أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم السبت نجاح نظام وقف إطلاق النار في أوكرانيا،بينما تسعى كييف إلى مضاعفة حجم الميزانية العسكرية في العام المقبل لتمكين الجيش من شراء أسلحة من الخارج وتجهيز نفسه بما يتيح له مواجهة المسلحين الموالين لروسيا في شرق البلاد. وقال المكتب في تقريره إن "يوم السكون المُعلن من قبل جميع أطراف النزاع بدأ في العاشرة من صباح يوم الثلاثاء واستمر أسبوعا كاملا، ولم ترد معلومات عن ضحايا بين السكان الآمنين خلال هذه المرحلة ما يستحق تقييم ناجح". وانتقد التقرير كذلك الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الحكومة الأوكرانية على جنوب شرق البلاد، مؤكدا أنه "مازال هناك تخوف عميق من إعلان الحكومة الأوكرانية عن إغلاق المؤسسات الحكومية وسحب الموظفين من منطقة تمركز المجموعات المسلحة". ونوه واضعو التقرير الى أن "مصرف أوكرانيا الوطني أغلق كذلك جميع ممثلياته معقدا طريقة سحب الأموال النقدية لسكان المناطق المتأزمة، ويفاقم هذا التصرف الوضع الصعب أساسا للسكان المحليين الذين يحتاج أغلبهم للدعم خاصة في الشتاء". وأضاف التقرير أن فريق المكتب الإنساني سيقدم في 17 ديسمبر في كييف خطة استراتيجية لمعالجة الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا. من جهته قال وزير الدفاع الاوكراني ستيبان بولتوراك أمام البرلمان إن أعداد الجنود الذين يخدمون في الشرق حيث تقاتل القوات الحكومية المسلحين الموالين لموسكو منذ أبريل الماضي ستزيد أيضا إلى ربع مليون جندي العام المقبل من 232 ألفا حاليا. وأضاف أن القوات المسلحة تعتزم إنفاق نحو 110 ملايين دولار على شراء أسلحة جديدة من الخارج العام المقبل إضافة إلى إنفاق 365 مليون دولار على مشتريات الأسلحة المحلية. وكان رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك قد ذكر أمام البرلمان يوم الخميس أن بلاده التي تسعى لمعونات أجنبية حتى تتجنب العجز عن سداد الديون لا بد وأن تزيد من الإنفاق الدفاعي على حساب مدفوعات الرعاية الاجتماعية. وتعزف دول حلف شمال الأطلسي حتى الآن عن تسليح أوكرانيا –وهي ليست عضوا بالحلف- لمواجهة المسلحين الذين يملكون عتادا جيدا تحاشيا لإثارة غضب روسيا. لكن الولاياتالمتحدة وكندا وبولندا الأعضاء بالحلف قدمت معونات غير فتاكة. وقال بولتوراك أيضا إن أوكرانيا ستنقل بعض وحداتها العسكرية إلى مناطق أقرب إلى مولدوفا التي تجاورها من الجنوب الغربي بسبب ما تعتبره تهديدا من منطقة ترانسدنيستريا الموالية لموسكو في مولدوفا. وبالمقابل قال دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي اليوم السبت إن التهديد الرئيسي لأوكرانيا ليس في غربها أو شرقها بل داخلها. وكتب روغوزين على صفحته في موقع "تويتر" تعليقا على تصريح وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك حول وجود تهديد من جانب ترانسنيستريا: "فليبحثوا عن الأسباب في أنفسهم". وأعتبر المسؤول الروسي متهكما بهذا الصدد أن "التهديد عند بولتوراك مزدوج". وتشير المعطيات الأخيرة الى أن هناك نحو 5 ملايين و200 ألف شخص يقطنون في منطقة الأزمة بأوكرانيا، ويبلغ عدد النازحين داخل البلاد 542 ألفا بالإضافة الى حوالي 957 ألفا لجؤوا الى البلدان المجاورة. وبلغ عدد ضحايا النزاع في أوكرانيا حتى الآن، حسب المكتب الأممي ومنظمة الصحة العالمية، 4634 قتيلا وأكثر من 10 آلاف جريح. في غضون ذلك، وصلت قافلة المساعدات الإنسانية الروسية التاسعة إلى مدينتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا بعد أن عبرت صباح الجمعة الحدود مع أوكرانيا في مقاطعة روستوف الروسية. وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن في 4 ديسمبر عزمه بدء هدنة، وهو ما رحبت به سلطات لوغانسك ودونيتسك.