الهجرةِ من جدولِ المُساعداتِ التي تُقدِّمُها إليهم "فالهجرةُ تُحقِّقُ أهدافَ قُوَى التهجيرِ العُدوانيَّةِ التي تستهدفُ ضربَ دولِنا الوطنيَّة وتمزيق مجتمعاتِنا الأهليَة". وطالب المؤتمر العلماء والمراجع الدينية في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله والتاريخ في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية وبخاصة في البحرين والعراق واليمن وسوريا. من جهة اخرى دان البيان الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها القوات الصهيونيَّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في القدس الشريف، والتي تستهدف الإنسان الفلسطيني المسلم والمسيحي على حد سواء، وتستهدف المساجد والكنائس، خاصة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. وناشد المجتمع الدولي التدخل بفاعلية ومسئولية لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة وإحالة مرتكبيها إلى محكمتي العدل والجنايات الدوليتين.