تنطلق اليوم الخميس عملية التصويت فى الخارج للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية للاختيار من بين المرشحين الرئاسيين رئيس حركة نداء تونس الباجى قائد السبسى والرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقى. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية استعداداتها لإتمام هذه الجولة بعد ان نجحت في تنظيم الجولة الأولى التي جرت في 23 نوفمبر المنصرم داخل وخارج الأراضي التونسية.
وأوضحت اللجنة أنها عملت طوال الفترة الماضية على استكمال استعداداتها لإنجاح هذا الاستحقاق وتلافي القصور الذي قد يكون شاب الجولة الأولى. ومن المقرر أن تجرى الجولة الثانية داخل تونس يوم الأحد المقبل.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الخارج 395 ألفا و530 ناخبا موزعين على ست دوائر انتخابية هي // فرنسا1// و// فرنسا 2// إلى جانب دائرة واحدة مخصصة لكل من إيطالياوألمانيا والعالم العربي إضافة إلى دائرة سادسة بالأميركيتين وأستراليا وباقي الدول الأوروبية.
وتضم فرنسا بدائرتين انتخابيتين حوالي نصف المسجلين (190 ألف)، وهما ''فرنسا 1، و"فرنسا 2" ما يجعلها أكبر ثقل تصويتي لناخبي الخارج، يليها ايطاليا وتضم 15 بالمائة وهما أهم 3 دوائر. وتليهم كل من ألمانيا (7 بالمائة من الناخبين في الخارج) ثم العالم العربي وباقي بلدان العالم (19 دولة) وتضم 9 بالمائة وأخيرا الأمريكيتين وباقي البلدان الأوروبية (23) دولة ب 15 بالمائة من ناخبي الخارج.
وينتشر في الدوائر الانتخابية الستة بالخارج نحو 386 مكتب اقتراع.
وينتظر ان تفتح أولى مكاتب التصويت في الخارج أبوابها للمقترعين التونسيين في مدينة كانبيرا الاسترالية في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي لهذه المدينة، أي منتصف ليل الخميس الجمعة بتوقيت تونس ، وتستمر حتى يوم الاثنين 22 ديسمبر.
وانطلقت الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية بالخارج في 30 أكتوبر، وانتهت الخميس، الذي يعد يوم صمت انتخابي، وتمتد أيام الاقتراع بدءا من الجمعة المقبل إلى الأحد، وهو اليوم الذي تنطلق فيه الانتخابات الرئاسية في داخل تونس. وتجري عملية الاقتراع داخل البلاد الأحد المقبل.
وشهدت عملية التصويت في الخارج خلال الانتخابات التشريعية الشهر الماضي بعض المشاكل اللوجستية المتعلقة بعدم عثور بعض الناخبين المسجلين على أسمائهم في القوائم الموجودة بمراكز الاقتراع أو ببعد مراكز التصويت عن اقامة بعض الناخبين.
وبلغت نسبة مشاركة الناخبين التونسيين الذين أدلوا بأصواتهم في الخارج في الانتخابات البرلمانية السابقة حوالي 29 بالمائة أما النسبة العامة فبلغت 69 بالمائة.
وسوف تجرى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التونسية في الداخل يوم الاحد المقبل الحادي والعشرين من ديسمبر الحالي.
وتعتبر هذه الانتخابات الأولى التي تجرى في تونس بنظام الاقتراع المباشر منذ الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير2014، بإعتبار أن الرئيس المؤقت الحالي المنتهية ولايته منصف المرزوقي كانت قد أنتخب في شهر ديسمبر 2011 عبر أعضاء المجلس التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011.
وفي أطار الحملة الرئاسية قال المرشح الرئاسي والرئيس التونسي الحالي، محمد المنصف المرزوقي، امس الأربعاء، إن "هناك من يعتقد أن الثورة كانت حادثا عرضيا وهم اليوم يحاولون طمس كل معالمها"، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل حمايتها.
ولفت في اجتماع شعبي بمحافظة سيدي بوزيد إلى "أهمية الدور الذي يضطلع به أبناء سيدي بوزيد (مهد الثورة) في المحافظة على الثورة ومبادئها"، مضيفا: "من حق أبناء سيدي بوزيد أن يكون عيد الثورة هو 17 ديسمبر 2011 موعد اندلاع المظاهرات لا 14 يناير 2011)؛ لأن الثوريين يحتفلون ببداية الثورة لا بهروب (زين العابدين بن علي إلى منفاه الاختياري بالسعودية)".
وتابع: "هناك من يعتقد أن الثورة كانت حادثا عرضيا وهم اليوم يحاولون طمس كل معالمها"، مضيفا: "لابد بالتالي أن تتضافر جهود كل المواطنين من أجل حماية الثورة التي ذهب ضحيتها شهداء يقف لهم الجميع إجلالا".
ومضى قائلا: "أنتم كنتم قدوة الشعب الليبي واليمني والمصري والسوري بإعلانكم العصيان على الديكتاتور".
وتزامن خطاب المرزوقي مع احتفاء مدينة سيدي بوزيد بالذكرى الرابعة لاندلاع الثورة التونسية.
من جانبه أعتبر الباجي قائد السبسي أن "الاختيار يوم الاقتراع الأحد القادم سيكون منحصرا بين الهمجية أو المستقبل".
وقال السبسي خلال زيارة أداها إلى محافظة الكاف (غرب) فى نطاق حملته الانتخابية للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية ''الاختيار لكم يوم الأحد بين شيئين الهمجية والتشويش والرجوع للماضي وبين المستقبل".
وتابع أن "هذا المستقبل لا يكون إلا معنا في المرحلة الحاسمة التي تمر بها تونس".
وانطلقت الثلاثاء الماضي، الحملة الانتخابية في تونس وفي الخارج، للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية وتستمر حتى 19 من الشهر الجاري، على أن تُجرى يوم 21 ديسمبر الجاري داخل تونس، وأيام 19 و20 و21 من الشهر نفسه خارجها.
ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الحاصل على 39.46 في المائة، في الجولة الأولى والمنصف المرزوقي (مستقل) الحاصل على 33.43 في المائة.