تسعى الاممالمتحدة الى اجراء مباحثات لترتيب وقف اطلاق النار بين اطراف النزاع في ليبيا وتثبيت الهدنة قبل عقد الجولة الجديدة من الحوار الوطني المرتقبة خلال ايام القادمة . واعرب مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون أمس الاثنين خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه في العاصمة طرابلس رئيس المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته) نوري أبو سهمين وأعضاء لجنة الحوار في المؤتمر، عن أمله في أن يكون هذا الاجتماع خطا فاصلا لما سيكون بعده، وأن يحظى الليبيون جميعا بفرصة جديدة وأمل حقيقي. واضاف تم الاتفاق على عقد الجولة القادمة من محادثات السلام في ليبيا خلال أيام"..إلا أن المبعوث الدولي، الذي لم يحدد مكانا وتاريخا لانعقاد الحوار، قال في الوقت نفسه إن الأممالمتحدة ستتحدث أولا مع "القادة العسكريين" لترتيب وقف لإطلاق النار قبل بدء المحادثات. من جانبه قال عضو المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته ) محمد إمعزب خلال المؤتمر الصحفي انه تم الاتفاق على المكان الذي ستعقد به جلسات الحوار، لكن سيتم الإعلان عنه لاحقا. وأضاف أنه تم تسليم المبعوث الأممي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول ثوابت المؤتمر الوطني ونظرته للمستقبل في ليبيا كما تم إبلاغ المبعوث الأممي عن استعداد المؤتمر الوطني لإعداد خارطة طريق تتعلق بالمرحلة الانتقالية، وتم تسليمه نسخة إلكترونية من اجتماع اليوم الذي تم بحضور 110 أعضاء من المؤتمر، وهو يمثل تأكيدا على تفاعل المؤتمر الوطني ووحدته، بحسب قول المتحدث نفسه. ومنذ منتصف يناير الماضي استضافت الاممالمتحدة في مقرها بجنيف جولتين من الحوار، بهدف الوصول إلى حل للأزمة الليبية، بينما أعلن المؤتمر الوطني العام تعليق مشاركته فيها. كما اجتمع ممثلون عن المجالس البلدية والمحلية من عدد من البلدات والمدن من كافة أنحاء ليبيا بمقر الأممالمتحدة في جنيف لدعم الحوار الليبي، وقالت البعثة الأممية في ليبيا، إن هذا الاجتماع هو مسار آخر من الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه الأممالمتحدة. وتلقي التفجيرات وأعمال العنف التي تشهدها العاصمة الليبية بظلالها على مستقبل العملية السياسية بالبلاد. وبينما يرى سياسيون ومحللون أن الخروقات الأمنية متوقعة في زمن الحرب، يخشى البعض أن يؤدي الانفلات الأمني إلى فوضى تفشل حوار الداخل الليبي. على صعيد اخر حاول جنود موالون للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر منع رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني من زيارة مدينة بنغازي في شرق ليبيا هذا الاسبوع لاظهار التأييد لقواته التي تقاتل جماعات المسلحة. وقال وزير ومسؤولون عسكريون ان اعضاء بالجيش يعملون تحت سيطرة حفتر حاولوا منع اعطاء إذن لطائرة الثني للهبوط يوم الاحد الماضي وأوقفوا قافلته لفترة وجيزة في وقت لاحق اثناء الزيارة. وقال وزير الداخلية عمر السنكي انه بينما كانت طائرة الثني تقترب من بنغازي جاء ضابط وقال انه لم يصدر لها إذن بالهبوط. واضاف انه رغم هذا فان الثني تمكن من الهبوط وعقد اجتماعا لمجلس الوزراء في بنغازي بعد ان زار قادة عسكريين وربما يشير الحادث الي انقسام محتمل في ولاء الجيش بين حكومة الثني وبين حفتر بعد اشهر من اطلاق هجوم ضد مقاتلين في بنغازي في اطار الاضطرابات التي لا تزال تعصف بالبلد المنتج للنفط بعد أربع سنوات من سقوط معمر القذافي. وفي العام الماضي شكل الثني وبرلمان مؤيد له تحالفا مع حفتر بعد ان اضطرت حكومته الي الرحيل من طرابلس في اعقاب استيلاء قوات فجر ليبيا المسلحة على العاصمة في اغسطس.